بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، و أسعد الله أوقاتكم ، و جعل كل أيام الوطن وأوقاته خيرا و بركة ، و بردا وسلاما على الأردنيين تحميهم من نيران الفاسدين والمهرجين والمهربين واللصوص ومن كل من يريدون بهذا الوطن شرا .
ريح الشمال أراك مدنفة ، هل شق جسمك مثلي السفر ، وأراك طيبة معطرة ، هل فيك عن أحبابنا خبر ، وكما عند الشاعر ، عندنا أيضا ، كل الوطن شمال حين نكون معطرين برفقة أبناء الشمال الطيب المعطاء ، وكل الوطن جنوب حين نكون في ربوع الجنوب الطيب الوضاء أيضا ، هذا الوطن يحبكم كما تحبونه ، و يضمكم بمقدار ما تضمونه ، و يحفظكم بمقدار ما تحفظونه ، ولا أظنكم إلا حفظة بررة لهذا الوطن يا أبناء الأردن العظيم ، الذين وقفتم و تقفون لتيارات الفساد وتيارات الهدم بالمرصاد ، و نحن على موعد معكم اليوم وكل يوم من أجل أردن الغد ..
أردن الغد خال من الفساد والفاسدين ، و من قناصي الفرص والمكافئات و بياعي الشركات والأراضي ومن تيارات الليبراليين الجدد و أصحاب الأجندات الغربية والغريبة ، اليوم ونحن على أبواب الانتخابات ، إن قسم الله و ذهبنا إليها فإننا في حزب الجبهة الأردنية الموحدة سنذهب بقلوبنا وسيوفنا ، سنذهب لأننا لن نترك الوطن لمن لا يحبه ، أعجبنا قانون الصوت الواحد أم لم يعجبنا سنذهب للانتخابات لأننا أهل الوطن ، لأننا مواطنون لا مستوطنون ، لأننا أردنيون فحسب.
اليوم ونحن على أبواب الانتخابات نكرر ما سبق وقلناه اننا ضد التزوير والإقصاء لأي مكون من مكونات الشعب الأردني سواء اتفقنا او اختلفنا معه وبرأينا ان الانتخابات النيابية ليست دعاية انتخابية وليست استقطاب وليست عملية حشد لإنجاح هذا النائب او ذاك او هذه الكتلة او تلك او هذا الحزب او ذلك إنها أهم من هذا وذاك إنها خيارات فإما ان نستمر باختيار نواب على ماثلة اغلب النواب السابقين الذين ساهموا في عملية تدمير وتحجيم الوطن او ان نختار نوابا ناشطين قادرين على الرقابة والتشريع ويشاركوا في صياغة ميثاق وطني جديد يدعو الى نشر ثقافة الحق والعدل والمساواة والحفاظ على كرامة الفرد الأردني باعتباره أساس العملية السياسية وهي مسخرة إليه وليس هو مسخر لها والحفاظ على هيبة الدولة وتوسيع الدائرة السياسية واحترام القانون باعتبار ان القانون هو أساس المجتمع الصالح والقانون وهو الذي يكرس العدالة الاجتماعية والسلم الاجتماعي والأمن والاستقرار والديمقراطية والتعددية السياسية بالإضافة الى التمسك بقوميتنا العربية التي نستلهم من تاريخها القديم والحديث قيم الوحدة العربية وتوفر القاعدة الاصلب للحفاظ على تطلعات شبابنا واعتزازهم وفخرهم بهويتهم وتبني سياسات اقتصادية واجتماعية تخرجنا من عنق الزجاجة التي حشرنا فيها الفريق الاقتصادي العابر للحكومات وذلك باعتماد سياسات جديدة من أهمها إحالة الفاسدين الى القضاء واسترداد المال المنهوب واسترداد السيادة على شركاتنا الإستراتيجية وتوزيع عوائد التنمية على كل المحافظات ووقف محاولات اللصوص الهيمنة على مؤسسة الضمان الاجتماعي ووقف الانفلات في الأسعار وغيرها وغيرها ، وفي هذا السياق فنحن ندعوكم الى اختيار الأفضل وكلنا ثقة بأنكم ستختاروا بضمائركم وليس بعواطفكم فصالح الوطن هو شأنكم وشأن الجميع .
اليوم أقف هنا لأقول لكم أمرا في غاية الأهمية ، و قد يكون سرا لأنن ليس معروفا من الجميع ، إن هناك من يخطط لخنق هذا الوطن الجميل ، إن هناك من يضمر الشر للكيان والنظام ، للشعب والأحزاب ، للموالاة والمعارضة إن جاز التعبير ، اليوم نقول بكل وضوح أن كل الأردنيين شرفاء وكل الأردنيين منتمين وموالين و نرفض قسمة الشعب بين موالين ومعارضين ، إذا كانت المسالة مسألة معارضة فنحن من أكبر المعارضين ، ولكننا معارضين للسياسات الحكومية و للتعدي على قوت المواطن ولمن يريد بنا وبكم شرا ، أما إذا كان الأمر أمر موالاة فلن يسبقنا احد إلى الانتماء والولاء ، الانتماء الصادق والولاء المهذب البعيد عن النفاق والكذب والتعطي بالقصائد والأغاني .
الوطن يريدنا اليوم و يريدكم ويجب أن نقف معه و سنقف معه ولن نفتح المجال أمام أباليس الإنس الذين يريدون أن يعيثوا في الأرض فسادا ، الشركات والأموال و الأطيان التي سرقت أو بيعت ستعود و سنقاتل من داخل البرلمان و سنرفع أصواتنا لأن صاحب الحق صوته عال و سيفه ماض والله ينصره .
الوطن يريدنا اليوم ويريدكم ويجب ان نقف معه وسنقف معه أمام التحديات المتمثلة بالغزو الثقافي الغربي والمشاريع الدولية التي تسعى الى فكفكة الدول العربية في المنطقة وإعادة هيكلتها بشكل ينسجم مع مصالح دول كبرى وأطماع إسرائيل في التمدد في إطار حلمها الكبير وهذه المواجهة لا يمكن ان تتم الا من خلال تعزيز الجبهة الداخلية .
يا أبناء الشمال أسمعونا دائما صوت الشمال المجلجل في نصرة الوطن و في الوقوف في المحن والشدائد ونحن في حزب الجبهة الأردنية الموحدة نحيي و نقبل كل حبة تراب من هذا الوطن العظيم من أقصى الشمال على حدود فلسطين الى أقصى الجنوب على حدود فلسطين ، لن نسكت عن اعتداءات إسرائيل على اتفاقية وادي عربة وإذا بقيت العربدة الإسرائيلية فإننا سنطالب بقذف الإتفاقية في وجوه اليهود فمن لا يحترم مواثيقه فلا يواثقنا ومن لا يحترم نفسه فلا يقربنا و الأردنيون لا يخافون إلا الله وأيام الغطرسة ولت وانتهى أمرها .
