أخبار البلد
لم تتوقف خسارة الفيصلي امام القادسية الكويتي عند حدود التأهل للدور قبل النهائي، فهذا نتيجة حتمية لفريق يظهر بهذه الصورة الباهتة وحتى لا نقول الصادمة.
الخسارة المستحقة - رغم كل التبريرات غير المقنعة- تعدت حدود النتيجة لتكون لطمة لطموحات النادي وجمهوره .. ولأن اللاعبين في زمن الاحتراف، هم يوم في الفيصلي وغداً في ناد آخر، ويبدو ان الأمر لا يعنيهم، والا ما ظهروا بهذه الصورة.
اما الجهاز الفني بقيادة المدرب علي كميخ، فقد سبق ان نصحناه في «الرأي» عند مباشرته تدريب الفريق وقلنا له «هوّن عليك يا كميخ» بعد ان اسرف في تصريحاته وكأنه المنقذ للفيصلي الذي سيعيد له لقب الدوري ولقب كأس الاتحاد الآسيوي، وامجاد الفريق في «عصر» الثمانينيات و»عقد» التسعينيات بقيادة المدرب مظهر السعيد واللقب الآسيوي (مّرتان) بقيادة المدرب عدنان حمد ، الذي قال «ان البطولة لا تليق بسمعة وتاريخ الفيصلي» فهل يعتذر حمد، رغم رحيله عن الفريق؟
كنا لا نريد ان نخلط الاوراق، بأن نتحدث عن عصر ذهبي مضى، وتحليل فني لخسارة «وليدة اليوم»، فقد شخّص مدير الدائرة الرياضية الزميل أمجد المجالي في كلمته أمس الحالة التي عليها الفيصلي، الا ان الخسارة لم تكن هي السبب التي تفرض علينا في «الرأي» وعلى كل وسائل الاعلام والمتابعين والنقاد وجمهور الكرة الاردنية ومنهم انصار الفيصلي، ان يتحدثوا اليوم وكل يوم، والى ان يعود الفيصلي الفريق الذي يسعد الاردنيين في انتصاراته، وينتزع التصفيق عند خسارته، لأنه يقدم الأفضل ويمتع المشاهدين والحضور.
نعود الى قراءة مشهد الفيصلي - القادسية، وفي عجالة، لنجد ان فريقاً غير متماسك في خطوطه، ودفاعه لا يحسن التغطية في مساحته ولا مراقبة المنافس، وفي تحركات عشوائية كشفتها تمريرات مقطوعة، وخاطئة من حيث التقدير في ارسال الكرات، لا بل يكسب المنافس الاخطاء، ووسط يدور حول نفسه، وهجوم لم نشاهده الا عند فرص يهدرها دون تركيز.
فريق يتعامل بمنظومة اللعب البطيء، ولا يبحث جاداً عن تعويض «فرصة البداية» في حين الوقت يمر على حسابه، ومدرب زج بعناصر يزعم انها هي الجاهزة وثبت العكس، فريق يفتقد اللياقة البدنية والروح القتالية، هل يستحق الفوز، وحتى لو تحقق، هل قدم صورة «البطل المتوّج مرتين»، وكفريق يريد ان يستعيد اللقب؟
لم يكن القادسية في حالة من حالات المنافس في الدوري الكويتي ولا في منافساته في كأس الاتحاد الآسيوي.
صحيح انه جاء بنتيجة الفوز 2/1 على ارضه وامام جمهوره في مباراة الذهاب، ولكنه لم يأت الى عمان في «تعبئة معنوية»، فهو لعب بصفوف يغيب عنها عناصر رئيسة، والمواجهة الحاسمة يحسمها هدف اما له واما عليه، مع افضلية التعادل، فنجح بمخططه الذي جاء به من الكويت وهو ان «نحافظ على شباكنا من أي هزة، وان اهتزت، فما علينا الا ان يهتز شباك الفيصلي أولاً» وهذا الذي حدث، ولكن دون رد.
القادسية «قايض» الفيصلي على مبدأ التغطية بالقامات العالية امام مرماه، مع عدم اعطاء منافسه حرية التسديد في مواقع مؤثرة، وخصوصاً في الشوط الثاني الذي هبط فيه اداء الفيصلي بشكل لافت، استثمره القادسية بانتشار متوازن وبنفس الوقت بتشتيت اذهان المدافعين، فكانت صناعة الهدف الأجمل في المباراة والاكثر سعادة للكويتيين .