- ماذا يقدح في الغيب...؟ أحقا أن الرئيس الأمريكي أوباما ووزير خارجيته جون كيري يُريدان حل قضية فلسطين...؟ ، ربما...! وإن صح ذلك ،،،لماذا...؟
- يا سيادة الرئيس ، إن هبت ريحك إغتنمها ، والريح مواتية فلسطينيا حسب المعطيات الإقليمية والدولية ، فأمريكا وإسرائيل في أسوأ حالتيهما ، إذ إستحالت الأحداث الدامية في سورية ، العراق ، لبنان ، اليمن ، ليبيا وغيرها، وتلك التي تُنبئ بالدم في مصر وفي غير مكان في الإقليم الشرق أوسطي ، تُهدد المصالح الأمريكية وتهدد أمن إسرائيل ، كما هي بمثابة الضارة النافعة لقضية فلسطين ، وهو ما يعني أن هناك فرصة لتحقيق المبتغى الفلسطيني ، في حده الأدنى في هذه المرحلة على الأقل ، التي يُمكن من خلالها إن أحسنت التصرف يا أبا مازن ، فإنك ستحصل فعلا على دولة فلسطينية مستقلة ، عاصمتها القدس الشرقية وبأقل ما يُمكن من تبادل الأراضي ، وبدون مستوطنات أيضا ، لكن كل هذا سيكون مشروطا بموقف فلسطيني جاد وحاد ، معلن وبدون السير في دهاليز الميمسية والدروب الردية ، أي بعمل خالص لوجه الله تعالى ومن أجل فلسطين وشعبها ، وفي منأى عن الإلتفات للقوى التي ترى في قيام الدولة الفلسطينية ما يُهدد مصالحها الخاصة.
- بالطبع ، كثيرون من المرعوبين سيدلقون لنا ألسنتهم ، حين نقول أن أمريكا وإسرائيل في حالة ضعف ، وأنهما في أسوأ حالتيهما ، وربما يكون بين هؤلاء بعض من الصف الفلسطيني ، ناهيك عن العرب والمسلمين ، الذين يريدون الخلاص من قضية فلسطين ، بدولة فلسطينية ولو على جزء من أريحا ، وهؤلاء جميعا وإن تأكدوا من صدق نظريتنا ، لن يجروء أي منهم إعلان ذلك ، لغايات الحفاظ على المكاسب ، التي إرتبطت بنظرية المفاوضات حياة عند بعض الفلسطينيين ، ونظرية الخلاص عند العرب والمسلمين ، تحت عنوان نقبل ما يقبله الفلسطينيون.
-لكن ونحن ما نزال نحاول إقناع أنفسنا ، بأن جميع الفلسطينيين ، العرب والمسلمين ما يزالون يؤمنون بعروبة فلسطين ، إسلاميتها وقدسيتها ، فإن هذا يدعونا للتذكير أن أمريكا حين تشعر أن مصالحها في الشرق الأوسط ، قد أضحت على كف عفريت وهي كذلك الآن ، وأن من أهم عوامل تهديد المصالح الأمريكية في هذه المنطقة الإستراتيجية هي قضية فلسطين ، التي يشكل حلها في هذه المرحلة حبل نجاة لأمريكا من الورطات التي أوقعت نفسها فيها، فإن هذا سيكون أيضا من وجهة النظر الأمريكية ، فرصة تاريخية لضمان بقاء إسرائيل وديمومتها ، بموجب مبادرة السلام العربية وتأييد الدول الإسلامية ، أي الإعتراف بإسرائيل من قبل 57 دولة عربية وإسلامية.
- ، سيادة الرئيس ، لا أحد يشك بحصافتك وذكائك ، فأنت تعلم والكل يعلم أن الإدارات ، القوى السياسية ، الإقتصادية والإجتماعية الأمريكية والأوروبية ، هي قوى علمانية بجدارة وحتي المتصهين والمتأسرل منها ، كما هو الأمر عند أتباع يهوه الموجودين في فلسطين ، لا يأخذون الخزعبلات التلمودية على محمل الجد ، وأن ما يهم أمريكا ، أوروبا ودول العالم أجمع بما فيها أم القوين ، هي المصالح أولا وأخيرا ، وأن الدول عندما تُصبح مصالحها مهددة ، تنطلق من منطلق ذاتي ، وأعتقد أنك يا أبا مازن تعلم مدى القلق الأمريكي تجاه المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط عامة ، وفي العالمين العربي والإسلامي خاصة ، وذلك على إيقاع ما يُسمى الربيع العربي ، الذي وضع منطقة الشرق الأوسط على بوابة المجهول ، وعليه أجزم أن أمريكا إن واجهت إسعصاءً إسرائيليا ، فهي باتت مستعدة لنبش قبر آيزنهاور 1956 ليولد من جديد ، وإن إستعبطت إسرائيل فسيعود إلى الحياة بنيامين فرانكلن 1789، وإن تمادت إسرائيل أكثر فستصبح في مصاف أعداء أمريكا ، ولا أعتقد أنك يا سيادة الرئيس لا تعلم أن موقف الإتحاد الأوروبي ، تجاه المستوطنات أنه لم يأت بالأمس من فراغ ، أو بدون علم أوباما والعراب جون كيري ، الذي يعمد إلى جرجرة الفلسطينيين إلى دهاليز مُعتمة ، ويقوم برمي الطُعُم المالي والإقتصادي للفلسطيني ، موهما إياه أنه في مأزق أمام إسرائيل ، فيما في واقع الحال ، أن أمريكا وإسرائيل هما في المأزق ، إن إمتلك الفلسطيني الشجاعة ، وهنا نجدد القول أن كل هذا مرهون بموقفك يا أبا مازن...؟؟؟
- سيادة الرئيس ، هذه فلسطين ، القدس ، المقدسات المسيحية والإسلامية ، ليست خاضعة للتفاوض ، المساومة ، المزايدة والمناقصة وإنما للتحرير والإسترجاع ، وقدرك أنها معلقة في عنقك والتاريخ لا يرحم ، ولمرة تلو المرة قلنا أن النجاة لك ولكل قائد فلسطيني ، بما تعنيه كلمة فلسطيني ، هي وقفة عز ورجولة أمام أجهزة الصحافة والإعلام العالمي ، تُعلنها للفلسطينيين ، العرب ، المسلمين وللعالم أجمع ، إما دولة فلسطينية مستقلة ، مترابطة ، خالية من المستوطنات وعاصمتها القدس الشرقية أو دولة واحدة للعرب واليهود في فلسطين التاريخية ، وما دون ذلك فإن منظمة التحرير الفلسطينية ، تُعلن تجميد العمل السياسي الفلسطيني وتغادر فلسطين ، ولا شك أنك تعلم يا سيادة الرئيس ، ما تعنيه عملية تجميد العمل السياسي الفلسطيني ، ومغادرتك الأراضي الفلسطينية ، كخطوة تُعيد الأمر إلى بداياتها ، خاصة حين ينسحب مع سيادتك قوات الأمن والعسكر الفلسطينيين ، أو على الأقل يضعون ما لديهم من أسلحة وسكاكين المطبخ في الساحات العامة ، أو يسلموها للسفارات الأمريكية والأوروبية والدولية ، أو لهيئات الأمم المتحدة، ، فهل تفعلها يا أبا مازن كما فعلها غاندي ومنديلا ، ومن ثم تأكل بعدها الملبن الخليلي...؟ ، لا شيئ على الله بعيد