أخبار البلد
بكلمات واضحة ومفردات لا تقبل التأويل او الاجتهاد وفي قراءة دقيقة عميقة للمشهدين الوطني والاقليمي وفي رهان على ارادة الاردنيين وقدرتهم على العطاء والانجاز, وضع جلالة الملك عبدالله الثاني في الخطاب الذي القاه يوم أمس أمام المشاركين في المنتدى الاقتصادي الاسلامي العالمي الذي تستضيف العاصمة البريطانية لندن دورته التاسعة, الأمور في سياقاتها الطبيعية والمنطقية وفق رؤية شاملة ومتكاملة تلحظ بحزم وارادة صلبة, عزم الاردنيين قيادة وشعبا على الاستمرار في البناء على نقاط القوة في بلدهم عبر الارتكاز والرهان في الوقت ذاته على العنصر البشري حيث يتميز ابناء شعبنا بالموهبة والعلم والبراعة في أمور التكنولوجيا والتمتع بوعي عالمي.
من هنا جاءت اشارة جلالته اللافتة الى الموقع الجغرافي الاستراتيجي الفريد في المشرق العربي الذي يتمتع به الاردن ليضيء على جملة من الحقائق الجيوسياسية وبخاصة في كون الاردن منصة استراتيجية للوصول الى اسواق مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا على نطاق واسع ومركزا عالميا يلتقي فيه الشرق والغرب فضلاً عن اتفاقيات التجارة الحرة التي يمتاز بها الاردن مع الاقتصادات الكبرى ما يفتح الطريق عملياً وميدانيا للوصل الى اكثر من مليار مستهلك وأيضا باعتبار المملكة هي الوجهة الافضل للعاملين في مجالات الصناعات التحويلية والتعاقد الخارجي للتصنيع والخدمات المساندة والتوزيع واعادة التجميع ومراكز الاستشارات والخبرات في البنى التحتية وإعادة الاعمال في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
هذه القراءة الملكية الواسعة والعميقة انطلقت من قناعات راسخة وأفق مفتوح على التطور والحداثة الامر الذي تجلى في فخر بلدنا بأنه من اوائل من تبنوا الاعمال المصرفية الاسلامية التجارية الحديثة وكان ايضا من خلال السلطة التشريعية عندما اقر مجلس الامة الاردني تشريعات جديدة في العام الماضي, تتعلق بالصكوك الاسلامية كي تشكل اطاراً يمكننا من ترسيخ وتنمية التمويل الاسلامي, الذي يفضي وبالضرورة الى توفير آليات جديدة لتمويل الحكومة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة وغيرها ناهيك وفي الاساس يسهم في جهود الحد من الفقر.
نحن إذاً أمام خطاب ملكي شامل وجامع يقرأ في الكتاب الاردني ويفصّل في الملفات والعناوين ويضيء على المشهد الوطني بكل أبعاده ومعطياته والتي لخصها جلالته في مقارنة بعيدة المدى والدلالات عندما قال: صحيح اننا نشهد اليوم اضطرابات بعضها خطير جداً, لكننا نشهد ايضاً املاً كبيراً وفرصاً واعدة ونحن نعمل معاً من اجل وضع حد للصراع الاقليمي وإيجاد حل للازمة السورية وتحقيق السلام واقامة الدولة الفلسطينية ما يعني ايضاً ودائماً ضرورة العمل جميعا على الشروع في بناء المستقبل الذي تستحقه شعوبها.
قصارى القول ان جلالة الملك عبدالله الثاني يواصل بذل جهوده المباركة والحثيثة بدأب ورهان على المستقبل وادراك عميق على ان المولد الاساسي والاقدر للنمو الشامل والوظائف, يكمن في شراكة حقيقية تبنى على نقاط القوة في القطاعين الخاص والعام والمجتمع المدني وهو أمر يعلم كل اردني ان الالتزام به قائم ومتواصل عبر العمل مع الشركات والمستثمرين لفتح ابواب الفرص وابقائها مشرعة, وهي كذلك تحظى بدعم جلالة الملك ومتابعته الشخصية الدؤوبة لتحقيق الهدف الاسمى وهو تحسين مستوى معيشة المواطن الاردني وتوفير فرصة العمل الكريم له.