جبر الفطن منتمي (منتمي لشو ... مش عارف) وسجّل بعد طول تردد ولكنه لم يقرر بعد فيما إن كان سينتخب أم لا. سجّل لأنه سمع أنه اللي ما بسجّل ما رح يحسبوا حسابه بدعم الخبر والكاز وما زال يشاور حاله إن كان سيذهب إلى العرس، أقصد العرس الديمقراطي أم لا. هي كلمة عرس بضم العين أو بكسرها، وعلى الحالتين فيها إطالة لسان لأن الفاعل فيها (معرِس). 

وعلى كرسي الإنتظار، تذكر جبر جبل الطهطور ولهلوبة الحارة، وكونه بحب البصبصة ... والنميمة من طبعة، فقد كان متأكداً من أن شهيرة كانت تمشي مع كايد ... وتقف مع كايد ...وربما تخلو معه في دكان أبو الكايد، ولما حوّشت تنادت النسوان للملمة الموضوع وستكون حفلة خطبة وزواج ودُخلة بأثر رجعي.  

ما إلنا بطول السيرة، المهم أن العرس قد تحدد موعده فالناس إلها بالظاهر. وكون شهيرة بنت المختار، فإن عرسها سيكون له طنه ورنة ولن يكتمل المشهد إلا بحضور جميع وجهاء الطهطور. الشيخ مؤمن لم يكن مرتاح لحركات بنات المختار وأعلن مقاطعته للعرس، وأبو مجدي نسيب وما بقدر إلا يحضر. المكوجي والخضرجي مطاوعين وبدهم يكسبو زبائن وهم منتمين للقرش فحضورهم مضمون.

المختار لم يكن مقتنعا بكايد وكان يسميه الماسخ، ولكن إلحاح المرة جعله يرضخ للضغوط وكثرة الشاي بالميرمية وقميص النوم جعلت الرفض مستحيل. جردة حساب عملها المختار في عقلة تخللها منادة متقطعة على المرة للاستفسار عن أحوال بعض مفاتيح الحارة، وبضغط من أبو الكايد، وافق المختار على مضض ولكنه ظل يسأل: ليش الإستعجال يا جماعة، ما نخليها تكمل مدرسة.

بشش بشش ... قطع صوت الميكروفون حبل الذكريات مناديا: جبر الفِطن، ودلف جبر إلى الكاونتر لإستلام بطاقته الإنتخابية داعيا أن لا يكون العرس الديمقراطي المدعو إليه دُخلة بأثر رجعي فيكون المولود غير شرعي.