اخبار البلد
على عادة الشارع العربي في مرحلة الربيع الذي اطاح بانظمة بعض الدول العربية، سيطر محتجون على مقر الرئيس الأوكراني، فيكتور يانكوفيتش، في العاصمة كييف، اليوم السبت، فيما طالبت المعارضة بإجراء انتخابات جديدة بحلول مايو، مع تراجع إحكام الرئيس الموالي لروسيا قبضته على السلطة في أعقاب إراقة الدماء في العاصمة.
ودخل المحتجون مقر الرئيس في العاصمة، وكانوا يسيطرون على البوابة الرئيسية، وفيما حاول الحراس داخل المبنى طرد المحتجين.
وذكرت وسائل إعلام أن مقر يانكوفيتش خارج العاصمة كان خالياً أيضاً، وأن الصحافيين يدخلونه دون قيود.
في غضون ذلك، ذكر مصدر أمني كبير أن الرئيس لا يزال في أوكرانيا، لكنه لم يستطع أن يؤكد ما إذا كان في كييف.
وفي تطور مهم، قدم رئيس البرلمان الأوكراني، القريب من الرئيس يانكوفيتش، اليوم السبت، استقالته، كما أعلن نائبه خلال جلسة نيابية.
واستقال فولوديمير ريباك بعدما أعلن عدد من نواب حزب المناطق الحاكم انسحابهم من البرلمان احتجاجاً على قتل المتظاهرين.
وسقط أكثر من 65 قتيلاً في كييف خلال مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة.
ويصر المتظاهرون على مواصلة التحصن وسط كييف في ظل تطورات سياسية متسارعة.
وكان البرامان الأوكراني قرر، اليوم السبت، إطلاق سراح رمز ثورة البلاد البرتقالية زعيمة المعارضة المعتقلة، يوليا تيموشنكو.
وصوت البرلمان الأوكراني، أمس الجمعة، على قانون يلغي مادة في قانون العقوبات، ما فتح الباب أمام إطلاق سراح المعارضة.
وحُكم على رئيسة الوزراء السابقة تيموشنكو بالسجن 7 سنوات عام 2011، بعد إدانتها بسوء استخدام السلطة، وذلك إثر وصول الرئيس فيكتور يانكوفيتش، خصمها السياسي الرئيسي إلى السلطة.
وجاء تصويت البرلمان على القانون المذكور بعد ساعات من التوقيع على اتفاق بين يانكوفيتش وممثلين عن المعارضة الأوكرانية، سعياً لحل أزمة سياسية حادة استمرت ثلاثة أشهر، وسقط خلالها أكثر من 65 قتيلاً في كييف خلال الأيام الأربعة الماضية.
وأقر البرلمان الأوكراني إلغاء مادة قانون العقوبات المذكورة بأكثرية 310 أصوات من أصل 450.
وخسرت تيموشنكو أمام يانوكوفيتش في الانتخابات الرئاسية لعام 2010، بعد أن شكلت رمزا للثورة البرتقالية المؤيدة للغرب في العام 2004.
وأثار اعتقال تيموشنكو، الذي وصفته المعارضة بعملية "ثأر سياسي"، أزمة خطيرة بين كييف والاتحاد الأوروبي، والذي شدد على أن إطلاق سراحها شرط أساسي للتوقيع على اتفاق شراكة بين الجانبين.
إلى ذلك، دعا الرئيسان الأميركي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية إلى وضع الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين السلطة والمعارضة في أوكرانيا، أمس الجمعة، موضع التنفيذ "سريعاً"، كما أفاد مسؤول كبير في الخارجية الأميركية.
وقال المسؤول، طالباً عدم ذكر اسمه، إن المكالمة الهاتفية التي جرت بمبادرة من أوباما كانت "بناءة"، وإن الرئيسين اتفقا خلالها على "وجوب أن يطبق الاتفاق سريعاً، وعلى أنه من المهم جداً تشجيع كل الأطراف على الامتناع عن اللجوء إلى العنف".
وأضاف أن "الرئيس بوتين قال إن روسيا تريد أن تبقى مشاركة في عملية تطبيق" الاتفاق، وأن الرئيسين "تطرقا أيضاً إلى أهمية إعادة الاقتصاد الأوكراني إلى الاستقرار وإعادة أوكرانيا إلى سكة السلام".
كما اعتبر الدبلوماسي الأميركي أن "هذا حتماً مؤشر بالغ الأهمية، فالرئيسان أوباما وبوتين تمكنا من الحديث بطريقة إيجابية عن وضع الاتفاق موضع التطبيق". في المقابل لم يعلق الكرملين، حتى مساء الجمعة، على هذه المكالمة.
وكان البيت الأبيض رحب بالتوقيع على الاتفاق الذي تم في كييف بين السلطة والمعارضة لإخراج أوكرانيا من أزمتها، معرباً عن أمله في أن يتم تطبيقه فوراً.
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "ترحيب الولايات المتحدة بالاتفاق الموقع بين الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش وقادة المعارضة".
وفي وقت لاحق ومن مكان مجهول، اعلن الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش انه "لا ينوي الاستقالة"، وذلك في كلمة بثها التلفزيون في اوج الازمة السياسية في اوكرانيا.
وقال يانوكوفيتش ان "البلد يشهد انقلابا". واضاف "لا انوي الاستقالة. انا رئيس منتخب بطريقة شرعية. لا انوي مغادرة البلاد". (أ ف ب)