في الحياة زوائد بشرية، وانا من اشد المؤيدين الى تحجيم هؤلاء باي طريقة كانت..
تجري في ارض غرب النهر هذه الايام (معارك كلامية) بين وزير الخارجية الاسرائيلي (افيغدور ليبرمان) وساسة السلطة الفلسطينية, وذلك على خلفية تصريحات (ليبرمان) النارية والمتتالية والتي اطلقها مؤخرا صوب الرئيس الفلسطيني (محمود عباس), والتي ارتفع سقفها قبل ايام لتصل للتحريض على تصفية (عباس) سياسيا وجسديا, واتهامه بـ(الارهاب الدبلوماسي) وذلك بعد سعي الفلسطينيين للاعتراف بدولتهم في اروقة الامم المتحدة واتهامهم للحكومة الاسرائيلية بالتوسع الاستيطاني واجهاض حلم الدولة الفلسطينية المنتظرة..
ولعل اخر تصريح لـ ذاك المولدافي (ليبرمان) ضد (عباس) الجمعة الماضية، عبر التلفاز الاسرائيلي الرسمي متهماً إياه بـ «الإرهابي» وبالتعاون مع حركة حماس في مواجهة إسرائيل, كان الاوضح..
هكذا قال: (المشكلة في أبو مازن في الوقت الحاضر.. هو يتبادل الأدوار مع خالد مشعل، الأخير يقود الجماعات المسلحة وعباس يقود دولة إرهابية)!..
اي دولة يتكلم عنها ذاك (الارهابي) الذي يعيش منذ ان قدم الى ارض فلسطين في العام 1978 على ارض مغتصبة من اصحابها في مستوطنة (نوكديم) المجاورة لبيت لحم بالضفة الغربية, والاحتلال يتحكم بالهواء والماء..
من (الارهابي)؟!.. الذي يعيش في ارضه وارض اجداد اجداده، ام القادم الجديد من شرق اوروبا ويسكن بارض عائلة شردت, وربما تعيش بمخيم البقعة او الوحدات او هناك في الشتات البعيد؟!..
اتسأل: كيف يصبح (ابو مازن) في ليلة وضحاها, من شريك واقعي وحقيقي للسلام (كما قال عنه الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الابن والحي الميت-ارئييل شارون) ذات يوم, الى ممارس (للارهاب الدبلوماسي) ضد دولة يعقوب..
ما معنى الارهاب الدبلوماسي؟!..
أكل من طالب بحق مشروع عبر قنوات مشروعه, متهم بالارهاب عند ساسة تل ابيب؟..
أكل من خالف تل ابيب بالراي والفكر والسياسية متهم بـ «الارهاب»؟!..
سحقا لهذه الكلمة الحقيرة التي مّل منها الممل.. وسحقا لشخص يسمى (ليبرمان).. سحقا للمغتصب المتردي الرذيل..
كوّن ليبرمان (الصديق الحميم للوزير الاسرائيلي الذي ذهب الى جهنم بلا رجعة-رحبعام زئيفي) حزب (إسرائيل بيتنا) الذي يمثل اكثر من مليون يهودي روسي في اسرائيل, احتجاجا على القرار الاسرائيلي الانسحاب من حي «أبو سنينة» في الخليل..
الحزب الذي نادى منذ اقامته بترحيل العرب من فلسطين الانتدابية قسرا, واحلال يهود المهجر مكانهم واقامة المستوطنات في شتى ارجاء الضفة الغربية, ذاك الحزب اليمني المتطرف يصل اليوم ليحتل 15 معقدا في البرلمان الاسرائيلي, في دلالة على جنوح العقلية الاسرائيلي نحو التطرف الفكري والعقائدي بتصويت نسبة كبيرة من الشعب لاجندة حزب لا يؤمن بوجود الاخر, والاخر هنا ليس العربي فقط, بل الاسرئيليون من اتباع اليسار..
هنا.. لا نتوقع من زعيم حزب كهذا ان ياخذ الفلسطيني بالاحضان ويؤمن بمبدأ التعايش السلمي, نحن نتوقع اكثر من هذا..
ساقترح عليك يا صديقي (ليبرمان) اقتراحاَ ما..
لماذا لا تذهب وتحتل (مقاطعة رام الله) وتعتقل (ابو مازن) وكل قيادات السلطة الفلسطينية، وتحاكمهم بتهمة الارهاب, وتقصف مبان المقاطعة وتدمرها..
فما الفرق بين ان تكون المدرعة الاسرائيلي على حاجز قلنديا او على ابواب البيرة وبين ان تكون في قلب (المقاطعة).. الاحتلال هو الاحتلال في نظرنا, وفي نظرك (اليست رام الله جزء من ارض صهيون) كما حال بيتك في مستوطنة (نوكديم)..
تبقى فكرة الحديث..
ليبرمان.. احذر وتذكر ماذا اصاب صديقك (زئيفي)..
دخلوا عليه في قلب القدس الغربية, وقالوا له: عش سعيدا في جهنم..