.. يودع الرئيس طاقم الرئاسة، والمساعدين، والوزراء، دون أحزان، كما جاء إليهم في الدوار الرابع دون أفراح وليالي ملاح!!.
والرئيس الطراونة يحب أن يكون عادياً، وهي صفة أردنية للشيخ الذي يحب أن يكون عادياً حتى إذا كان صاحب سطوة. ولكن عادية الرئيس لا تعني أنه لم يحقق الكثير .. ويكفي أنه أضاف نوعاً من الرصانة على موقع المسؤول، وأنه مرر قوانين خلافية بأقل ضجة ممكنة!!. وقد فعل الرجل الكثير دون أن يكون حاداً، وأن يخلق أعداء في زمن لم يبق فيه أحد دون أعداء!!.
.. في مهنتنا، لنا ثيرمومتر حساس:
- من يكره الصحافة.
- من لا يعرف الصحفيين.
- من يحاول خلق شعبية عبر الصحافة.
- من يحاول تجنب الصحفيين.
- ومن يحاول اخافتهم!!.
.. وأنا أزعم أنني أعرف الرئيس الطراونة، منذ كان شاباً في تشريفات الحسين رحمه الله، إلى ما قبل رئاسته.. أنا أزعم أنه لم يكن في أي من مؤشرات الترمومتر، فالرجل محترف.. وحافظ درسه ويقول دون مواربة: أنا ابن الديوان الملكي!!. وعليك أن تفهم!!.
من المؤسف أننا لم نعد نرحب بالحكومات الجديدة، وأننا لم نعد نكسر الجرّة وراءها، وهذا قد يدل على النضج، ولكن فيه تعب ونصب لا يليقان بالأردنيين. فالتغيير يحتاج إلى السواعد القوية والعقول النيّرة والطموح اللا محدود.. ولكن انتظار حدوث التغيير خارج هذه المعادلة هو الذي يصيبنا بالتعب والنصب .. والانتظار!!.
أشهر قليلة اشغلها د. فايز الطراونة في رئاسة الوزراء.. أضافت إلى سجّله تراكماً إيجابياً، ونحن لسنا هنا لنقيّم الناس، لكن الاعتراف بالفضل هو كالفضل!!.
كان أحمد بن الحسين يقول:
وكثير من السؤال اشتياق
وكثير من رده تعليل.