الإنفجارالعربي الذي بدأ من تونس ولا يعلم إلا الله أين سينتهي جاء نتيجة طبيعية لسياسات القهر والإقصاء ومصادرة حق التعبير والنهج المستخف بعقل المواطن العربي. وقد اتخذت الأنظمة العربية بغالبها بحكم شعوبها نهجا يترجم سياسة السادة والعبيد، أي على العبد أن يؤمر فيطيع بدون نقاش أو تذمر أو إبداء امتعاض أو شكوى ودون التعبير عن ألمه إذا أصابه مصاب بجسمه.
• في تونس
كانت الشرارة العربية الأولى التي سببت الإنفجار العربي الأول ليطال لهيبه الدولة بعد الأخرى. القمع والكبت وقتل الحريات ومصادرة الكلمة والرأي كانت الأسباب الرئيسية خلف ماجرى بتونس والإطاحة برئيسها الهارب الذي تبين أنه لم يفهم شعبه على مدار حكمه له مدة اثنين وعشرين عاما إلا قبيل هروبه.
• في مصر
كان الفساد مستشريا ويتحكم بالإقتصاد وموارده وإيراداته مبارك وعصابة من أبنائه وأصدقائهم من رجال الأعمال. الحركة الإسلامية مهمشة ومراقبة ومقيدة. كان مبارك يهيئ الظروف لتوريث ابنه. كان يتم إرضاء اسرائيل والضغط على حركة حماس على حساب رضا الشعب المصري. كانت سياسة مبارك تقوم على خدمة أمريكا وإسرائيل ويعلم الشعب المصري أن رئيسه كان له الدور الأكبر بما جرى للعراق ورئيسه الشهيد. هذه الأسباب وغيرها أطاحت بنظام مبارك الذي كانت آخر كلماته لقد خدمت وطني وشعبي بكل ما أوتيت.
• في ليبيا
نظام القذافي نظام أرعن قائم على التنظير والشطط بتفسير الحقائق والبديهيات. كان يعتبر نفسه الأمين المتوج على الأمة العربية ولكن الأمة خدعته ولم تمشي بركب طموحاته. نظام تلاعب بالتعليم والإقتصاد حتى أصابهما الخلل والتشوه ولم يواكبا مجريات ومعطيات العصر. دعم الحركات التحررية في العالم حتى انقلب العالم عليه. خلق لليبيا نمطية غريبة في الحكم لا نظير لها مما شكل صعوبة بالتعامل معها من قبل الدول الأخرى. انتهى القذافي وقتل وهو يهدد شعبه ويشتمه.
• في اليمن
نظام علي عبدالله صالح يحسب له توحيد اليمنين الشمالي والجنوبي ووقف الإغتيالات والإنقلابات الدموية لعقود من الزمن. كان يحكم باسم حزبه مدعوما بقبيلته ذات التعداد الكبير وتقريب الأقارب للحكم وتعيين أبناء شيوخ القبائل. وكانت خدمة المواطن والرفع من مستوى معيشته آخر همومه. كان همه الأول البقاء بالحكم. وقد ظل متشبثا بالحكم حتى كاد يكلفه حياته وظل ينادي بصناديق الإقتراع ولم يسعفه أجله السياسي لوصولها ثم لجأ للمقايضة للنفاذ بجلده.
• في سوريا
نظام الأسد يحكم سوريا بعد إجراء تعديل على الدستور يسمح للإبن تولي الحكم بعمره آنذاك. في البداية استبشرشعبه به خيرا بعد رفع هامش الحرية وإن كان بنسبة بسيطة جدا، وزاد رواتب العاملين بالدولة زيادة مجزية. تسلم تركة صنعها وخطها والده بطريقته وجاء الإبن ليديرها بطريقته الخاصة. وهو في الواقع امتداد لنفس النظام الذي ورثه من والده والذي لم يكن الشعب ينظر له بعين الرضا بل سياسة العصى والقهر والقتل كانت لا تدع مجالا للشعب بالإفصاح عما بداخله. شاءت الأقدار أن ينتفض الشعب ويثور ضمن مسلسل الإنفجار العربي والنظام منذ اليوم الأول للثورة وهو يحاول تمرير نظرية المؤامرة والعصابات والشبيحة. السؤال المنطقي أين النظام وأجهزته الأمنية التي عددها يتجاوز العشرين جهازا من السيطرة على "العصابات"!! ويقصف شعبه بالطائرات الحربية ويحاول تصدير أزمته لدول الجوار.
• في الأردن
الأردن ليس استثناءا ولن ينفعنا ترديد مقولة أن للأردن خصوصيته ولن يتأثر بما يجري في سياق الإنفجار العربي. في البداية قيل ما قيل بشأن الخصوصية وأنه لديه من المناعة ما يجعله استثناءا. وكل ذلك كمن كذب كذبة وصدّقها. ترى ،
ألا يوجد في الأردن أي من الأسباب السابقة الذكر في دول الإنفجار العربي؟؟ الفساد أصبحنا نشتمّ رائحته بكل أجهزة الدولة تقريبا. المحسوبية قتلت ما يسمى بالعدالة الإجتماعية. لدينا من الوزراء المتقاعدين ما يفوق ما لدى دولة عمرها خسمائة سنة. لدينا مجلس أعيان تجميلي عمله بالغالب اجتماعي يترأس أعضاءه الجاهات والعطوات وحضور الولائم. لدينا مجالس نواب زورت بأغلبها وباعتراف من قام بتزويرها. مقدرات الوطن بيعت ورئيس الوزراء يلقي بالمسؤولية على المواطن لتقديم الدليل. الصحافة الإلكترونية يتم خنقها وتقييدها. المديونية والعجز اللذان سببهما الفاسدون والتستر عليهم بازدياد مطرد. جيب المواطن أفرغ وحمّل دينا لا يقوى على سداده.
• في دائرة أصحاب الثقة المطلقة
قائمة أسباب الإنفجار تطول وتطول وهي جديرة بأن يستعرضها النظام وناصحوه ومستشاروه. والأجهزة الأمنية من صميم واجبها الحفاظ على الوطن والمواطن بما في ذلك النظام، ولا يعقل أن يكون همها الأول والأسمى الحفاظ على النظام فقط. فعندما نقول الوطن نعني كل من يعيش على ترابه من شعب ونظام. والحفاظ على الوطن يعني رصد الأداء الحكومي وأجهزة الدولة ومؤسساتها للتأكد من عدم وجود أي تلاعب ليس فقط بما يخص الأمن بالمعنى الحرفي, بل التأكد من عدم وجود ما من شأنه أن يلحق الأذى بالوطن. أليس من حقنا القول أن هناك تقصير واضح أدى بالفاسدين للتصرف بالوطن وكأنه سلعة يبيعوها ويتكسبوا بها؟؟
أولى خصوصيات الأردن متمثلة بالهاشميين والذين هم بتوافق الجميع مظلة يستظل جميعنا تحتها. هل خصوصية التركيبة الديموغرافية وأطماع اسرائيل والموقع الجغرافي بوسط ملتهب, نأت بالأردن واستثنته من باقي الدول ذات الأوضاع المتوترة؟؟ هل هذه الخصوصية منعت الحراكات عن المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفاسدين؟؟ هل خصوصيتنا منعت المديونية وسدت العجز؟؟ هل خصوصيتنا منعت اقتصادنا من التدهور؟؟ هل خصوصيتنا ساهمت بتحسين عيش المواطن؟؟ الواقع يقول أن خصوصيتنا تتمثل بعكس كل ذلك. دعونا نتوقف عن التشبث بالفراغ وكفوا عن تخديرنا بخصوصيات آمنا بها حتى وصلنا إلى طريق مسدود.
لو أُخذت الأسباب السابقة ودُرست وحُللت من أجل الخروج بتوقعات تترتب على بقائها دون علاج، لتم التوصل وبمنتهى السهولة إلى توقع ما يحصل الآن من وجود عدم الرضا الشعبي الذي وصلت شعاراته لحدود غير مسبوقة. وأقسم بالله لو قام المعنيون في دائرة أصحاب الثقة المطلقة بدورهم لما وصلنا لما نحن به من حال متردي ومتفاقم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. في الواقع، المعضلة الكبرى هي أننا مازلنا ندار بعقلية السادة والعبيد وبعقلية أن الحراك سيخبو ويهدأ. هل هدأ الحراك أم ازداد؟؟ هل الإقتصاد انتعش أم تدهور؟؟ هل الرضا العام والتقليدي مازال قائما أم انقلب لغضب وتعبئة مضادة؟؟ هل زادت شعبية الحكومات أم استنفذت رصيدها من الإحترام والثقة لدى المواطن؟؟ هل هناك برنامج أو إجراء يستعيد الثقة لدى المواطن بدولته ومؤسساتها أو يؤسس لها؟؟
• مع دولة الرئيس
دولة الرئيس يقضي هذه الأيام معظم وقته على شاشات الفضائيات وهو يكرر نفس أرقام الخير التي سيجنيها المواطن وتكسبها الخزينة ويعيد قراءة التفاصيل التي حفظناها والأسباب وراء قراره الذي يرفضه غالبية الشعب. لقد وصلت رسالتك يا دولة الرئيس ولن تغير من الواقع المؤلم شيئا إلا إذا كنت تقصد من ذلك غسل دماغ الأردنيين الذين أشدت نفسك بوعيهم مرات ومرات. ولا أظن أن إعلاما يتصدره كبار علماء النفس سيغير مابقناعة الشارع.
والأرقام التي يطرحها دولته كان ممكنا ـــ لو توفرت النية الصادقة والجدية ـــ استردادها من أصغر مليونير من الفاسدين. ونكون كسبنا الهدوء والرضا الشعبي ولما انتظرنا المساعدات الخليجية التي لا أمل بوصولها إلا مقابل موقف يفرض علينا. ونقدم نصحنا لدولته بالتقليل من ظهوره على الفضائيات لأن ما يكرره يستفز المشاهدين وتوضيحاته تزيد من تمسك الناس برفض قراره. هذا رغم احترامنا لشخصه لكنه اجتهد ولم يُصِب.
• في العبرة من كل ذلك
هل تم الإعتبار والإستفادة مما حصل ويحصل في الدول ذات الإنفجارات؟؟ لقد تم الإتفاق على السماح للناس بالخروج للشارع والتظاهر دون طلب ترخيص ظنا أن الناس ستنسى ما يحل بها من مصائب بمجرد خروجهم للشارع. هل نبقى نعوّل على حب الأردنيين لوطنهم ونظامهم وسكوتهم التقليدي الطويل؟؟ ألم تدرك الدولة بعد أن الماء قد سال من تحتها ولم تهتم له كما يعبرالمثل الشعبي؟؟
كفى سلبية وإحجاما عن سلوك طريق يوصلكم لقلوب الشعب. الوزير الشخانبه في لقاء له على فضائية سفن ستارز يناشد وإن بشكل غير مباشر الأردنيات حذو نساء كوريا. إذ قال أن الكوريات تبرعن بذهبهن عندما كانت كوريا تمر بأزمة. العبرة من مبادرة الكوريات هي أنهن يثقن بحكومتهن ويعلمن أنها لم تألو جهدا لتجنيبهن الأزمة ويعلمن أن ماتبرعن به سيعود لهن عاجلا أم آجلا. وتلك تربية منذ الصغر ونهج نهجته الحكومات الكورية خلقت به الثقة بين الطرفين. أما في الأردن فتؤخذ أموالنا قسرا وبقانون يحمي السارقين. فالمقارنة غير مجدية معاليك.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com
• في تونس
كانت الشرارة العربية الأولى التي سببت الإنفجار العربي الأول ليطال لهيبه الدولة بعد الأخرى. القمع والكبت وقتل الحريات ومصادرة الكلمة والرأي كانت الأسباب الرئيسية خلف ماجرى بتونس والإطاحة برئيسها الهارب الذي تبين أنه لم يفهم شعبه على مدار حكمه له مدة اثنين وعشرين عاما إلا قبيل هروبه.
• في مصر
كان الفساد مستشريا ويتحكم بالإقتصاد وموارده وإيراداته مبارك وعصابة من أبنائه وأصدقائهم من رجال الأعمال. الحركة الإسلامية مهمشة ومراقبة ومقيدة. كان مبارك يهيئ الظروف لتوريث ابنه. كان يتم إرضاء اسرائيل والضغط على حركة حماس على حساب رضا الشعب المصري. كانت سياسة مبارك تقوم على خدمة أمريكا وإسرائيل ويعلم الشعب المصري أن رئيسه كان له الدور الأكبر بما جرى للعراق ورئيسه الشهيد. هذه الأسباب وغيرها أطاحت بنظام مبارك الذي كانت آخر كلماته لقد خدمت وطني وشعبي بكل ما أوتيت.
• في ليبيا
نظام القذافي نظام أرعن قائم على التنظير والشطط بتفسير الحقائق والبديهيات. كان يعتبر نفسه الأمين المتوج على الأمة العربية ولكن الأمة خدعته ولم تمشي بركب طموحاته. نظام تلاعب بالتعليم والإقتصاد حتى أصابهما الخلل والتشوه ولم يواكبا مجريات ومعطيات العصر. دعم الحركات التحررية في العالم حتى انقلب العالم عليه. خلق لليبيا نمطية غريبة في الحكم لا نظير لها مما شكل صعوبة بالتعامل معها من قبل الدول الأخرى. انتهى القذافي وقتل وهو يهدد شعبه ويشتمه.
• في اليمن
نظام علي عبدالله صالح يحسب له توحيد اليمنين الشمالي والجنوبي ووقف الإغتيالات والإنقلابات الدموية لعقود من الزمن. كان يحكم باسم حزبه مدعوما بقبيلته ذات التعداد الكبير وتقريب الأقارب للحكم وتعيين أبناء شيوخ القبائل. وكانت خدمة المواطن والرفع من مستوى معيشته آخر همومه. كان همه الأول البقاء بالحكم. وقد ظل متشبثا بالحكم حتى كاد يكلفه حياته وظل ينادي بصناديق الإقتراع ولم يسعفه أجله السياسي لوصولها ثم لجأ للمقايضة للنفاذ بجلده.
• في سوريا
نظام الأسد يحكم سوريا بعد إجراء تعديل على الدستور يسمح للإبن تولي الحكم بعمره آنذاك. في البداية استبشرشعبه به خيرا بعد رفع هامش الحرية وإن كان بنسبة بسيطة جدا، وزاد رواتب العاملين بالدولة زيادة مجزية. تسلم تركة صنعها وخطها والده بطريقته وجاء الإبن ليديرها بطريقته الخاصة. وهو في الواقع امتداد لنفس النظام الذي ورثه من والده والذي لم يكن الشعب ينظر له بعين الرضا بل سياسة العصى والقهر والقتل كانت لا تدع مجالا للشعب بالإفصاح عما بداخله. شاءت الأقدار أن ينتفض الشعب ويثور ضمن مسلسل الإنفجار العربي والنظام منذ اليوم الأول للثورة وهو يحاول تمرير نظرية المؤامرة والعصابات والشبيحة. السؤال المنطقي أين النظام وأجهزته الأمنية التي عددها يتجاوز العشرين جهازا من السيطرة على "العصابات"!! ويقصف شعبه بالطائرات الحربية ويحاول تصدير أزمته لدول الجوار.
• في الأردن
الأردن ليس استثناءا ولن ينفعنا ترديد مقولة أن للأردن خصوصيته ولن يتأثر بما يجري في سياق الإنفجار العربي. في البداية قيل ما قيل بشأن الخصوصية وأنه لديه من المناعة ما يجعله استثناءا. وكل ذلك كمن كذب كذبة وصدّقها. ترى ،
ألا يوجد في الأردن أي من الأسباب السابقة الذكر في دول الإنفجار العربي؟؟ الفساد أصبحنا نشتمّ رائحته بكل أجهزة الدولة تقريبا. المحسوبية قتلت ما يسمى بالعدالة الإجتماعية. لدينا من الوزراء المتقاعدين ما يفوق ما لدى دولة عمرها خسمائة سنة. لدينا مجلس أعيان تجميلي عمله بالغالب اجتماعي يترأس أعضاءه الجاهات والعطوات وحضور الولائم. لدينا مجالس نواب زورت بأغلبها وباعتراف من قام بتزويرها. مقدرات الوطن بيعت ورئيس الوزراء يلقي بالمسؤولية على المواطن لتقديم الدليل. الصحافة الإلكترونية يتم خنقها وتقييدها. المديونية والعجز اللذان سببهما الفاسدون والتستر عليهم بازدياد مطرد. جيب المواطن أفرغ وحمّل دينا لا يقوى على سداده.
• في دائرة أصحاب الثقة المطلقة
قائمة أسباب الإنفجار تطول وتطول وهي جديرة بأن يستعرضها النظام وناصحوه ومستشاروه. والأجهزة الأمنية من صميم واجبها الحفاظ على الوطن والمواطن بما في ذلك النظام، ولا يعقل أن يكون همها الأول والأسمى الحفاظ على النظام فقط. فعندما نقول الوطن نعني كل من يعيش على ترابه من شعب ونظام. والحفاظ على الوطن يعني رصد الأداء الحكومي وأجهزة الدولة ومؤسساتها للتأكد من عدم وجود أي تلاعب ليس فقط بما يخص الأمن بالمعنى الحرفي, بل التأكد من عدم وجود ما من شأنه أن يلحق الأذى بالوطن. أليس من حقنا القول أن هناك تقصير واضح أدى بالفاسدين للتصرف بالوطن وكأنه سلعة يبيعوها ويتكسبوا بها؟؟
أولى خصوصيات الأردن متمثلة بالهاشميين والذين هم بتوافق الجميع مظلة يستظل جميعنا تحتها. هل خصوصية التركيبة الديموغرافية وأطماع اسرائيل والموقع الجغرافي بوسط ملتهب, نأت بالأردن واستثنته من باقي الدول ذات الأوضاع المتوترة؟؟ هل هذه الخصوصية منعت الحراكات عن المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفاسدين؟؟ هل خصوصيتنا منعت المديونية وسدت العجز؟؟ هل خصوصيتنا منعت اقتصادنا من التدهور؟؟ هل خصوصيتنا ساهمت بتحسين عيش المواطن؟؟ الواقع يقول أن خصوصيتنا تتمثل بعكس كل ذلك. دعونا نتوقف عن التشبث بالفراغ وكفوا عن تخديرنا بخصوصيات آمنا بها حتى وصلنا إلى طريق مسدود.
لو أُخذت الأسباب السابقة ودُرست وحُللت من أجل الخروج بتوقعات تترتب على بقائها دون علاج، لتم التوصل وبمنتهى السهولة إلى توقع ما يحصل الآن من وجود عدم الرضا الشعبي الذي وصلت شعاراته لحدود غير مسبوقة. وأقسم بالله لو قام المعنيون في دائرة أصحاب الثقة المطلقة بدورهم لما وصلنا لما نحن به من حال متردي ومتفاقم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. في الواقع، المعضلة الكبرى هي أننا مازلنا ندار بعقلية السادة والعبيد وبعقلية أن الحراك سيخبو ويهدأ. هل هدأ الحراك أم ازداد؟؟ هل الإقتصاد انتعش أم تدهور؟؟ هل الرضا العام والتقليدي مازال قائما أم انقلب لغضب وتعبئة مضادة؟؟ هل زادت شعبية الحكومات أم استنفذت رصيدها من الإحترام والثقة لدى المواطن؟؟ هل هناك برنامج أو إجراء يستعيد الثقة لدى المواطن بدولته ومؤسساتها أو يؤسس لها؟؟
• مع دولة الرئيس
دولة الرئيس يقضي هذه الأيام معظم وقته على شاشات الفضائيات وهو يكرر نفس أرقام الخير التي سيجنيها المواطن وتكسبها الخزينة ويعيد قراءة التفاصيل التي حفظناها والأسباب وراء قراره الذي يرفضه غالبية الشعب. لقد وصلت رسالتك يا دولة الرئيس ولن تغير من الواقع المؤلم شيئا إلا إذا كنت تقصد من ذلك غسل دماغ الأردنيين الذين أشدت نفسك بوعيهم مرات ومرات. ولا أظن أن إعلاما يتصدره كبار علماء النفس سيغير مابقناعة الشارع.
والأرقام التي يطرحها دولته كان ممكنا ـــ لو توفرت النية الصادقة والجدية ـــ استردادها من أصغر مليونير من الفاسدين. ونكون كسبنا الهدوء والرضا الشعبي ولما انتظرنا المساعدات الخليجية التي لا أمل بوصولها إلا مقابل موقف يفرض علينا. ونقدم نصحنا لدولته بالتقليل من ظهوره على الفضائيات لأن ما يكرره يستفز المشاهدين وتوضيحاته تزيد من تمسك الناس برفض قراره. هذا رغم احترامنا لشخصه لكنه اجتهد ولم يُصِب.
• في العبرة من كل ذلك
هل تم الإعتبار والإستفادة مما حصل ويحصل في الدول ذات الإنفجارات؟؟ لقد تم الإتفاق على السماح للناس بالخروج للشارع والتظاهر دون طلب ترخيص ظنا أن الناس ستنسى ما يحل بها من مصائب بمجرد خروجهم للشارع. هل نبقى نعوّل على حب الأردنيين لوطنهم ونظامهم وسكوتهم التقليدي الطويل؟؟ ألم تدرك الدولة بعد أن الماء قد سال من تحتها ولم تهتم له كما يعبرالمثل الشعبي؟؟
كفى سلبية وإحجاما عن سلوك طريق يوصلكم لقلوب الشعب. الوزير الشخانبه في لقاء له على فضائية سفن ستارز يناشد وإن بشكل غير مباشر الأردنيات حذو نساء كوريا. إذ قال أن الكوريات تبرعن بذهبهن عندما كانت كوريا تمر بأزمة. العبرة من مبادرة الكوريات هي أنهن يثقن بحكومتهن ويعلمن أنها لم تألو جهدا لتجنيبهن الأزمة ويعلمن أن ماتبرعن به سيعود لهن عاجلا أم آجلا. وتلك تربية منذ الصغر ونهج نهجته الحكومات الكورية خلقت به الثقة بين الطرفين. أما في الأردن فتؤخذ أموالنا قسرا وبقانون يحمي السارقين. فالمقارنة غير مجدية معاليك.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com
