وبين أستاذ الهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة والتكنولوجيا في الجامعة الأردنية البروفسور علي بدران خلال ندوة نظمتها لجنة إدارة فرع نقابة المهندسين في شمال عمّان ندوة بعنوان «بدائل التدفئة في ظل ارتفاع أسعار الطاقة» أن الغاز لن يتراجع عن المركز الاول كأكثر وسيلة استخاداما في الاردن على رغم ارتفاع أسعاره.
وأكد أن الوسيلة الأكثر توفيرا على المدى البعيد هي التدفئة المركزية باستخدام اللواقط الشمسية المسطحة العادية وليس المفرغة.
وبين الدكتور بدران خلال الندوة التي حضرها عدد من خبراء الطاقة ومجال التدفئة والمهتمين أن التدفئة المركزية العادية باستخدام السولار لدى الفئات الأكتر قدرة ستحل في المركز الثاني بعد مدافئ الغاز.
واجرى بدران مقارنة بين عدة أنواع من التدفئة المنزلية شملت التدفئة المركزية بالسولار والتدفئة المركزية بالغاز والتدفئة المركزية باللواقط الشمسية والتدفئة بمدافئ الغاز التقليدية والتدفئة بمدافئ الكازوالتدفئة بوحدات التكييف والتدفئة بمدافئ الكهرباء التقليدية.
وافترض دورة حياة لهذه الأجهزة مدتها عشرون عاما المنزل المراد تدفئته شقة معزولة عزلا جيدا مساحتها 200 متر مربع، وأن التدفئة مطلوبة في هذا المنزل طيلة اليوم والليلة ولمدة 18 أسبوعا.
وبين بدران انه لدى احتساب حاجة هذا المنزل لألفي لتر من السولار في التدفئة المركزية العادية ولتعويض الحمل الحراري المفقود وبالأسعار الحالية بعد الارتفاع الأخير في أسعار الوقود، بافتراض ثبات أسعار الكهرباء على ما هي عليه الآن وعدم ارتفاعها.
واضح بدران ان النتائج بينت ان الوسيلة الأكثر توفيرا على المدى البعيد هي التدفئة المركزية باستخدام اللواقط الشمسية المسطحة العادية وليس المفرغة الأكثر فعالية على عكس ما هو متوقع لكن سلبية هذه الطريقة هي تكلفة تركيب تجهيزاتها البالغة حوالي 13 ألف دينار والمساحة الكبيرة نسبيا التي تتطلبها اللواقط الشمسية وهي لا تقل في هذه الحالة عن 64 مترا مربعا مما لا يمكن توفيره في شقة أو حتى كثير من المنازل.
وأكمل أن التدفئة بواسطة وحدات التكييف العادية (split units) تأتي في المرتبة الثانية من حيث التوفير خاصة التي تعمل للتبريد صيفا والتدفئة شتاء ولكن هذا الخيار قد يتطلب شراء 4-5 مكيفات مع تعديلات على تمديدات الشقة وقواطعها، مع أحمال كهربائية تشكل ضغطا على الشبكة العامة، ومع الأخذ بعين الاعتبار الاحتمالات القوية لرفع تعرفة الكهرباء خصوصا الأكثر استهلاكا في القريب العاجل، مما يجعل الكثيرين يترددون في استخدام هذا الخيار وإن كانت تكلفة فواتيره قد لا تتعدى الألف دينار في كل فصل الشتاء.
وعن المرتبة الثالثة قال الدكتور بدران أن خيار استخدام مدافئ الغاز التقليدية رخيصة الثمن، ويبقى هذا الخيار حتى مع الرفع الأخير الملاذ الأوفر للمواطنين من ذوي الدخل المحدود، وإن كان سيكلف رب الأسرة مبلغا قد يتعدى الألف دينار في كل موسم شتاء.
ووأشار أنه وفي المرتبة الرابعة توفيرا يأتي استخدام التدفئة المركزية العادية العاملة على السولار وليس الغاز كما هو معتقد إذا أخذنا بعين الاعتبار ارتفاع الأسعار الأخير، حيث ستكلف هذه الوسيلة مبلغا قدره 1600 دينار لكل فصل شتاء.
ثم بعد ذلك يأتي استخدام مدافئ الكاز التي ستكلف في حال استخدامها على مدار الساعة مبلغا قريبا من من تكلفة التدفئة المركزية إن لم يكن أعلى بقليل، وأما الخيار المستبعد والذي قد تصل تكلفته في حال التشغيل الدائم حوالي 2500 دينار سنويا هو استخدام صوبات الكهرباء التقليدية (الهيترات) لما تتصف به من هدر كبير في الطاقة الكهربائية.