عين على الدوار الرابع

عين على الدوار الرابع
أخبار البلد -   جاذب لقوى الموالاة للنظام، مثل المغناطيس بقطبيه السالب والموجب.
أحيانا يكون مانعا للصواعق، ومفرغا للشحنات، وأحيانا أخرى مرسلا للشحنات الكهربائية.
أمام غياب التمثيل الجغرافي في حكومة الدكتور عدنان بدران مثلا كان أميل للصِدام، وحين عدل التشكيل قاد الدفة باتجاه الحكومة، ورست السفينة على شاطئ الثقة.
وقبل أيام بدا الموقف غرائبياً، الجنرال- الباشا – المهندس عبد الهادي المجلي يستقيل من النيابة ويسحب قائمته الانتخابية، ويفوت أياما ملؤها الغضب من نتائج قائمته «التيار الوطني»، بما في ذلك حفل افتتاح المجلس وخطاب العرش، ثم يعود عن استقالته.
لماذا عاد «الباشا»عن استقالته؟ السؤال الذي يدور في خلد كثيرين، قد تصعب الإجابة عليه، لكن «جاهات» وزيارات الأحبة إلى بيته في دابوق، تركت أثرا.. مشفوعة ربما، بضوء أخضر ما، أو وعد لا نعرفه.  
لكن المجالي الذي لا يخفي حنقه من الإجراءات الانتخابية التي منعت نجاح أي من مرشحي قائمته إلا هو، يلتقي مع الإسلاميين في مناوأته لقانون الانتخاب، وهو الذي لطالما كان على النقيض منهم، بيد أن كل ذلك لم يؤد إلى شهر المجالي سيف المعارضة.. فما زال يمينياً ومحافظا، إنما بشكل هادئ ومتزن.
كان حلمه أن يصبح طبيبا مثل شقيقه الاكبر الدكتور عبدالسلام المجالي، ولا نستبعد انه حلم ذات يوم بان يكون مثله رئيسا للحكومة، الحلم الاول لم يتحقق فاختار عبدالهادي المجالي دراسة الهندسة في العراق، أما الرئاسة فطرقها باتجاه الدوار الرابع كانت سالكة، فقط كانت بحاجة إلى إعادة ترميم، وإزالة بعض «المطبات» خصوصا بعد جفاء الانتخابات الأخيرة.
الهندسة فتحت أمامه أبواب العمل الرسمي، فبعد عودته من بغداد في منتصف الخمسينيات التحق بوزارة الأشغال.
الأقدار آنذاك قادته الى حفل عشاء ضم عددا من العسكريين، كان بينهم قائد الجيش صادق الشرع الذي لفت نظره هذا الشاب القادم من قرية الياروت قرب الكرك، فدعاه إلى السلك العسكري، رغم أن أبا سهل تمنع بداية، ولم يكن قبوله لحياة الجندية سهلا.
ترقى في الخدمة العسكرية إلى أن وصل إلى رتبة رئيس هئية الأركان.
التجربة التي آثرت طموحه ودغدغت أحلامه القديمة كانت حين عين سفيرا في واشنطن لمدة سنتين، ورغم قصر الفترة نسبيا إلا أنها سمحت له بفتح كوة كبيرة واسعة اطل من خلالها على الفناء الخلفي للسياسة.
 وجوده في واشنطن العاصمة التي تصنع السياسة الدولية هيأ له الاطلاع على مشروع ريغان للسلام، وهو مشروع لقي القبول والاستحسان من أبي سهل.
   عاد إلى ارتداء البزة العسكرية بعد أن كلف بمنصب مدير الأمن العام لمدة أربع سنوات، بعدها أشيع أنه سيترشح للانتخابات لكن ذلك لم يتم بسبب ترشيح شقيقه المرحوم عبدالوهاب المجالي لانتخابات المجلس الثاني عشر.
    بهدوء، وفي غفلة حزبية كان الباشا يطبخ على نار هادئة حكاية الحزب الوطني، وهو حزب وسطي خرج الى النور بعد إقرار قانون الأحزاب.
 وجود الباشا على رأسة الحزب وشقيقه عبدالسلام في الحكومة أغرى كثيرين بركوب موجة الحزب، وخاض انتخابات المجلس الثالث عشر وحصد الحزب نسبة معقولة من المقاعد، رغم أن الفائزين ترشحوا عن عشائرهم وليس بناء على برنامج الحزب السياسي، وكان أبو سهل احد الفائزين.
   ولم يكن المجالي مؤمنا من أساسه بالأحزاب الجماهيرية وبالكم، إيمانه أكثر وضوحا حين يتعلق بالاشخاص والنخب، وكان يرى ضرورة أن تنكمش التجربة الحزبية الى اربعة اتجاهات رئيسة، إسلامي واشتراكي وقومي ووسطي.
استثمر وجود نواب للحزب في المجلس النيابي فشكل جبهة العمل الوطني، وقاد الجبهة إلى المشاركة السياسية الفعلية من خلال الدخول في حكومة الدكتور عبدالسلام المجالي، وفي حكومات لاحقة لها، ودخل أبو سهل شخصيا في احدى هذه الحكومات وزيرا للاشغال العامة.
مباشرته وصراحته أثارات من حوله الأعداء والمنافسين والمتناقضين معه، وفي المقابل أوجدت كتلة من المعجبين بطروحاته.
لا يخفي آراءه الخاصة، التي تبدو أحيانا مباشرة وغير مغلفة بورق السلفان، رغم محاولاته الناجحة لصياغتها بطرق دبلوماسية وقالب تنظيري متماسك.
مفرداته اللغوية لم تتبدل وأن أخذت أشكالا لغوية مختلفة، كما هو الحال في مستقبل العلاقة الأردنية الفلسطينية، ودور الإسلام السياسي في الاردن.
 كان الحاضر الغائب في أزمات حكومية نيابية كثرة في السنوات الأخيرة، كان صاحب الحل والعقد في الازمة.
 وجوده في رئاسة مجلس النواب لعدة دورات، بات غير قابل للنقض، أو حتى الهزيمة، ربما لأنه يحسن افضل من غيره بناء التحالفات، وخلخلة الكتل، على الأقل في المجالس التي تولى رئاستها حتى دخوله «الأعيان» بعد انتخابات المجلس السادس عشر.
الأزمة الأخيرة والاستقالة المفاجئة والعودة عن الاستقالة بعد» الجاهة النيابية» فجرت السؤال عما إذا كان الباشا قد بات من الماضي، وفجرت عملية إعادة تدوير النخب التي دارت مؤخراً، التساؤل حول إن كان غير مرغوب به في المرحلة المقبلة.
والأضواء كلها انصبت على النواب الجدد والشخصيات التي تليق بالمرحلة، واختفى من المشهد نخب وأسماء مقربة من النظام لسنوات طويلة، الباشا قرأ ذلك جيدا وربما تكون النيابة فرصة سانحة أمامه وأن كانت عينه على الدوار الرابع.
 
شريط الأخبار وزارة الخارجية تدعو الأردنيين لعدم السفر إلى لبنان وتطلب من المتواجدين هناك المغادرة الحكومة: علينا مراجعة ملفات الاستثمار المحلي والخارجي القضية الفلسطينية بكل محاورها حاضرة في اجتماع الملك مع غوتيريش وفاة طفل غرقًا في بلدة جديتا بلواء الكورة "الوطني للمناهج": النسخة الأولى من الإصدارات تجريبية قابلة للتطوير والتعديل الأردن يدين استهداف مدرسة تؤوي نازحين جنوبي مدينة غزة أسفر عن استشهاد أكثر من 20 شخصا رئيس الوزراء: لن أترك أحداً دون دعم أو مساعدة لتمكينه من النجاح 6 وزراء "دولة" في حكومة حسان.. ما الهدف منهم؟ محللون وسياسيون يجيبون زخات أمطار متوقعة في هذه المناطق بالأردن الأحد الأردن يشارك بأعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة التربية تمنع العقود الورقية للعاملين بالمدارس الخاصة .. وثيقة بالفيديو .. القسام تنشر مشاهد من استيلائها على آلية ومسيّرات للاحتلال خلود السقاف عملت وزارة من لا شيء واستبدالها يؤكد أن الاستثمار مجرد جائزة ترضية مبيضين يرد على منتقدي درس سميرة توفيق 60 ألف حالة زواج في الأردن خلال العام الماضي إنتخاب إياد التميمي رئيساً للجنة المالية في إتحاد شركات التأمين "الصحة اللبنانية": ارتفاع حصيلة ضحايا ضاحية بيروت الجنوبية وانفجارات أجهزة النداء واللاسلكي إلى 70 شهيدا رسالة من والد احد شهداء فاجعة البحر الميت إلى دولة الرئيس: "عند الله تجتمع الخصوم" الوزير سامي سميرات يضحي بربع مليون دينار في "أورنج" مقابل خدمة الوطن من خلال حكومة حسان .. وثيقة رسائل نضال البطاينة المشفرة ...