منذ بدء الاعلان حول الترشيح لمجالس البلديات و رئاستها في شتى مواقع المملكة .. تكتم البعض عن ترشيح انفسهم و اعلن من هم على ثقة تامة في الحصول على عضوية المجالس البلدية.. بدأت مرحلة البحث عن أصوات صادقة و قلوب نظيفة من بين آلاف الناخبين في المنطقة التابعة لها..
ظهورهم على الساحة و الاقبال الشديد عليهم زلزل مقاعد الحاجزين لمقاعدهم بسبب نفوذهم المالي كمصدر اساسي للحصول على أكبر قدر ممكن من الاصوات دون منازع..
بدأت حرب التعريف ببدء الانتخابات البلدية في وقت محدود جداً .. فتضاعفت الجهود و الانتشار في المنطقة وأكثرها المخيمات و التي توافد اليها المرشحون لكسب الاصوات و هناك من تجاهلها كونها لا تليق بمكانتهم الاجتماعية..
حرب الحملة الانتخابية صادفت الشهر الفضيل و اصبحت المعونات استغلالا لشراء الاصوات مما امتلأت بيوت المخيمات و أخص بالذكر مخيم الحسين و الذي يضم أكبر مصادر الأصوات الانتخابية.. بعد أن تجولت في بيوت المخيم و جلوسي مع عائلاته التي رحبت بي بشكل كبير وتغيرت ثقتهم بالمرشحين السابقين الذين استغلوا اصواتهم و تم شرائها بمبالغ بسيطة لا تكفي للقضاء على همومهم الكثيرة و كم سدت أبوابهم في وجوههم و كانت المساعدات التي تقدم كخدمة هم لمفاتيح ابواب المخيم الذين تم شرائهم وارضائهم مجندين للمرشحين و على رأسهم أصحاب الأموال.
مروري عبر شوارع مخيم الحسين و أدراجها و بيوتها و وكسب قلوب ابناء المخيم من شيخها الى طفلها كان محرك فعال و إنذار خطر لهم وتهديداً لمسيرتهم السياسية التي هزت بيوتهم و شركاتهم مما انتشر كوادرهم للتجسس و مراقبة خطواتي .. فحال خروجي من إحدى المنازل التي تتجمع به مجموعة من سيدات المخيم الثكلى يتفاجأن بزيارة شخص من أصحاب الأموال وسؤالهم (ماذا طلبتن من إسراء ابو جبارة..) ؟ و بكل صدق يذكرن طلباتهن بغاز و ثلاجة و مروحة و صيانة منزل و تدريس طالب او علاج لمريض ... الخ، فيتم تلبية طلباتهم مقدمة من فلان... بصراحة اسعدني ذلك جداً فقد تحققت مطالبهم بمجرد مروري على تلك البيوت البسيطة ، فلم تكن تكفي الـ 10 دنانير التي كانت تدفع لهم مقابل التصويت... مما يدل على صحوة ابناء المخيم وشرائهم بمبالغ بسيطة مقابل حصول المرشح لمبالغ طائلة..
أما في مرحلة الاعلان الرسمي للترشيح و بدء الاعلان عنه باللافتات الدعائية و صور المرشحين التي تحمل شعاراتهم و توزيعها على المناطق التي تخص المرشح .. فقد شهدت منطقة العبدلي لأول مرة في تاريخ أصحاب الأموال بتزايد اللافتات الدعائية بشكل يثير الجدل و عدا عن ذلك فان منافستي القوية لهم أدت الى تمزيق و ازالة ما يخص حملتي الدعائية حتى قاموا بزرع لافتاتهم أمام باب منزلي و مكان عملي و لم ينته الامر الى ذلك بل قاموا بوضع لافتة على مقر الحزب المنتسبة اليه مما شعر الجميع بمدى تضعضع نفوذهم بمجرد ترشيحي و كمية إقبال المواطنين وثققتهم بي..
لم تنته الحرب بعد .. فكنت من أكثر المرشحين نشاطاً في التجوال بالمنطقة واستهداف الاماكن التي لم يلتفت اليها أصحاب الأموال بعد.. فقاعدتهم الركيزة في مخيم الحسين قد تزعزت و أصبحت تشكل خطرا على نجاحهم، كما ذكرت كنت مراقبة من قبلهم يتابعون خطواتي خطوة بخطوة..
مما أثار الصدمة أنهم قد توصلوا لأحد المندوبين الذي شكل قوائم باسماء منتخبين تفوق الخمسمائة ناخب و مفاوضته و شراء تلك القوائم بـ 30000 دينار.. نعم، ثلاثون الف دينار تم دفعها لاحد المندوبين فقد خان نفسه و خان رئيسه و خانني مقابل مبلغ قضى على حياته العملية و الاجتماعية.. وا أسفاه عليكم يا بائعين الضمائر.. فلكم تصادفت بأناس دون شرف و لا ضمير .. اشخاص سماسرة و تجار هم جنود أصحاب الأموال و كنت لا اخدع و لا اخضع لمطالبهم .. و الاغرب من ذلك هناك جنود من المعاقين لخدمتهم .. وا حسرتاه
اليوم المنشود 27/8/2013 يوم الانتخابات اصبحت بثقة عالية بأنني باذن الله من الناجحين كوني سأحصد نتيجة جهودي تلك و مما زاد ثقتي هو انتشار مندوبي أصحاب الأموال و بكثرة أمام المدارس و مما أثار شفقتي استغلال أطفال المخيم لاستقطاب الناخبين و سرقة أصواتهم ببراءة في هذا الجو شديد الحرارة و تعريضهم للخطر من قبل المركبات المارة عن طريق هجومهم بمجموعات على المركبة من اجل تقديم منشور للمرشح و تركهم لمدة طويلة دون ماء و طعام حتى تهافت الاطفال على الطعام الذي احضرته الى المندوبين المخصصين لي و تم توزيعه عليهم مع الماء و المشروبات و قمت باحضار كمية اخرى للمندوبين فيما بعد..
انطلقت الحافلات و المركبات في نقل الناخبي الى المواقع و كان من غير المتوقع الاقبال الشديد من المخيم و اقصد مخيم الحسين في الساعات الاولى من بدء الاقتراع، فلم تعد المركبات المخصصة لنقل المنتخبين الى المواقع بسرعة بالمقابل تكاثفت مركبات أصحاب الأموال في المنطقة و أخذت تحمل الناخبين و دفع مقدار من المال من اجل الصعود و الانتخاب لمرشحهم و ليس اسراء ابو جبارة.. و مما شوهد من قبل اكثر من شخص وجود باص يعود الى المرشح ولونه مميز كونه برتقالي يضع صور المرشحة اسراء ابو جبارة ليوهم ابناء المخيم انه تابع لي .. و تكون صفقة البيع و الشراء في المركبة وعند الاتفاق يتم تبديل صور المرشحة اسراء ابو جبارة الى صور مرشحهم .. الى هذه الدرجة وصلت بكم يا أصحاب النفوذ..؟
أقول لهؤلاء بأنكم لستم بهذه القوة و النفوذ طالما أنكم كرستم أموالكم و كوادركم من أجل تحقيق هزيمتي ... و لكن الهزيمة كانت في النتائج النهائية حيث تضاءلت قاعدتكم الشعبية التي تفوق الـ 19000 إلى 2630 صوتاً فقط .. وهذا العدد ما قمتم بشرائهم في الطريق إلى الصندوق و الذي فاق الــ 650000 دينار كحد أدنى و تقدير.. و نسيتم نقل منتخبيكم..
ماذا لو تم استغلال تلك المبالغ لتحسين أوضاع المخيم .. ما سبب في إنفاقه الموسمي و ما الغرض في ذلك..؟
صحتين على قلوب السماسرة والتجار فقد تم حرق نزاهتكم بمجرد ترشيحي لمقعد لا يدوم .. فلا يدوم إلا وجه الله الكريم و سقطت أقنعتكم وثقتنا بكم .. كما أعتذر الى أبناء المخيم الأحباء.. فحلمي في تغيير مخيم الحسين إلى جنة الحسين .. قد قيدوه أصحاب الضمائر الميتة.. و سوف يتحقق بمشيئة الله و ليس عندما يشاء أصحاب الأموال..
إسراء أبو جبارة
كاتبة و محللة سياسية
