أخبار البلد -
شكك نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أمس بجدية النيات الأميركية تجاه توجيه ضربة عسكرية إلى أهداف منتقاة في سورية، مشيراً إلى أن التهويل الذي يجري حول الضربة إنما للضغط على الحكومة من أجل تقديم تنازلات للمعارضة، لكن دمشق لن ترضخ لمثل هذا «الابتزاز» مشدداً على أن الضربة في حال تمت، فإن دمشق «لن تستسلم» وإنما ستدافع عن نفسها بـ«الوسائل المتاحة»، وأنها «ليست لقمة سائغة»، وتمتلك وسائل دفاع عن النفس «ستفاجئ الآخرين».
وعمد المعلم إلى تطمين الشارع بمتانة الموقف السوري المستند إلى التماسك الكبير بين الشعب والجيش والقيادة، والتعاون الكامل مع لجنة التحقيق الأممية الخاصة بالسلاح الكيميائي، ومتانة العلاقات مع كل من روسيا وإيران.
وفي مؤتمر صحفي عقده أمس بوزارة الخارجية والمغتربين ربط المعلم بين توقيت الضربة المفترضة وانتصارات الجيش بالغوطة، مؤكداً أن سورية لن توقف عملياتها ضد المجموعات المسلحة في الغوطة، وأشار إلى أن القوات المسلحة قامت بـ«عملية استباقية» الأربعاء الماضي هناك، لتأمين السكان في دمشق وإحباط غزو المدينة من قبل المسلحين.
المعلم الذي شكك كثيراً بحصول الضربة أكد أيضاً أنها إن تمت فستكون خدمة لإسرائيل أولاً وجبهة النصرة في سورية ثانياً، مفنداً الاتهامات الغربية حول استخدام الجيش للسلاح الكيميائي مؤخراً، وكاشفاً فحوى محادثات الخميس مع نظيره الأميركي جون كيري، التي وصفها بـ«الودية» أكثر من مرة خلال المؤتمر الصحفي.
وأوضح المعلم أن سورية لم تؤخر زيارة لجنة التحقيق إلى الغوطة حيث جاء الطلب الأميركي عبر كيري مساء الخميس ثم وصلت ممثلة الأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح أنجيلا كين السبت وتم الاتفاق معها الأحد والإثنين كانت لجنة التحقيق في المعضمية.
وأشار المعلم إلى أن الجيش السوري قدم ضمانة أمنية لمحققي الأمم المتحدة، لافتاً إلى أن وزير الخارجي الأميركي قال إن لديه ضمانات مماثلة للمجموعات المسلحة، لكن الأحداث أثبتت عكس ذلك.
وأضاف: إن اللجنة أبلغت الحكومة السورية مساء أول من أمس الإثنين أنها تريد التوجه إلى المنطقة الثانية، فسألها «هل اتصلتم بالطرف الآخر، فردوا: طبعاً»، وتابع: «فوجئنا أنهم لم يتجهوا إلى المنطقة الثانية لأن المسلحين لم يتفقوا فيما بينهم لضمان أمن البعثة»، ومضى مؤكداً: «أقول (هذا) لتعرفوا أن الجانب السوري ينفذ ما التزم به وأقول لجون كيري من يعرقل عمل اللجنة وما قدم لك من ضمانات من المسلحين ليس صلباً».
الدبلوماسي السوري العتيق، الذي خبر أساليب الحكومات الغربية في تحضير شعوبها وجرها إلى معارك لا ناقة لها فيها ولا جمل، أوضح أنه يريد لمؤتمره أن يكون بوابة لمخاطبة تلك الشعوب ليبين لها زيف إدعاءات مسؤوليهم حول سورية.
وجدد نفيه استخدام السلاح الكيميائي من قبل القوات المسلحة، وأضاف «أقول لا توجد بلد في العالم يستخدم سلاح دمار شامل ضد شعبه.. إذا كان لدى من يتهم قواتنا المسلحة دليل على استخدامها أتحداه أن يظهره للرأي العام.. ومن حق الرأي العام في تلك الدول أن يطلع على حقيقة هذه الاتهامات وأنا أتحداهم».
وطمأن الوزير إلى أن سورية تملك أدلة على استخدام المسلحين للسلاح الكيميائي، وقال: «لدينا الأدلة وستكشف في الوقت المناسب وخصوصاً في الغوطة».