أخبار البلد
بين متفائل ومتشائم، وايجابي وسلبي، تدور وفي كل الاروقة المناقشات والاحاديث حول اللقاء التاريخي الذي سيجمع بين المنتخب الوطني (منتخب النشامى) والمنتخب الاوروجواني (السيليستي) او ما يعرف بالازرق السماوي عالميا.
ايام تفصلنا عن الموقعة الاهم في التاريخ للكرة الاردنية، نعم هي الاهم لنا كأردنيين، وشتان ما بين متفائل ومتشائم ولكن يجمعنا هم واحد وان كان الثاني (المتشائم) يعرف ان الوقوف ولو معنويا مع النشامى بات مطلبا وطنيا بحتا، اما المتفائل فكان الله في عونه لما سيلاقيه من تحديات امام سيول السلبيين المتدفقة كشلال دافق.. فان كنت من الايجابيين وصدفت احدهم فانت امام جدار اصم، فويلك لو لوحت او بادرت وقلت ان الغلبة لنا ولو كان الكلام على سبيل المداخلة فقط فستجد نفسك امام عاصفة من الاسئلة الواقعية وغير الواقعية.
الاسئلة الواقعية التقليدية تتلخص فيما يلي.. كيف سنفوز على سواريز ورفاقه، وكيف سنلعب ونحن هكذا، كيف سنقارع منتخب لدية اول كأس للعالم وكيف سنواجه المد الهجومي لمنتخب تفوح منه رائحة العالمية؟، منتخب لديه غير سواريز نجوم تتلألأ في اهم الانديه الاوروبية..لوجانو، جودين وخيمنيز، سكوتي، سيلفا، كاسيريس، فوسيلي، اليخاندرو سيلفا، بيريرا، هؤلاء في الدفاع.
ولديه في الوسط جارجانو، فرنانديز، بيريز، اريفالو ريوس، الفارو جونزاليس، بيريرا، ايجورين، رودريجيز، لوديرو، كاسترو.
وثلة المهاجمين، راميريز، فورلان, كافاني, ستواني وهرناندز.
وهنا سنرد نحن المتفائلون على كل هذا الكم من التشاؤم بكلمات قليلة وواقعية.. سنلعب كرة القدم امام هذ المنتخب -العالمي-.
كرة القدم -كما هو معروف للجميع- لغة عالمية سهلة المفردات تحكيها الاقدام ان جاز التعبير ويتقنها من يعشقها ويستسيغ كلماتها من يقدر معانيها.
وسنذكر ان منتخب الاوروجواي الذي فاز بالكأس الاولى (مع عدم التقليل من شأن المنافس) كان قد لعب بطولة لم تشهد تصفيات للنسخة الأولى من المونديال وتم الاكتفاء بدعوة عدد من أبرز المنتخبات في تلك الفترة، ولكن مع وجود أزمة اقتصادية في القارة العجوز، اعتذرت معظم المنتخبات الأوروبية عن المشاركة، بعضهم بسبب رحلة السفر الشاقة إلى الأوروجواي والبعض الآخر بسبب عدم تقديرهم لأهمية البطولة، لتقتصر المشاركة الأوروبية في النهاية على أربعة منتخبات.
ولم تؤكد هذه المنتخبات مشاركتها إلا قبل أسابيع قليلة من انطلاق البطولة بعد أن بذل الفرنسي جول ريميه، صاحب الفكرة، الكثير من الجهد لإقناعهم فحضرت ثلاثة من هذه المنتخبات الأوروبية إلى الأوروجواي على متن السفينة «إس إس كونتي فيردي» التي انطلقت من جنوى وهي تحمل المنتخب الروماني، ثم مرت على فرنسا لتقل المنتخب الفرنسي وريميه ومعه كأس البطولة. بعدها أقلت المنتخب البلجيكي من ميناء برشلونة الإسباني، قبل أن تمر بريو دي جانييرو لتقل المنتخب البرازيلي.
وأقيمت منافسات البطولة على ثلاثة ملاعب كلها في العاصمة مونتفيديو، ملعب سينتيناريو وإل باركي سنترال وبوسيتوس، وقسمت المنتخبات الـ 13 على أربعة مجموعات، وضمت مجموعة واحدة 4 منتخبات بينما ضمت المجموعات الثلاث الأخرى ثلاثة منتخبات فقط.
المنتخبات المصنفة في الدور الأول كانت الأوروجواي والأرجنتين والبرازيل والولايات المتحدة. لعبت الفرق في الدور الأول بنظام الدوري من دور واحد، وتأهل أول كل مجموعة إلى الدور قبل النهائي، بدءاً من الدور قبل النهائي تم اعتماد نظام خروج المغلوب من مباراة واحدة.
وأجريت قرعة الدور الأول بعد وصول المنتخبات إلى الأوروجواي، وكانت المنتخبات المصنفة في الدور الأول هي المضيف والأرجنتين والبرازيل والولايات المتحدة.
المباراة الافتتاحية للبطولة كانت بين فرنسا والمكسيك وفازت فرنسا 3-1 كما نال لاعبها لوسيان لوران شرف تسجيل أول هدف في تاريخ كأس العالم، ولم تجد المنتخبات المصنفة أوروجواي والأرجنتين والولايات المتحدة أي صعوبة في تجاوز الدور الأول بدون أي تعادل أو هزيمة، وكانت مفاجأة الدور الأول منتخب يوغسلافيا الذي تغلب على البرازيل 2-1 وتصدر المجموعة ليصعد لنصف النهائي.
واتضح فارق المستويات الهائل ين المنتخبات المشاركة في الدور قبل النهائي بفوز الأرجنتين على الولايات المتحدة 6-1 وأوروجواي على يوغسلافيا بنفس النتيجة.
وفي المباراة النهائية حدث خلافاً بين منتخبي الأوروجواي والأرجنتين حول الكرة التي ستلعب بها المباراة وتم في النهاية الوصول إلى حل وسط، بأن تلعب كل شوط بكرة مختلفة. وأنهت الأرجنتين الشوط الأول متقدمة 2-1 بعد أن لعبت بالكرة التي اختارتها، وفي الشوط الثاني تم الاعتماد على كرة الأوروجواي لتسجل ثلاثة أهداف وتحرز اللقب.
والعبرة مما ذكر هنا ان منافسنا ليس بالغول الذي لا يقهر بل هو فريق لديه تاريخ حافل -نعم- ونحن لدينا الحلم لصنع هذا التاريخ ايضا.
وللتذير فقط، هذه رابع مرة على التوالي تخوض فيها اوروجواي جولة فاصلة من أجل الصعود لكأس العالم بعدما تأهلت لنهائيات 2002 و2010 عبر الطريق ذاته، وخسرت في جولة فاصلة على مكان في نهائيات 2006 أمام استراليا.. والنشامى هم من تغلب على استراليا هنا في عمان منذ وقت قصير.
وفي الحديث عن مدرب منتخب الاوروجواي، فقد تولى المدرب أوسكار تاباريز ابن البلد (المولود سنة 1947) مهمة تدريب المنتخب بعد نهائيات كأس العالم 2006 وانكب على بناء فريق جديد متماسك أغلبه من المحترفين فأعطاه طابعا خاصا به وفق طريقة لعب 352 جمعت بين الشباب والمخضرمين، وهذ ما هو واضح لغاية اللحظة فهو يبدأ العابه باعتماد المد الهجومي لزرع الرعب في اطراف الملعب كافة ولكنه سرعان ما يتخلخل اذا ما انكسرت احدى موجاته الهجومية وربما يفتقد لسرعة البناء من جديد داخل المستطيل الاخضر ما يعطي للمنافس فرصة لبناء هجوم مضاد وصناعة هدف او على الاقل تهديد لمرماه الذي يعتبر غير مستحيل، وهذا ماحدث قبل مباراة فريقه الاخيرة حين تلقى خسارة أمام الاكوادور حيث كاد هدف مونتيرو ان يطيح به وفريقه لولا الفوز الاخير على رفاق ميسي.
وبالعودة لمنتخب النشامى، فيجب ان يعلم الجميع ان الامثلة كثرة على صنع الانجازات ولنتذكر ان النشامى كانو الاقرب للتأهل للبرازيل خلال التصفيات ولكن قدر الله وما شاء فعل، الا ان المهم الان ان يكون التركز منصبا على الوقوف والنظر بعين الثقة لمنتخب عانى ويعاني شح دعم الداعمين لولا مجموعة من الشركات تقدر الانجاز.
وعند العودة لأفضل سيناريو لمقارعة السيليستي، وبالبحث عبر الشبكة العنكبوتية وأخذ عينات آراء من اجواء الشارع الاردني كان هناك من يقول «لوكنت مكان حسام حسن لقلت للاعبين بأن يلعبوا باسلوب هولندا وهو لعب الكرة الشاملة؟، ولكن كيف لعبت هولندا الكرة الشاملة بكاسي العالم 1974 و1978 ووصلت للنهائي، والاسلوب بان يتشارك الدفاع والوسط والهجوم بكل الادوار، فعند الهجوم ضد المنتخب يتحول كل الفريق الى الدفاع وعندما تصبح الهجمه للمنتخب يخرج الكل مهاجما مع الضغط الشديد على حامل الكرة من المنافس، والتركيز على عدم افتقاد الكرة بسهولة عند الهجمة مع القوة والدقة بالتمرير.
رأي آخر فضل الاعتماد على الكرات الطويلة صوب المهاجم، وغيره اثر بناء اللعب من كرات قصيرة!
سؤال رُد عليه بسؤال، هل ستعود للخلف في ملعبك وتنظم سواتر دفاعية ام ستعتمد على طريقة الدفاع الضاغط ؟ وكان الجواب التركيز التركيز.. والنظر الى مرمى المنافس بعد اجتياز نصف ملعبه لتقريب الهدف اكثر، بالاضافة لعدم مجادلة الحكم نهائيا، وعدم الالتفات للاعبي الخصم واعتبارهم ألوان فقط داخل الملعب.
وكان السيناريو الافضل والذي تغلفه النصيحة، عند تلقي هدف او تسجيلك لهدف عد لتركيزك بعد صفارة المنتصف.
من هنا وهناك...
تحمل أوروجواي الرقم القياسي لعدد المباريات التي لعبتها ضد منتخب الأرجنتين، حيث لعب الفريقان ضد بعضهما 161 مرة منذ عام 1901. وكانت أول مباريات أوروجواي الرسمية ضد الأرجنتين، تعد أول مباراة رسمية تقام خارج بريطانيا منذ ابتكار كرة القدم الحديثة وفازت الأرجنتين بنتيجة 3 - 2، وأقيمت المباراة في 16 مايو 1901، في مدينة مونيفيديو، أوروجواي.
لمنتخب أوروجواي أيضاً عدد كبير من الألقاب القارية، فقد فاز 14 مرة ببطولة كوبا أمريكا، أولها عام 1916 وآخرها عام 1995. أعلى تصنيف حصل عليه المنتخب من الفيفا هو 14 (في مايو 1994). في عام 1927 حقق المنتخب الأوروجوياني أكبر انتصار له، ضد منتخب بوليفيا لكرة القدم، بنتيجة 9 - 0. ظهر منتخب أوروجواي في كأس العالم 10 مرات، وفي كوبا أمريكا 39 مرة. فازت أوروجواي ببطولة كوبا أمريكا 14 مرة في الأعوام: 1916، 1917، 1920، 1923، 1924، 1926، 1935، 1942، 1956، 1959، 1967، 1983، 1987، 1995. كما فازت بالميدالية الذهبية في أولمبياد 1924 وأولمبياد 1928.
رقم 12 وهو رقم المباراة عدد12 للأوروغواي التي حملت أول خسارة للأزرق على يد المجر بنتيجة 4 أهداف مقابل هدفين بعد التمديد خلال كأس العالم 1954 بسويسرا.
في 12 شباط 2009 فازت الأوروجواي على ليبيا 3/2 وديا في مباراة اقيمت في طرابلس، وحكم المباراة طاقم اردني مكون من ناصر درويش، عيسى عماوي، عرفات الظاهر.
أعلى تصنيف 2 (حزيران 2012)
أقل تصنيف 76 (كانون أول 1998)
لويس ألبرتو سواريز، من مواليد 1987 - سالتو في أوروجواي، بدأ مسيرته الكروية مع نادي ناسيونال في عام 2005، ولعب معهم حتى عام 2006، ولعب معهم 29 مباراة وسجل 12 هدف، وفي موسم 2006/2007 انتقل إلى نادي جرونيننجن الهولندي، ولعب معهم 33 مباراة وسجل 13 هدف، وفي 2007 انتقل إلى نادي أياكس أمستردام الهولندي بعد ذلك في عام 2011 انتقل إلى نادي ليفربول الإنجليزي. ويلعب مع منتخب بلاده منذ عام 2007.
استطاع سواريز الملقب بلاعب كرة اليد من تسجيل ثلاثة أهداف في كأس العالم، وتعرض للطرد في مباراة الربع النهائي مع غانا بسبب تعمده ابعاد كرة عن مرمى منتخبه بيده وكان لهذا التصرف منه دور كبير في تأهل بلده إلى الدور نصف النهائي.
- دييجو فورلان 1979, أورجوياني الاصل يلعب كمهاجم لنادي إنترناسيونال والمنتخب، فائز مرتين بجائزة بيتشيشي والحذاء الذهبي الأوروبي، وحصل على جائزة الكرة الذهبية التي تقدم من الفيفا كأفضل لاعب في نهائيات كأس العالم 2010.
ينحدر فورلان من عائلة رياضية من لاعبي كرة القدم، حيث لعب والده بابلو فورلان لنادي ساو باولو ما بين الأعوام 1970 و1975، ولمنتخب الأوروجواي في بطولة كأس العالم لكرة القدم 1966 و1974. وجده خوان كارلوس كورازو, أيضا لعب لنادي إنديبندينتي في الأرجنتين. انضم لنادي انديبندينتي, وذلك بعد أن تطور مستواه مع فريق الشباب، وبعد أربع سنوات ناجحة، وقع لنادي مانشستر يونايتد، وبالرغم من فوزه مع النادي ببطولة الدوري الممتاز، إلاّ أنها كانت تجربة مخيبةً للآمال وفشل بها في تحقيق ما حققه في نادي انديبندينتي، وانتقل بعدها إلى نادي فياريال الإسباني.
في أول موسم له في عالم كرة القدم الإسبانية سجل فورلان 25 هدفا في الدوري وفاز بجائزة بيتشيشي، وبعد موسمين أكثر نجاحا مع فياريال، انتقل فورلان لنادي اتلتيكو مدريد، حيث أصبح مرة أخرى هدافاً للدوري وأصبح أول لاعبٍ يفوز باللقب مرتين منذ حصول اللاعب رونالدو على الجائزة موسم 1996-1997 و 2003-2004.
في2011 حطم فورلان الرقم القياسي بتسجيله الهدف رقم 32 ضد منتخب الباراجواي والتي انتهت بالتعادل ضمن تصفيات كأس العالم 2014 والرقم السابق كان مسجلاً باسم اللاعب سكاروني بـ 31 هدفاً منذ العام 1930.
مع كل هذا وذاك، لا ننتظر من النشامى المستحيل ولكن نأمل ان يكون لدى رجال المنتخب وعلى رأسهم المدير الفني العميد حسام حسن الحل المناسب لمقارعة منتخب لديه من الحلول الكثير الكثير والله الموفق.