وقبل ذلك بقليل قالت مواقع إلكترونية إن الإمارات العربية المتحدة ستطلق قريبا فضائية موجهة ضد «الإخوان»، وفي سوريا تخرج أصوات من قبل النظام تحذر من سيطرة الإسلاميين و«الإخوان» على الحكم في البلاد.
فيما لا يزال المشهد ساخنا في مصر وتونس لإسقاط حكم «الإخوان» في هاتين الدولتين التي وصل فيها «الإخوان» إلى مقاليد الحكم عبر صناديق الاقتراع، وبسخونة أقل تعلو بعض الأصوات ضد «الإخوان» في ليبيا.
وفي الأردن محاولات ماكرة لإسقاط أزمة الدولة على «الإخوان» والإيحاء بأن «الجماعة» هم أزمة البلد والحل بإضعافهم وتهميشهم، وتأخذ أخبار «الجماعة» حيزا مهما في الإعلام الرسمي والمواقع الإلكترونية، خصوصا أخبار الانقسامات والاستقالات والخلافات وما إلى ذلك من أخبار سلبية، للإيحاء بأن» الجماعة» ساحة للصراعات والخلافات.
ترى هل «الإخوان» يمتلكون كل هذه القدرة التنظيمية الهائلة لإحداث هذه (الحراكات، الفوضى ، التغيير، الضجيج) سمه ما شئت؟ .
إذا كانوا قادرين حقا على إحداث كل هذا في الوطن العربي، فإن الأصل أن يقبل العالم بهم، ويتصالح معهم ويجد قواسم مشتركة للتعايش معهم حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا، فالصدام مع تنظيم بهذه القدرة سيكون طويلا ومستنزفا للجميع، وقد يصبح دمويا مع مرور الوقت.
وإذا كانت الحكومات العربية تعطيهم أكبر من حجمهم، وتضخم قدرتهم وقوتهم بهدف تخويف الغرب منهم، وتشجيعه على محاصرتهم ومضايقتهم، وعدم التعاطي معهم بهدف التخلص منهم، فإن الأمر ينطوي على مغامرة غير محسوبة النتائج، وقد تفقد الحكومات السيطرة على قوانين وقواعد اللعبة، وتنقلب اللعبة عليهم في داخل قصورهم. فالذي يلعب بالنار غالبا ما تحرق أصابعه.
إن التخلص من « الإخوان» لا يحتاج إلى فضائيات وإلى هذا الكم الهائل من الأموال التي تضخ هنا وهناك لإضعافهم، والطريقة الوحيدة للتخلص منهم، هي بدفعهم إلى صناديق الاقتراع والقبول بنتائج التصويت وتركهم في الحكم، فإذا نحجوا كفى الله المؤمنين القتال وإذا فشلوا، فالصناديق جاهزة لإبعادهم والتخلص منهم.
والثمن قد يكون أقل كلفة، إذ تكفي بضعة صناديق خشبية وقليل من أوراق الاقتراع لإغلاق الملف.