يهدّد الممرضون بالاضراب بداية الشهرالمقبل،والاضراب هنا خطير جداً،لانه يتعلق فعلياً بحياة المرضى،والتأثيرعلى علاجهم.
الممرضون قطاع مهم،والذين يعملون في المستشفيات الحكومية يشكون ويشتكون من ظروفهم الاقتصادية الصعبة،بالاضافة الى انتشار البطالة بين الممرضين،وعدم تعيين كثيرين،والحوار مع الحكومة قديم جديد،دون ان يؤدي الى نتيجة حتى الان.
الممرضون مثل المعلمين،فهذه قطاعات حساسة،تؤثرعلى حياة الناس،واذا كنا سابقا نؤمن بأن من حق الطالب ان يتعلم ولا يتم التأثير على حقه في التعليم،مثلما هو حق المعلم في الحصول على حقوقه،فإن معيار القصة ينطبق بذات الدرجة على الممرضين،الذين يتعاملون مع قطاع يتصف بالانسانية اولا.
لايمكن هنا ان نختبر فقط انسانية الممرض،لان فكرة الاضراب حساسة للغاية،وتمس سمعة الممرض،باعتباره سيترك المرضى،دون تمريض،وهذا الاختبار ليس حكراً على الممرض،اذ انه ينطبق على الجهات الرسمية ايضا،التي عليها تقدير هذه الحساسية،وعدم رهن الممرض لهذا الاختبار والتجاوب مع متطلباته ولو بشكل جزئي.
المهن الطبية من اهم المهن،ولايمكن هنا ان نستغرق في ايهما اكثر اهمية،لان قطاع التمريض ليس اسناديا للطبيب وحسب،بل بدونه تفشل كل الاجراءات الصحية،وممرضو القطاع العام،يعانون من اوضاع صعبة لا تختلف عن معاناة بقية الموظفين،لكنها اشد تأثيراً لان الممرض عليه واجب يتعلق بمعاملة المريض والاشراف عليه،وهذه مهمة لن تتم بشكل كامل،اذا لم يكن الممرض مرتاحاً.
ملف التمريض بحاجة الى معالجات كاملة،اذ ان هناك ايضا بطالة بين الاف الخريجين،وهنا تعاقدات مع ممرضين اجانب في القطاع الخاص،والتفاصيل في هذا الملف كثيرة،وهو بحاجة هنا،الى وقفة جذرية،دون صدام بين الحكومة ونقابة الممرضين،لان الجلوس الى حوار منتج،من مصلحة الجميع.
عمليا الاضراب في قطاع الممرضين غيرمقبول من ناحية انسانية،لا بشكل كلي،ولا بشكل جزئي،غير ان هذا الجانب يفرض على الجهات الرسمية،ان تحل مشاكل قطاع الممرضين حتى لا تعتبر الجهات الرسمية ان المخرج هو اتهام الممرضين بالتخلي عن انسانيتهم وعن المرضى من اجل بضعة دنانير فقط.
هذا اشتباك مكلف جداً على كل الاطراف،والحل بيد من بيده الحل...لعل وعسى.