اخبار البلد
احتشد الآلاف من أنصار المعارضة مساء السبت بساحة باردو لإحياء أربعينية السياسي الراحل والنائب في المجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي.
ونظمت أحزاب المعارضة ضمن جبهة الانقاذ الوطني ومتظاهرون قدموا من سيدي بوزيد مسقط رأس البراهمي وعدة محافظات أخرى مسيرة انطلقت من ساحة باب سعدون حتى ساحة باردو على امتداد شارع 20 مارس الذي يربط بين الساحتين على مسافة نحو 3 كيلومترات.
وقال مصدر أمني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن نحو12 ألف متظاهر شاركوا في المسيرة لكن آلاف آخرين انضموا إلى المسيرة لدى وصولها إلى ساحة باردو.
وقدر عدد المحتشدين الذين استمروا في القدوم حتى الساعات الأولى من ليل السبت إلى ساحة باردو بثلاثين ألف متظاهر.
وردد المتظاهرون شعارات "ارحل” و”الشعب يرد إسقاط النظام” و”بعد الدم لا شرعية للعصابة النهضاوية”.
وقالت زوجة السياسي الراحل مباركة البراهمي : المسيرة مازالت مستمرة.
وأضافت مباركة في كلمة وسط حشود من انصار المعارضة لكنها كانت تعني بها الحكومة الاسلامية”معركتنا معكم ستكون على نار هادئة وسنغتالكم بطريقتنا الحضارية”.
وقال الباجي قايد السبسي رئيس حركة نداء تونس في كلمة له : نحن على العهد وملتزمون ولن يرتاح لنا بال قبل ان نكشف من قتل الزعماء ومن خطط ودبر.
وأضاف الباجي : نحن على العهد لاخراج البلاد من الوضع الذي وصلت اليه بفعل فاعل.
واغتيل محمد البراهمي في 25 تموز/يوليو بالرصاص أمام منزله وهو الاغتيال الثاني من نوعه خلال ستة اشهر بعد اغتيال السياسي المعارض شكري بلعيد بنفس الطريقة.
وأدى اغتيال البراهمي إلى إشعال فتيل أزمة سياسية حادة في تونس حيث تطالب المعارضة بحل الحكومة والمجلس التأسيسي وتشكيل حكومة كفاءات غير متحزبة لتشرف على ما تبقى من المرحلة الانتقالية.
وترفض حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم تلك المطالب بينما تقدم الاتحاد العام التونسي للشغل وهو أكبر منظمة نقابية ويتمتع بثقل سياسي في البلاد بمبادرة تقضي بحل الحكومة وتحديد عمل التأسيسي بآجال محددة ومراجعة التعيينات القائمة على أساس الولاء الحزبي.
وقاد الاتحاد ضمن منظمات أخرى مشاورات مضنية في إطار المبادرة التي اطلقها على امتداد أسابيع بين الطرفين لكن لم تسفر عن أي توافق بين السلطة والمعارضة ليزداد الوضع تعقيدا.
وقال عصام الشابي القيادي في الحزب الجمهوري المعارض خلال مشاركته في المسيرة يوم السبت لـ(د.ب.أ) : الحوار في مأزق نتيجة تعنت حركة النهضة والائتلاف الحاكم ورفضهم كل المقترحات رغم التنازلات التي قدمتها المعارضة وقبولها بمبادرة الاتحاد برمتها. لكن النهضة ما تزال متمسكة بالسلطة.
وأضاف الشابي: سنعلن عن سلسلة من التحركات ستشمل شارع الحبيب بورقيبة وساحة القصبة وكامل الساحات العامة في البلاد لحمل حركة النهضة والائتلاف الحاكم على التخلي عن التعنت والتحصن بمواقع السلطة.
وتابع "لا خيار أمامنا سوى مزيد الضغط السلمي والمدني”.