مهدي مبارك العبداللات

المثل الشعبي يقول جاب الدب لكرمه ( الكرم هو بستان العنب ) ومعروف ماذا يفعل الدب بالكرم إذا دخله من إتلاف وخراب وفساد

الدب هنا كناية استعاره عن المرشح للانتخابات البرلمانية المقبلة الذي يهدف من الوصول إلى البرلمان تحقيق الشهرة والمكاسب والمحسوبية والمزاودة على القوانين ومقايضة الثقة للحكومات بالمنافع والامتيازات باسم الحرية والعدالة الاجتماعية والإصلاح والديمقراطية وبشعارات خدمة الوطن والمواطنين

إخواني وأخواتي أبناء الأردن العظيم بشعبه الوفي وقيادته المخلصة بعد ان صدق الوعد وصح العزم من ملك عربي هاشمي بأن يكون إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر في الشهر الأول من العام المقبل رغم كثرة المشككين والمحبطين وأصحاب الرغوة الخطابية فها هي المسيرة تنطلق والمضمار يتسع لكل المتنافسين فكرا وحراكا وتنظيما بمقومات جديدة لا تعرف سبل التدخل والعبثية التي عرفها الناس عبر انتخابات سابقة كانت تحسم قبل وصول الناس الى صناديق الاقتراع بأيام عديدة وفي دوائر وأبنية مغلقة

الظروف تغيرت والمعطيات تبدلت والقوى الكامنة حشرت وشجرة الديمقراطية في طريقها إلى مزيد من العمق والانتشار وفي كل مرحلة يحصد الأردنيون بوعيهم وحرصهم وثباتهم انتصارات ونقاط قوة في مسيرة الحياة السياسية والديمقراطية رغم ما يعتري الطريق من عثرات وعقبات وقوى بيروقراطية أمنية وإدارية متخلفة تعادي أي مسعى للحرية والكرامة لا زالت تحن الى ماضيها البعيد في استعباد الناس والسيطرة على ادق التفاصيل في المشهد السياسي الأردني

اليوم ليس بالبارحة وغدا افصل ان شاء الله العربة انطلقت ولن يجدي بعض المتخلفين عن الركب ان يضعوا العصي في الدواليب او العربة أمام الحصان للتشويش والقليل من أهمية الحدث والمرحلة حيث يعيش الأردن في محيط ملتهب تتقاذف الرياح العاتيات كل خيمة يسودها الأمن والاستقرار والسكينة لتقلع أوتادها وتدمر كيانها بالمؤامرات والاستهداف الداخلي والخارجي والاردن أرضا وشعبا وقيادة مستهدف من القوى الظلامية التي لا تريد لشعبه النماء ولا البقاء

رغم أي خلاف يفرقنا او اختلاف يقسمنا فننا نعيش في بوتقة الوطن الواحد والإخوة المشتركة في الدين والإنسانية والحياة والتي تفرض علينا ف هذه المرحلة العسيرة أن نقف بقوة وحزم ومواطنة حريصة في وجه التحديات بلغة الحوار الهادف إلى رفعة شأن الوطن وإعلاء صرحه وحماية وجوده وبناء مستقبله فحقوق الوطن علينا كثيرة وبهمة شعبنا الأردني الوفي تبدأ المسيرة بالتكاتف والمنافسة الحرة الشريفة واحترام الآخر وبما كرسه في وعينا وتربيتنا الآباء والأجداد فان اختلفنا في اللون والجنس والمعتقد فلا يزاود فرد ولا جماعة على مواطنة ووطنية وولاء الآخرين ولا على عقيدتهم وعباداتهم من اجل حفنة من الأصوات تدخل ذمتهم بالكذب والخديعة والتضليل

لا تقبلوا في الأيام القادمة أن تغشاكم الأصوات النشاز ولا الشعارات الباطلة من أي أفراد او جماعات يحملون في أيديهم رايات مستأجرة وفي قلوبهم عواطف دخليه وأجندات استثمارية من اجل الفوز وتحقيق الشهرة وقطف ثمار المرحلة

البعض مستعدين للتجرد من كل الضمائر والأخلاق والوطنية ليزرعوا فينا باسم الديمقراطية والحرية بذور الاختلاف والاحتراب والانقسام والتخلف عن ركب الوطن ومسيرته ونحن في بلد الخير والأمن والسلام لم توقف عزيمتنا ولم تثني إرادتنا أحداث دولية أو إقليمية تحاصرنا وتنتظر الوقيعة بنا

هؤلاء النفر جعلوا ديمقراطيتهم منهاجا مفتوحا للتطاول والتجاوز وانتهاك الحرمات والمحرمات يتسلحون بالصراخ والعويل على مستقبل الوطن وديمقراطيته يوجهون سهام الاتهام والخيانة والتجريح لكل من لا ينتمي لهم من كان معهم ( قديس ومن كان مع غيرهم إبليس ) هم أشبه بالفرقة التي تفرق جمع الناس وبالعصابة التي ترهب من تبقى على دروب المواطنة الصافية

يتكلمون ما يشاءون عبر الأثير والفضائيات وفي الميادين والساحات يسيئون لصورة الوطن وحياة الأردنيين بالشتم وسوء السلوك وفي المقابل ينادون بحرية التعبير وعدم تكميم الأفواه

لم يقدموا للوطن شئ لسنوات عديدة لأنهم مفلسون بل ربما بسببهم تراجعت بعض جوانب الإصلاح والتنمية حين ادخلوا شبابنا في صراعات وتكتلات وتفرقة مشتركة أبعدت الناس الشريفة عن العمل الجاد والمثمر

نقول اليوم وبأعلى أصواتنا ونحن على أبواب الانتخابات ومهما كان عدم الرضا والسخط والاعتراض عن كثير مما يجرى فوق ارض الوطن وفي مسيرته الإصلاحية السياسية لا تجعلوا الأردن في محافظاته وقراه ومدنه ومخيماته مناطق مزاد علني للبيع والمراهنة لمن جاء يحمل الصرة العثمانية في يده او التموينية على ظهره وليكن قراركم الحر الشريف هو مصدر الخيار والاختيار واعلموا ان حب الوطن وصدق الانتماء والخوف على مستقبل الأجيال لا يكون بالوان أو أوشحة أو مظاهر ويجب الا ننخدع بمن جاء يمثل علينا دور المنقذ من جديد ولا نتحمس لشعراتهم ونصبهم ولا نسير خلفهم وهم ينتجون أزمات جديدة للوطن والمواطن

أيها الأردنيون الشرفاء الوطن للجميع واحة امن واستقرار وعزة وكرامة ينبغي ان ندافع عنه في السلم قبل الحرب من خلال الانضواء تحت بيارق رجالاته المخلصين ممن خبرنا وعرفنا بالتجربة والبرهان ولنسموا بار دننا فوق كل مكانة واعتبار نختار من يمثلنا ولا يمثل علينا فكفى استغفال وابتزاز لعقولنا وضمائرنا لنختار رجلا أو امرأة من يحمل في فكره برامج وطنية تنموية طموحة قابلة للتنفيذ وعلى مبدأ الوطنية الصادقة والإخلاص للوطن دون تمييز او تخصيص وان نكون مع مرشحي الوطن الصادقين الذين يخلصون في حمل الأمانة والقيام بالواجب ويحبون ثرى الأردنيين وقيادته وأبنائه البعيدين عن كل الشعرات المؤدلجة والمزايدات المكشوفة والمنافع الشخصية فالجغرافيا الاردنية بيضاء ناصعة بإرادة أهلها الطيبين

تفاءلوا بالمستقبل واعملوا من اجله فنحن في الأيام القادمة نستطيع ان نشارك في الخيار ونصنع القرار لنوصل إلى مجلس النواب أعضاء يعملون من اجل الناس أجمعين ليس لديهم عقدة الانتقام ولا سياسة التأزيم وحينما تنطلق أفكاركم وعيا صادقا وحسا وطنيا سوف نغير وجه الماضي وننفض الغبار عن الأغلبية الصامتة ليعلم أصحاب الجموع والجماهير الحاشدة والمنظمة ان جماهير الاردن الوطن والحياة والمستقبل هم الأكثر وعيا وتنظيما وعمل وتحقيق للآمال ومن هنا انتفضوا أيها الأردنيون وكما عهد وطنكم وقائدكم بكم في عرس وطني شامل لتختاروا مرشحي الوطن والإجماع الشعبي في كل موقع ومكان رجالا ونساء شباب وشابات