لا أدري ماذا أصاب هذا اللاعب الغريب المثير للجدل ، السويدي زلاتان ابراهيموفيتش ، الذي تنقل بين 11 ناديا من أكبر أندية العالم وأصبح بمجموع المبالغ التي انتقل بها وقدرها 150 مليون يورو أغلى لاعب في العالم ، كما أنه بإنتقاله الأخير إلى باريس سان جيرمان ، حيث يكسب 16 مليون يورو صافية معفاة من الضرائب، أصبح صاحب أعلى أجر سنوي بين لاعبي العالم ، فماذا يطلب بعد ذلك رغم أنه أكمل عامه ال32 ؟
هل يحمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعم والنجاحات والشهرة أم يعلن كفره وإلحاده على الملأ ، كما حدث بالأمس عندما سأله مراسل التليفزيون السويدي عن رأيه وتوقعه للمنتخب المتأهل من بين البرتغال والسويد إلى نهائيات مونديال البرازيل عقب انتهاء مباراة الذهاب بتقدم البرتغال بهدف وحيد ، وفي انتظار مباراة الإياب المقررة اليوم بين الفريقين في السويد ، ورد اللاعب " الله وحده الذي يعلم " .. فرد المراسل بغباء وسخافة ولكن من الصعب لي أن أوجه السؤال له ؟ .. ورد ابراهيموفيتش وقد انتابته نوبة شيطنة أو جنون " أنت تتكلم معه الآن " "العياذ بالله؟؟!!!!
وانتهى التسجيل التليفزيوني للقناة السويدية والذي نقلته عشرات المواقع والصحف ووكالات الأنباء .. وقد أصدرت تعليماتي لفريق العمل بموقع بتجميد الخبر الذي جاءنا منسوباً لوكالة الأنباء الإسبانية ، ورحت أبحث عن الخبر في العديد من المواقع والصحف بمختلف اللغات وخاصة السويدية والإنجليزية ، وكان الأهم بالنسبة لتأكيد الخبر هو مشاهدة الفيديو الخاص بهذا التصريح الجنوني ، وبالفعل وجدت ضالتي في موقع الماركا الإسباني للصحيفة اليومية الشهيرة وكان كلام ابراهيموفيتش مصحوبا ببرودة نظرته وفجاجة ضحكته وكلاهما يحمل معاني الإستهتار والتعالي والسخافة !
وسألت نفسي هل يمكن تجاهل هذا التصريح الشيطاني الذي يعبر عن كفر وإلحاد خاصة أن المواقع العالمية بالفعل نشرت هذا التصريح ، وهل من الصحيح ما يقال دائما بين جماهير ومتابعي الكرة العربية أن ابراهيموفيتش مسلم بدليل الوشم المكتوب باللغة العربية على ذراعه ويحمل إسمه بهجاء " إبراهيموفيج" ؟
ورحت أبحث من جديد محاولاً إستقصاء حقيقة ديانته، وهل هو مسلم بالفعل ام لديه ديانة أخرى أم أنه ملحد ؟ .. أما ما إجتهدت فيه ، فقد أسفر أن هذا اللاعب المولود لأب بوسني مسلم إسمه شفيق إبراهيموفيتش وأم كرواتية مسيحية كاثوليكية إسمها يوركا جرافيتش ، لم يعلن قط عن إسلامه ، وإنما يبدو لحد كبير أنه تأثر بتربيته ومعيشته معظم الوقت مع والدته ، ولذلك تحول إلى المسيحية الكاثوليكية خاصة أن زواج أمه بأبيه لم يستمر سوى عامين فقط ، وهذا أمر يشبه لحد كبير حالة الرئيس الأمريكي باراك "حسين" أوباما، الذي كان ابوه كينيا مسلماً وأمه أمريكية مسيحية، ولكنه حمل ديانة الأم بعد طلاق الوالدين .
وما يثبت ديانة اللاعب ابراهيموفيتش قليل جدا على مواقع الانترنت او في موقع الويكيبيديا ، والذي يصفه بأنه مسيحي كاثوليكي ، طبقا لما أعلنه هو بنفسه في حوار صحفي مطول يوم 8 فبراير 2010 لصحيفة " إل بريودكو " الكاتالونية حيث سأله المحرر عن الوشم الموجود على قفصه الصدري ومكتوب فيه " الله وحده الذي يحكم " ،فأجاب مفسراً ذلك بقوله " أؤمن بالله .. أنا كاثوليكي .. ولكني أكبر ناقد لنفسي ....." وبقيت هذه الصحيفة هي المصدر الوحيد الذي يحتوي على تصريح لإبراهيموفيتش بديانته .. وقد فشلت مواقع وصحف عديدة أن تؤكد ديانته ، وقالت أنه لم يشاهده أحد يصلي لا في الملعب ولا يذهب إلى كنيسة ، وكل ماهو معروف عنه أنه معجب بأسطورة الملاكمة السابق المسلم محمد على كلاي.
ولعلي أتساءل عن هذا اللاعب المثير للجدل والمشاكل بنفس درجة براعته ومهاراته الكروية : كيف تورط في هذه الجملة الالحادية ، وهو يعتبر نفسه الله .. والعياذ بالله من غضب الله – هل أصابه العته أو الجنون أو مسه طائف من الشيطان ، كيف لم يحترم دين أبيه الذي لم ينتمي له ، ولا ديانة أمه التي يقال أنه يحملها ، ورغم أنه مثقف ومتعدد اللغات ومليونير كبير يحتفظ في بيته بأسطول من أفخم السيارات ، إلا أنه شهير بمشاكله ومعاركه وتصريحاته الحادة وحتى خلافاته العنيفة في الملاعب ومع بعض مدربيه .
ربما حرية الإعتقاد أحد حقوق الإنسان التي نصت عليها الديانات السماوية ، ولكن هل الإلحاد والإساءة لله الواحد القهار، أصبح أمراً مستباحاً من مثل هذه الشخصيات التي أصابها جنون العظمة والتنطع والإستهتار والفجاجة؟.. هل نطالبه بالتوبة والإعتذار عن هذا الجرم الكبير ، أم نطلب فتوى شرعية في بشاعة سلوكه من رجال الدين الإسلامي والمسيحي ، أم نسأل النادي الباريسي الذي يلعب له ، والذي تمتلكه إحدى الشركات العربية القطرية عن رأيه في هذا الخطأ الأحمق للاعبه والذي تمادى وتعدى الخط الأحمر وجاء بما تنبذه كافة الديانات السماوية وحتى الكفرة والملاحيد.