كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الاسباب التى جعلت الولايات المتحدة لم تعد اللاعب الرئيسي على الساحة الدولية والمحرك لها. فلم تعد أمريكا وحدها المسيطرة على مجرى الأحداث الدولية بعد دخول لاعبين آخرين مثل الهند والبرازيل والصين وما أصبح لهم من ثقل دولي. وترجع المجلة تراجع الدور الأمريكي بالأساس إلى أمريكا نفسها.
وأكدت أن الولايات المتحدة لم يعد لها يد في تغير الميزان الدولي السريع الحاصل الآن, فمحاولة تحكم امريكا المباشر بتشكيل وسير الأحداث الدولية, كان له أثره في تحول العديد من الدول بعيداً عنها حتى ظل احتياجهم لها كما حدث في العراق.
وليس هناك أدعى من تورطها في حادثة التجسس على زعماء العالم لتبين مدى تدخلها في شئون غيرها حتى حلفائها. وجاءت هذه الحادثة لتضيف دول جديدة إلى قائمة الدول التي تتحول بعيداً عن الحليف الأمريكي مثل البرازيل حين ألغت رئيسة الجمهورية "ديلما روسيف" رحلتها إلى الولايات المتحدة بعد الكشف عن تفاصيل التجسس.
وتؤكد المجلة أن فضيحة التجسس ليست الحدث الأوحد الذي تسبب في خسارة امريكا لموقعها الدولي, بل تخاذل امريكا في العديد من القضايا الهامة على الساحة الدولية هو ما أفقدها ريادتها في حل الأزمات الدولية, بل أدى إلى تفاقم الأوضاع بها والسقوط في الفوضى كما حدث فى سوريا وليبيا ، ومصر التي قررت السير في طريقها غير عابئة بتصريحات وإجراءات الإدارة الأمريكية.