مع دخول مشروع او خطة كيري مرحلتها الدقيقة على ما يبدو وبعد زياراته وبعده رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس الى عمان واللقاءات التي جمعتهم بجلالة الملك عبدالله الثاني بدأنا نسمع لهجة مختلفة في الخطاب الملكي حول التسوية المقترحة بين الفلسطينيين واسرائيل ، هذا الخطاب اخذ لهجة التشديد والتمسك بالمصالح الوطنية الاردنية العليا وهو ما يثير القلق ويزيد من الاحتمالات السيئة المترتبة على الخطة الامريكية لانهاء الصراع . فالمتحدث هو جلالة الملك وهو الاكثر قربا واطلاعا على تفاصيل خطة كيري ومحادثاته مع الاسرائيليين والفلسطينيين والاكثر على ما يبدو شعورا بخطورة المرحلة فلذا نسمع مثل هذه التصريحات والتي تتكرر في الآونة الاخيرة بشكل كبير مما يجعلنا في الاردن نشعر بالخوف على مصالحنا وعلى راسها هويتنا الاردنية خاصة وان المعللومات الراشحة والتسريبات الصحفية تشير الى ان الخطة لا تتضمن الاشارة الى حق عودة الفلسطينيين الى بلادهم ودولتهم ، لا بل العكس الابقاء عليهم حيث هم موجودون في الاردن وهو ما يخشاه الاردنيون والفلسطينيون على حد سواء ان يكون الحل على حساب الاردن الشعب والوطن والهوية. الشارع الاردني اليوم يعيش حالة من الحراك الجديد ليس حراك اخواني او بعدوى ما يسمى الربيع العربي ... حراك من اجل الهوية والوجود ، وفي ظل هذا المشهد يمكن اعتبار التصريحات الملكية بانها تبعث على زيادة القلق والخوف على المصلحة الوطنية الاردنية وتدفع الى التساؤل : هل جلالته مطلع على بنود الخطة بكاملها ويرى فيها مساسا بالمصالح الوطنية العليا؟ ولماذا لا يفاتح جلالته الشعب الاردني بالحقيقة التي يواجهها في لقاءاته مع كيري وغير كيري من اقطاب الخطة ويريح الاردنيين الذين سيقفون خلف جلالته لافشال اي مشاريع يمكن ان تهدد مصالحنا الوطنية العليا؟ والسؤال الاكبر هل حقا اننا في الاردن واعني جلالة الملك مطلعون على الحقيقة بكاملها او مجزئة؟ وهل ما يقوله الاسرائيليون والامريكان للفلسطينيين هو نفس ما يقال لنا في الاردن حول الخطة ؟ وهل من الممكن الوثوق بمواقف القيادة الفلسطينية من الخطة ام ان هناك ما هو خلف الكواليس بين الاسرائيليين والفلسطينيين خاصة وان السياسة لا تعرف الصداقة وتركز على المصالح؟ وزير خارجيتنا ناصر جودة لم يقدم للنواب التفاصيل كاملة حول الخطة الامريكية وترك الابواب مفتوحة للتساؤل عن تخوفات جلالة الملك واصراره على الحفاظ على مصالح الاردن العليا في اي حل مقبل ، وهو بالاضافة الى التستر غير المعهود في السياسة على بنود الخطة يجعل الشكوك تحوم حول كارثة قادمة على الاردن ، اضف الى ذلك تصريحات جون كيري حول تعهد بلاده بالحفاظ على امن واستقرار الاردن وهو ما نرفضه نحن الاردنيون كوننا نعرف كيف تحافظ امريكا على امن وديمقراطية الشعوب والبلدان ولنا في العراق خير دليل، ولاننا الاقدر على المحافظة على امننا واستقرارنا . في ظل هذه التصريحات والاحداث يبقى السؤال مشروعا : ما المقصود من المصالح الوطنية العليا في تصريحات الملك ؟ وما هو الشيء الذي يهدد هذه المصالح؟
المصالح العليا في اقوال جلالة الملك من يهددها؟

أخبار البلد -