قالت جلالة الملكة رانيا العبدالله «ان تنشئة الأجيال وتعليمها شرف قبل أن يكون مهنة .. لا تترك ولا تكون رهن مناخ أو وفرة أو قلة... بل هي رسالة، وأمانة تغير نفوس حامليها، يتأقلمون مع ظروفها، وتكبر في نفوسهم رغبة التضحية من جلال نتائجها؛ كجذور السنديان حين تلتف حول صخور الأرض بحثاً عما ينعش أغصانها وأوراقها الكثيفة.»
وكرمت جلالتها الفائزين بجائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز في دورتها السابعة، وذلك في احتفال أقامته «جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي» امس في قصر الثقافة في مدينة الحسين للشباب.
وقدمت جلالة الملكة رانيا العبدالله رئيسة هيئة أمناء جمعية الجائزة التهنئة والمباركة في كلمتها بحفل التكريم وقالت «مبارك لكل معلم ملتزم بعطائه سواء كان معنا اليوم أم لا، ومبارك على الأردن كل معلم حريص على التعليم».
وقالت مخاطبة المعلمين «أتمنى أن تكونوا على يقين بأن ثقل أكتافكم بما تحمل من مسؤوليات جليلة؛ تغرس أقدامكم في أرض الوطن أعمق، لتصبحوا جزءاً من هويتها، تتغذى وتتعالى بها ومعها الأجيال. فأنتم أيها المعلمون المتميزون... سنديانات الأردن.»
واعرب وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الدكتور وجيه عويس عن شكر وتقدير الاسرة التربوية لجلالة الملكة رانيا العبدالله على رعايتها لهذه الجائزة وقال: «أن التعليم الناجح هو ذلك التعليم القادر على تلبية احتياجات المتعلمين, وأن ركب الدول المتقدمة يتطلب منا للحاق به إعداداً جيداً للمعلم والمتعلم وفق نهوج تعليمية غير تقليدية, تتجاوز الصور النمطية للتعليم المتكئ على التلقين إلى تعليم يعتمد التفكير أساساً ومنطلقاً.»
وقالت المدير التنفيذي لـ»جمعية الجائزة « لبنى طوقان، في كلمتها خلال الحفل: «نحن اليوم بصدد تنفيذ مشروع أتمتة بعض مراحل الجائزة للتسهيل على المعلم عملية التقدم للجائزة وننهي حاليا تفاصيل إضافة مرحلة جديدة من التقييم لتطوير قدرات جمعية الجائزة على الوصول للمتميزين.»
واضافت ان جمعية الجائزة نجحت في عقد شراكات فاعلة مع مؤسسات محلية بارزة في قطاعات مختلفة لدعم رسالتها، ولا زال لدى الجمعية طموح كبير، والكثير لتقدمه للبيئة التربوية، واضعة ثقة المعلمين في مقدمة ما نحرص على تعزيزه باستمرار.
وحضر الاحتفال عدد من الشخصيات التربوية والإعلامية وأكثر من 1000 معلم ومعلمة من 40 مديرية في المملكة، كما حضر الحفل الذي اقيم برعاية شركة الهواتف المتنقلة زين أعضاء اللجنة العُليا لـ»جمعية الجائزة» ومدراء التربية وفريق المقيّمين ومنسقي جائزة المعلم المتميز من كافة المديريات في المملكة.
وتفضلت جلالة الملكة رانيا العبدالله بتكريم المعلمين وتسليم الجوائز للفائزين الذين بلغ عددهم 20 معلماً ومعلمة من أصل 41 مؤهلاً لمرحلة المقابلات الشخصية والذين تم اختيارهم من بين 1492 متقدماً للجائزة هذا العام.
وفيما يلي فئات الجائزة والفائزين بها:
الفئة الأولى: الروضة والتعليم الأساسي من الصفوف الأول حتى الثالث :
حصل على المركز الأول لهذه الفئة بعد غياب سنتين المعلمة نهى محمود محسن المسيعديين مديرية بصيرا، وحصلت المعلمة ختام علي احمد صالح من مديرية اربد الأولى على المركز الثاني لهذه الفئة لتفوز بالجائزة للمرة الثانية بعد فوزها بها في عام 2008. وحصل على المركز الثالث لنفس الفئة كلاً من المعلمة اريج محمود حسن العمله من مديرية عمان الرابعة والمعلمة فاطمه سعيد جراد الطراونه من مديرية المزار الجنوبي والمعلمة هتوف فرح سماره من مديرية الرصيفة والمعلمة وفاء ابراهيم محمد صومان مديرية عمان الثالثة.
الفئة الثانية: التعليم الأساسي من الصفوف الرابع حتى السادس:
المركز الأول لهذه الفئة فقد حصلت عليه المعلمة رائده علي محمد الريان من مديرية دير علا، والمركز الثاني حصل عليه كلاً من المعلمة هدى الشيخ عبد الرحمن داود الرابي من مديرية عمان الثانية والمعلمة وداد عبد الرحمن محمد مشاعله من مديرية عمان الخامسة، وحُجب المركز الثالث عن هذه الفئة في هذا العام.
الفئة الثالثة: التعليم الأساسي من الصفوف السابع حتى العاشر:
المركز الأول لهذه الفئة حصلت عليه المعلمة باسمة خالد عبد العزيز الرواشدة من مديرية الكرك، وفاز في المركز الثاني لنفس الفئة المعلم مهند سمير يونس مقدادي من مديرية الزرقاء الثانية، وحصل على المركز الثالث كلاً من المعلم جاسر جورج اسكندر جاسر من مديرية عمان الخامسة والمعلمة فوزيه عبد الرزاق يعقوب النسور من مديرية السلط، والمعلمة نائله جمعه خضر المهداوى من مديرية اربد الأولى، والمعلمة هدى حسين عثمان الدباس من مديرية عين الباشا.
الفئة الرابعة: التعليم الثانوي الأكاديمي في الصفين الحادي عشر والثاني عشر:
المركز الأول لهذه الفئة حصلت عليه المعلمة خوله يوسف علي الأطرم من مديرية عمان الأولى، وحصلت على المركز الثاني لنفس الفئة المعلمة ناديا فتحي محمد بيطار من مديرية اربد الأولى، وحصلت على المركز الثالث المعلمة ايمان عبد الحفيظ عبد الرحمن الحرازنه من مديرية القصر.
الفئة الخامسة: التعليم الثانوي المهني من الصفين الحادي عشر والثاني عشر:
حجب المركز الأول عن هذه الفئة لهذا العام، وحصل على المركز الثاني كلاً من المعلمة ديمه علي عبد الحفيظ البياري من مديرية عمان الأولى، والمعلم مدحت احمد حسن العزه من مديرية عمان الخامسة.
وقد تناولت فكرة الحفل لهذا العام معيار «فاعلية التعليم» وهو المعيار الثاني من معايير جائزة المعلم المتميز، حيث يوضح دور المعلم والمتعلم في إعداد الطلبة للحياة العملية. ويعد ذلك استكمالاً لحفل التكريم لعام 2011 الذي كان قد بدأ بالتعريف باول معايير جوائز التميّز التي يتم على أساسها اختيار الفائزين وهو معيار «الفلسفة الشخصية». وتهدف «جمعية الجائزة» من الاحتفال التكريمي إلى نشر ثقافة التميز.
وقد تم خلال الاحتفال عرض فيديو يطرح سؤالاً على أفراد المجتمع في الشارع الأردني حول سبب ذهاب الطلبة إلى المدرسة، ليظهر الفيديو النتيجة المرجوّة لإعداد طالب للحياة وهي ذات النتيجة التي يركز عليها معيار فاعلية التعليم.
كذلك، عرض الحفل التحديات التي يواجهها المعلم الأردني في الميدان التربوي من اكتظاظ الغرفة الصفية وسلوكيات غير مرغوب فيها وعرض شهادات وقصص من واقع الميدان التربوي على لسان معلمين متميزين. وطرح الحفل حلولاً مقدمة من قِبل معلمين فائزين بالجائزة من وحي تجاربهم في مواجهة تلك التحديات، من خلال اتباعهم لاستراتيجيات وأساليب مختلفة.
وأقامت «جمعية الجائزة» على هامش الحفل معرضاً لأعمال معلمين فائزين، والذي جاء تحقيقاً لأحد أهداف «جمعية الجائزة» المتمثل في المساعدة على تحسين وتطوير أحد أساليب تحفيز المتميزين والاستفادة منهم لنشر ثقافة التميز. وقد هدف هذا المعرض إلى تسليط الضوء على بعض التجارب الواقعية لمجموعة من المعلمين الفائزين بجائزة المعلم المتميز وعرض بعض أعمالهم التي تضمنت وسائل تعليمية واستراتيجيات تدريس تعكس الجانب التطبيقي للتميز التربوي في معيار فاعلية التعليم لتعميم خبراتهم وتقديمها كنماذج للتميز.
ويحصل المعلمون الفائزون بالمركز الأول لفئات الجائزة الخمسة 3000 دينار أردني لكل فائز، ومبلغ 2000 دينار أردني للفائزين بالمركز الثاني، أما الفائزون بالمركز الثالث لفئات الجائزة فيحصلون على 1000 دينار أردني لكل فائز. ويحظى جميع الفائزين بحوافز معنوية مقدمة من وزارة التربية والتعليم، كرتب أعلى ونقاط إضافية للارتقاء الوظيفي وللحصول على بعثات دراسية مختلفة للارتقاء بمستواهم التعليمي. وقد تم حتى اليوم تقديم 44 منحة دراسية للفائزين، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وعدد من المؤسسات التعليمية الأخرى. وتم أيضاً تمكين 71 معلماً فائزاً من الحصول على رتب أعلى ضمن مسيرتهم المهنية وذلك من خلال وزارة التربية والتعليم.
كما سيحصل الفائزون على فرص للمشاركة في أنشطة التنمية المهنية والأكاديمية التي توفرها «جمعية الجائزة» بالتعاون مع مؤسسات تربوية وأكاديمية مختلفة. كذلك يتم تسمية الفائزين سفراء في الميدان التربوي ليكونوا قدوة لزملائهم وليساهموا بدور فاعل في النهوض بالبيئة التعليمية والمدرسية في الأردن، فيما يأتي جزءاً من أثر نشر ثقافة التميز في المجتمع.