أخبار البلد - علي القيسي
في مقابلة جلالة الملكة رانيا العبد الله ، مع قناة العربية الفضائية تفاجأ الأردنيون بالإهتمام الكبير الذي توليه جلالتها لمجمل القضايا المحلية والعربية والعالمية ، وبمدى إطلاعها ومعرفتها وثقافتها الواسعة في الشؤون المحلية خاصة في الشأن الأردني وعلى الصعد كافة ، وليس غريباً على جلالتها وهي التي تعيش حياة الأردنيين بكل تفاصيلها ومعاناتها وشؤونها وشجونها وهي رفيقة درب وشريكة حياة جلالة الملك عبد الله الثاني ، والذي تجد فيه صاحب الولاية والملك والقائد والرائد الذي يعيش ساعات يومه وليله في العمل المتواصل لخدمة الشعب الأردني ، ولتحقيق سُبل النجاح ليغدو الأردن مثالاً يحتذى في الأمن والإستقرار والعمل والبناء ، ومنارة في العمل الديموقراطي المؤسسي وحقوق الإنسان وكرامة المواطن وحريته .
لذا جاءت مقابلة الملكة لتؤكد عمق اهتمام جلالتها بالقضايا الوطنية والهموم الإنسانية اليومية للمواطن الأردني وتطلعات الشباب الأردني نحو غد مشرق ومستقبل واعد ، بالرغم من الإحباط الذي يعاني منه الشباب بسبب العيش في عالمين مختلفين عبر التطور التكنولوجي وما يشاهده هؤلاء الشباب في العالم الإفتراضي وإنعكاسه المباشر على عالمهم الواقعي الحقيقي المعاش ، مما يشكل فجوة في حياتهم والمطلوب كما قالت جلالتها الإنتقال السلس والهادئ لتجسير هذه الفجوة .. وقالت جلالتها في سياق المقابلة لقد شاهدنا عاصفة من المواجهات والثورات على مدى الأعوام الماضية في إطار الربيع العربي ، وللأسف كانت هناك مشاهد مروعة ونزيف دماء وفوضى عارمة ، ولكن أمام ذلك يبقى الأمن والإستقرار أفضل للشعوب وذلك يحفظ أرواح وأعراض وأموال الناس ..
وأشارت جلالتها إلى تجربة الغرب والدول الناجحة في حياة مواطنيها وعزت ذلك إلى العقل المنفتح والرؤيا الإيجابية للمستقبل والعمل المتقن وتقبل الرأي الآخر وهذا سبب نجاح الغرب واستقراره ..
وعن صمود الأردن في مواجهة العواصف والتحديات والأخطار عبر العقود الماضية قالت جلالتها ذلك يعود إلى سببين هما التفاؤل بالمستقبل والإعتدال السياسي الذي تنتهجه المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله ، وأكدت جلالتها على موضوع الإصلاح وقالت إن جلالته يعمل بكل جهده مع مؤسسات الدولة الأردنية في هذا المضمار فعملية الإصلاح عملية مؤسسية وحياتية لا تتوقف وليس لها نهاية ، وركزت الملكة رانيا على موضوع التعليم والإهتمام به فهو عامل أساسي في معالجة الأزمات العربية خاصة التعليم النوعي والذي مضمونه التفكير والإستنتاج والبحث والإبداع والإختراع وليس التعليم القائم على أسلوب التلقين ، لقد كانت مقابلة الملكة مع قناة العربية مقابلة شاملة وجوهرية وضعت فيها النقاط على الحروف وسلطت الضوء على الكثير من التشوهات والأخطاء والسلبيات في عالمنا العربي والتي ربما تعيق هذه حياة العرب جميعاً في ظل ثورة العلم والتكنولوجيا وتقدم أمم وشعوب الغرب في هذا الإتجاه