شاركتُ قبل ايام في جلسة حوارية ضمن مؤتمر إقليمي للاتحاد الدولي للصحافيين العلميين تم تنظيمه في البحر الميت. الجلسة الحوارية ناقشت التأثيرات البيئية لقناة البحرين بوجود 90 صحافيا من العالم العربي وافريقيا وأوروبا متخصصين في الصحافة العلمية. ما أدهشني حقيقة هي تفاصيل تنظيم المؤتمر والتي تحمل مسؤوليتها ثلاثة صحافيين أردنيين أعضاء في الاتحاد ووحدهم بدون اي دعم مالي أو بشري أو مؤسسي أو إداري من نقابة الصحافيين.
يعتبر الاتحاد الدولي للصحافيين العلميين المؤسسة الدولية التي تقدم خدمات بناء القدرات والتعليم والتدريب والدعم لكافة الصحافيين المتخصصين بالشؤون العلمية في العالم وهي مؤسسة معروفة المصادر المالية والمهنية، ومع ذلك فإن مجلس إدارة نقابة الصحافيين رفض التعاون مع الصحافيين الثلاثة الذين أرادوا وضع الأردن في قلب الحدث واستضافة كل هؤلاء الصحافيين وتعريفهم على القضايا العلمية والبيئية في البلاد. لم يكتف مجلس الإدارة وبكل أسف بتجاهل دعم الصحافيين الثلاثة بل قام أحد أعضائه بتهديد الصحافيين بإصدار بيان يتهمهم فيه بتلقي التمويل من جهات مشبوهة، علما بأن الصحافيين الثلاثة لم يتقاضوا فلسا واحدا لجيوبهم.
الصحافيون الثلاثة تقاسموا مهمات تأمين تأشيرات الدخول لضيوف الأردن حتى من الجنسيات المقيدة، وحجز الفنادق والمرافق المختلفة وتنسيق الجلسات العلمية والفنية بمجهود كبير يستحق كل الاحترام والتقدير، ولكن بكل اسف لم ينل الصحافيون الثلاثة إلا وجع الرأس من نقابتهم.
لقد حان الوقت أمام نقابة الصحافيين لتواجه بشجاعة فوبيا التعاون الدولي التي تعيش بها منذ سنوات. لا يمكن لأية مؤسسة مطلوب منها بناء قدرات أعضائها وتحسين مستقبلهم المهني وفرصهم الوظيفية وقدراتهم الفنية أن تبقى معزولة عن العالم بهذه الطريقة. حجة التمويل الخارجي غير مقنعة خاصة عندما يتعلق الأمر بمؤسسات دولية محترمة ومعروفة مثل مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات المهنية الدولية. إذا كان التمويل موجها لتغطية تكاليف إقامة دورات ومؤتمرات وورش عمل تفيد الصحافيين الأردنيين فلا يوجد اي مانع أخلاقي أو سياسي في ذلك. التمويل المرفوض هو الذي يصل إلى الحسابات الشخصية وجيوب البعض من الصحافيين وهو للأسف موجود من مصادر داخلية أيضا وليست فقط دولية وتساهم في تحديد مواقف بعض الصحافيين وتوجهاتهم المهنية.
في نهاية الأمر أود تقديم تحية شكر وتقدير متواضعة للصحافيين الثلاثة الذين نظموا المؤتمر وقدموا صورة طيبة جدا عن الأردن أمام المجتمع الدولي وأتمنى أن يحظوا بنفس التقدير من نقابتهم التي يجب أن تخرج من شرنقة العزلة الدولية وتقوم بدورها في فتح الآفاق المهنية لمنتسبيها وتحسين قدراتهم.