سمعنا من مطلعين كلاما تقشعر له الأبدان عندما يتعلق الأمر بالإخفاق الحكومي الشديد في إنجاز مشروعات تنموية مقررة أحيلت أوراقها، وتم تخصيص أموالها دون أن ترى النور، أو تولد لأسباب غريبة وساذجة، وتظهر كم نحن مغالون في إيذاء المصلحة الوطنية العامة في بعض الأحيان.
لا أعرف بصورة تفصيلية الخلفيات والدوافع لكني أنقل ما سمعته للرأي العام بقصد النقاش والبحث عن إجابات رسمية وبرسم البحث عن الحقيقة.
مشروع القطار الخفيف بين عمان والزرقاء أحيلت أوراقه ثلاث مرات على التوالي دون أن تبدأ الخطوة الأولى وسط حالة ترهل وصمت حكومية.
وفقا للرواية المفاجئة للأحداث تمكن لوبي ديناميكي وله صلات واتصالات يشكل صغار المستثمرين في قطاع "باصات الكوستر" من إحباط المشروع ثلاث مرات.
جماعة الكوستر نافذون جدا وكل منهم لديه شبكة حافلات تستثمر بموجب تراخيص منحت في الماضي تحت عنوان الفساد الإداري.
نعلم كلنا كيف تمنح رخص تسيير باصات الكوستر ولا مبرر للخوض في هذه المسألة لكن شبكة الكوستر أصبحت قوة نافذة، بحيث تستطيع خلف الكواليس إحباط مشروع حيوي جدا مقرر بكل الأروقة البيروقراطية.
المسألة أشبه بالجمعيات السرية التي تدير شبكة مصالح اقتصادية في تركيا والتي أحبطت أردوغان وستطيح بحكومته قريبا مع فارق واضح. حافظ شباب الكوستر على استثمارهم، وأحبطوا مشروع القطار الخفيف، وبالتاكيد تلقوا الدعم والإسناد من موظفين في لجان هيئة النقل أو مسؤولين في مكان ما.
المعطيات الرقمية تقول إن نصف مليون مواطن يتنقلون من الزرقاء إلى عمان يوميا، ومثلهم يتحرك في الاتجاه الموازي ما يعني أن مليون مواطن يتحركون يوميا ويدفعون مبلغا ماليا ضخما على أوتستراد عمان الزرقاء.
حركة هذا العدد من الناس تلوث البيئة، وتتسبب بحوادث تكلف عشرات الملايين، وتؤدي لسقوط عشرات الضحايا والمصابين خلافا لتكلفة عملاقة في فاتورة النفط واستهلاك الإطارات وصيانة وسائل النقل وللهدر الحاصل بسبب الازدحام الشديد.
كل هذه الكلف كان يفترض أن يحتويها مشروع القطار الخفيف النظيف فيما يتعلق بالبيئة، لكن الإحباطات تراكمت بسبب خلية النحل النشطة التي تديرها عصابات الكوستر، وهي خلية تتابع التفاصيل، ولديها نفوذ داخل هيئة ووزارة النقل وفي مواقع أخرى.
مرة أخرى نسمح هنا في هذا المشروع وغيره للأجندات الشخصية والمصالح الفردية الضيقة بإحباط أحلامنا في حياة وتنقل انظف وغير مكلف، وما يجري في السياق يجري في مشروعات أخرى بالتأكيد.
..هذه الرواية التي سمعناها وهي على الأرجح منطقية وتفسر سبب ذبول مشروع حيوي من هذا النوع… نأمل أن نسمع أجوبة وتوضيحات وشروحات من الجهات المعنية.