لغز الباخرة "اكس"
خالد محمد النوباني/Author-me middle east editor
في ميناء العقبة باخرة تحمل شحنة من الذرة المتعفنة. عندما قرأت الخبر تذكرت الباخرة "سدر" و شحنتها من الذرة ايضا. لماذا يتم استيراد شحنة متعفنة اذا كان المستورد متيقن ان الشحنة غير مطابقة و أنها لن تدخل السوق الاردنية؟ ام ان وراء الأكمة ما وراءها؟
هل هناك تجار اردنيون تخصصهم الشحنات غير المطابقة التي تظهر في السوق البحري التي ترفضها الدول الاخرى و الموانىء الاخرى فيأتون بها الينا كملاذ اخير بأرخص الاسعار على امل ان تدخل بالطرق الملتوية ؟؟
هل ستهرب هذه الباخرة ايضا في ليلة ليس فيها ضوء قمر؟؟.
في حالة الباخرة "سدر" كانت عطلة عيد الاضحى طويلة حتى اكتشفنا بعدها اختفاء الباخرة. و بلغت "الصفاقة" بالبعض الى المطالبة بالحقوق الوطنية من حمولة الباخرة غير المطابقة للمواصفات.
لماذا تحدث هذه الامور؟؟ عندنا. ألأننا مستعدون للتضحية بمصلحتنا الصحية مقابل ملء بعض الجيوب المتعاملة مباشرة مع هكذا شحنات!!
أين نحن الآن من تلك الحادثة التي اختفت فيها باخرة من الميناء و لم يفت عليها الكثير من الزمان. ذرة متعفنة ؟
هذا ما يطفو على السطح ??. فماذا عن المواد الاخرى التي لا تصل الى مسامعنا??
الى اين نحن سائرون و لا شيء يتغير. لو ان المستورد كان متيقنا ان كلمة "العقيد" مابتصير كلمتين, هل سيحضر هذه الشحنة من عرض البحر الى هنا على أمل ان تدخل ؟؟!!
ما هو الغرض الذي تستخدم فيه ذرة متعفنة؟ شيبس للأطفال؟ ذرة مسلوقة على عربات الدز؟ أعلاف للحيوانات؟ هل هناك جشع اكثر؟ عندنا كل شيء ممكن و بجرة قلم تتغير الامور من حال الى حال!!
من المؤكد ان التجار لا يقومون بحركات عبثية بل يلبون احتياجات الاسواق وهم على اطلاع لحظي على مجريات الامور و لو ان دخول الشحنة هو امر مستحيل لما تم جلبها من عرض البحر اصلا.
انا اكتب هذه الكلمات و لست متيقنا ان الشحنة لم تدخل بعد. ربما تعديل على التقارير الاولية و ربما بأوامر من مكان ما. كل شيء ممكن.
يجرنا هذا الكلام الى الحديث عن المسؤولية الاجتماعية. فموظف الدولة مسؤول مباشرة عن تحقيق مصلحة المواطن. و اذا تخلى الموظف عن مسؤوليته تلك لأي سبب كان ينكشف ظهر المواطن و بطنه الى الضربات الجشعة و الطامعة.
و يبقى هناك سؤال لا استطيع ان اتخيل الاجابة عليه. اذا كانت الشحنات التي تأتي من عرض البحر مرفوضة اساسا. لماذا يأتون بها الينا و يرمونها على مينائنا؟ لماذا ؟ لماذا ؟.
الى اين نتجه اذا كان اليوم هو اسوأ من البارحة و غدا هو اسوأ من اليوم.
لقد ازعج البعض مقالي السابق عن الباخرة سدر. فماذا رأيهم الآن اذا كانت كل البواخر هي الباخرة سدر و اذا كانت القصص متشابهة باختلاف بسيط في تفاصيل النهاية. النهاية الآن مختلفة و الله أعلم كيف ستكون و لكني استبعد ان تلقى الحمولة في عرض البحر او تعود الباخرة ادراجها. كلمات قليلة و يتغير كل شيء لماذا لا نأخذ العبر من الكلمات؟ هل فهمتم شيئا؟ ارجو ذلك.