اخبار البلد
قدم جمهور فريقي الفيصلي والوحدات، في المباراة الأخيرة، دليلا عمليا على إمكان التنافس بروح رياضية عالية، بعيدا عن الاحتكاكات والمشاغبة، التي ساهمت في الماضي بتوتير الاجواء عشرات المرات.
الجمهور نفسه قدم ايضا برهانا عمليا على أن التشدد في الهتافات المعبرة عن انحيازات فرعية خارج السياق الوطني ما زال 'طارئا' على الحالة الرياضية الأردنية، ويمكن نبذه، ولا يشكل قدرا في ملاعب كرة القدم.
المباراة عمليا لم ترتق إلى المستوى المطلوب من الناحية الفنية، خصوصا من فريقين يضمان في صفوفهما خيرة نجوم الكرة الاردنية.
الجمهور من حيث قدرته على الانضباط وابداء الروح الرياضية، كان نجم المباراة بلا منازع بإجماع الأسرة الرياضية.
الحضور الجماهيري الكبير الذي تابع قمة القطبين الفيصلي والوحدات، ساهم في اضفاء الكثير من الاثارة والتشويق على وقائع اللقاء، لا سيما وان عشاق الكرة توافدوا الى استاد عمان قبل انطلاق المباراة بساعات ليست قليلة، كما هي العادة في مثل هذه اللقاءات، متسلحين بكل اشكال والوان ادوات التشجيع، من أعلام زرقاء وخضراء، ترمز الى لوني الفريقين.
حضرت أيضا الملصقات ولافتات الود والمحبة والادوات الموسيقية والطبول، وغيرها من لوازم التشجيع بروح تنافسية عالية، وهي ادوات ساهمت كثيرا في اضفاء الاجواء الساحرة التي شاهدها الملايين من خلال النقل التلفزيوني، وتابعوا حالات الفرح التي سادت في الكثير من مجريات المباراة، وحب الجماهير الكبير وسعيها طوال الدقائق التسعين على الوقوف خلف فريقها، تمده بالحماس وتحثه على العطاء لتحقيق الفوز.
اللقاء الكروي، الذي كان قمة في الروح الرياضية، لا بد من تثبيتها والمضي قدما فيها وجعلها معيارا لكل اللقاءات الكروية بين انديتنا، وسجل هدفا كبيرا لصالح نظافة الرياضة وكرة القدم خصوصا . حصل ذلك بعدما ظهرت قدرة الجمهور الوفي المخلص على الصبر واحتمال الإجراءات الأمنية التفتيشية في بعض الاحيان على بوابات الدخول، حيث التفتيش ومصادرة بعض المقتنيات الشخصية. اصرار الجمهور على الحضور يشكل حالة من الابداع والوفاء، نتمنى ان يتم استثمارها من قبل كل الجهات المعنية، حتى نحافظ على الجمهور ونضمن زيادة منسوبه، ونحن الذين اتفقنا على اعتباره بمثابة اللاعب رقم 12.. أو كما يحلو لنا ان نسميه 'فاكهة الملاعب. - See more at: http://www.rumonline.net/index.php?page=article&id=150393#sthash.QRDYBO2O.dpuf