علمت 'امصادر ' ان المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري والمرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية قد ابلغ، لدى زيارته موسكو يوم الخميس الماضي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اعتزامه اعادة الدفء الى العلاقة بين القاهرة وموسكو، مثلما كانت في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
واكدت اوساط مصرية مطلعة ان السيسي قد تعهد باعادة مصر الى دورها العربي والعالمي الفاعل لدى انتخابه رئيساً للجمهورية، وتحديد اولويات اجندتها وفقاً لمبادئها ومصالحها الحيوية، دون ادنى تبعية او انحياز لاية قوى او معسكرات دولية او اقليمية تعارض هذا التوجه، وتتوهم ان مصر باتت محسوبة عليها.
وقد اطلع المشير السيسي الرئيس الروسي على حقيقة موقفه من الازمة السورية الراهنة، وقال انه يؤيد ويساند الرئيس السوري بشار الاسد في جهوده الدائبة للحفاظ على كيان الدولة السورية التي باتت الجماعات الارهابية تهدد وحدتها وكينونتها، شأن ما تحاول ان تفعل ايضاً ازاء الدولة المصرية.
وقالت المصادر المصرية المطلعة 'للمجد' ان المشير السيسي لا يخفي تعاطفه مع مواقف الرئيس الاسد، ودعمه وتأييده للجيش السوري الذي يتصدى ببسالة واقتدار للعصابات التكفيرية والجماعات المسلحة المأمورة من قطر وتركيا والسعودية.
وافادت هذه المصادر ان السيسي قد طلب من الاردن عدم التدخل في الشأن السوري، وانه قد ابلغ رئيس الوزراء الاردني عبدالله النسور، خلال زيارته الاسبوع الماضي للقاهرة، ان مصر تؤيد وتساند الرئيس الاسد والجيش السوري، لان البديل سيكون كارثياً يتجسد في عصابات داعش والنصرة والاخوان المسلمين.
وكان الرئيس بوتين قد بالغ في تكريم المشير السيسي لدى استقباله له في مقر اقامته بضواحي موسكو، وقال له : 'أعرف أنكم، قررتم الترشح لمنصب رئيس مصر .. إنه قرار مسؤول وأنا شخصيا وباسم الشعب الروسي أتمنى لكم النجاح'.
وبعد ان قدم للسيسي لباس الفرسان الروسى الشهير بنجمته الخماسية الحمراء، قال بوتين أن كلا منهما يعرف الآخر قبل أن يلتقيا بسنوات فكلاهما شغل موقع الرجل الأول بالمخابرات في بلديهما روسيا الاتحادية ومصر العربية.
بوتين قطع متابعاته للاحتفال الرياضي العالمي وذهب للمكان الذي يفضل أن يلتقي فيه ضيوفه المهمين لروسيا، وهناك استقبل المشير عند الباب ثم التقى به لقاءً مختلفاً تماماً عن لقائه السابق مع الرئيس المعزول محمد مرسي الذي قال عنه بوتين 'إنه طارده بإصرار من أوروبا إلى جنوب أفريقيا حتى استطاع أن يلتقيه في مدينة صغيرة في روسيا'.
هذا وقد أكدت مصادر مصرية مسؤولة أن صفقة الأسلحة التي تأتي في اطار التعاون العسكري بين مصر وروسيا عقب زيارة السيسي لروسيا قيمتها المبدئية حوالي 3,2 مليار دولار تتمثل في شراء 24 طائرة مقاتله حديثة من طراز 'ميج' قيمتها وحدها 1,7 مليار دولار وباقي المبلغ من المقرر شراء صواريخ مطورة به وتحديث منظومة الدفاع الجوية، علاوة على مد القوات البحرية بأسلحة حديثة.
ولفتت المصادر إلى أن الفترة المقبلة سوف تشهد تفعيل هذا الاتفاق من خلال زيارات متبادلة بين قادة الجيوش والمختصين في الجيشين الروسي والمصري لتوقيع العقود، واضافت انه من المقرر ان تتسلم مصر الاسلحة المطلوبة على مدار العامين المقبلين، وكذلك سيتم وضع خطة لشكل المناورات الحربية المشتركة بين الدولتين.
وقالت المصادر ان من المقرر أن يقوم وزير الدفاع الروسي بزيارة الى مصر في قت قريب بعدما تم الاتفاق مع السيسي على ذلك اثناء زيارته لروسيا.
وفي السياق ذاته أوضحت هذه المصادر أن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل سوف يرسل ايضا وفداً عسكرياً رفيع المستوى للقاء السيسي خلال الايام القليلة المقبلة وبحث طبيعة التعاون المصري الامريكي في اطار التقارب المصري الروسي لبحث إعادة الدعم الامريكي مرة اخرى لمصر.
وعلى الصعيد المحلي المصري كشفت مصادر مطلعة أن حمدين صباحي، زعيم التيار الشعبي، الذي اعلن عن نيته خوض الانتخابات الرئاسية القادمة قد طلب لقاء المشير السيسي، دون أن يذكر الهدف من الزيارة، ولكن السيسي رفض الطلب.
واضافت المصادر تقول : ان المشير السيسي قد تلقى يوم الاثنين الماضي مكالمة هاتفية من احد المقربين منه ومن الصباحي في نفس الوقت، وكان ملخص المكالمة 'ان صباحي مستعد للانسحاب من السباق مقابل ان يتعهد المشير والمؤسسة العسكرية بتقديم كل الدعم والمساندة للتيار الشعبى للفوز بأغلبية البرلمان القادم'، غير ان السيسي رفض حتى الاستماع الى بقية المكالمة !!