أفيخاي أدرعي,, بالأمس عبرت عبر "الفيس بوك" عن احترام "إسرائيل" لشهر رمضان وقداسته وأننا نحن العرب أسأنا لشهر رمضان الفضيل وذلك من خلال بث الكراهية والحقد فيه مستشهداً بصورة لمسلسل "ناجي عطا الله" كمثال, يحرض على دولتكم ويستهزئ بجيشكم واصفاً المسلسل بأنه "أحلام المثقفين و ستبقى أوهاماً وأن أحلامكم ستحققونها على أرض الواقع من أجل السلام "
بالنسبة لسلامكم ,فأنتم فعلا حققتم من أحلامكم على أرض الواقع في شهر رمضان من خلال مسلسلكم الأكشن الذي تعدونه لنا و تقدموه كل رمضان ,, سأذكر لك بعض حلقات مسلسلكم في هذا الشهر حسب تقارير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان :
1-استهداف دراجة نارية أدى إلى قتل واصابة مواطنين
2- إصابة سبعة مواطنينِ فلسطينيين، من بينهم طفل وفتاة جراء إطلاق النار عليهم خمسة منهم أصيبوا أمام سجن عوفر، جنوب غربي رام الله، واثنان في مسيرة كفر قدوم، شمال شرقي قلقيلية بالضفة الغربية
3- اعتقال 7 مواطنين فلسطينيين في 7عمليات توغل على الأقل في معظم مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية.
4- منع أهل قطاع غزة الفلسطينيين من حرية العبادة وذلك من خلال منعهم الوصول الى القدس.
5- تواصل استهداف صيادي الأسماك الفلسطينيين في بحر غزة ودب الرعب فيهم.
6- إجراءات تهويد مدينة القدس الشرقية المحتلة ,منها تقرر بناء 12 برجاً عسكرياً.
7- إقامة عشرات الحواجز الطيارة في الضفة، الغربية واعتقال المواطنين الفلسطينيين من عندها.
8- تواصل الحصار على قطاع غزة.
9- استمرار استخدام القوة المفرطة ضد مسيرات الاحتجاج السلمي الفلسطيني في الضفة الغربية
10- إطلاق القذائف المدفعية على قطاع غزة واستمرار التوغل فيها.
11- تأمين المستوطنين الإسرائيليين اعتداءاتهم على الفلسطينيين من حرق أشجار وإطلاق نار ونصب كمائن
12- استمرار الحفريات تحت المسجد الأقصى وسلب الأراضي وهدم البيوت وبناء المستوطنات .
أما بالنسبة احترامكم لقداسة الأديان, أذكرك بأنكم أول من انتهك دينكم, فمن الوصايا العشر التي تنظم علاقة الرب والإنسان
في التوراة , تقول : " تذكر يوم السبت وإجعله مقدساً ", وفعلا تذكرتموه بقتل أطفالنا وشيوخنا ونسائنا, في يوم سبت تحرم فيه اليهودية العمل تفرغاً لعبادة الله ,, فما بالك انتهاككم لديننا الإسلام,, كيف سيكون؟!!
ليس فقط الأديان ما انتهكتموها بل انتهكتم جميع القوانين والاتفاقيات الدولية ومنها اتفاقيات جنيف الأربعة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
فمن الأحكام العامة التي تنطبق على أراضى أطراف النزاع والأراضي المحتلة ,المــادة (27) من اتفاقية جنيف الرابعة عام 1949م تقول :
"للأشخاص المحميين في جميع الأحوال حق الاحترام لأشخاصهم وشرفهم وحقوقهم العائلية وعقائدهم الدينية وعاداتهم وتقاليدهم. ويجب معاملتهم في جميع الأوقات معاملة إنسانية، وحمايتهم بشكل خاص ضد جميع أعمال العنف أو التهديد، وضد السباب وفضول الجماهير."
بالإضافة إلى المادة (18) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي نصت على"الحرية الدينية أو حرية المعتقد أو حرية التعبد هو مبدأ يدعم حرية فرد أو مجموعة في الحياة الخاصة أو العامة في إظهار دينهم أو معتقداتهم أو شعائرهم الدينية سواء بالتعليم أو الممارسة أو الاحتفال".
من هذه المواد نرى أن "إسرائيل" لا تطبق جزء منها , فهي تمنع المصليين الفلسطينيين الذهاب لأداء صلاتهم في المسجد الأقصى حيث أن المحكمة الإسرائيلية العليا أقرت بتاريخ 7 أغسطس 2012 سياسة تتبناها إسرائيل، وتمنع بموجبها السكان من قطاع غزة من الوصول إلى الأماكن المقدسة بالضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس، خلال المناسبات الدينية. سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين والقرار ليس وليد اليوم بل وليد سنوات عدة , كما وتقوم بانتهاك المسجد الأقصى باقتحامه وتنظيم المسيرات الداعية لهدمه والقيام بالحفريات من تحته والهدم من حوله فأين احترام الأديان يا "حــج أفيخاي"؟!! ,
أما الشق الثاني من المادة (27) سأعطي عليه مثال بسيط من مئات الأمثلة التي تحدث ,فما حدث يوم 16/08/2012 من رمي زجاجة حارقة من المستوطنين على فلسطينيين جنوب بيت لحم أدى إلى حرق ستة مدنيين منهم أطفال , دليل على حماية دولة الاحتلال للمدنيين الفلسطينيين من أي تهديد !!!
مجنون يحكي وعاقل يسمع يا حج أفيخاااااااااااي.
أما بالنسبة لمــادة(55) من اتفاقية جنيف الرابعة تقول :
"من واجب دولة الاحتلال أن تعمل، بأقصى ما تسمح به وسائلها، على تزويد السكان بالمؤن الغذائية والإمدادات الطبية، ومن واجبها على الأخص أن تستورد ما يلزم من الأغذية والمهمات الطبية وغيرها إذا كانت موارد الأراضي المحتلة غير كافية".
ففي هذه المادة حدث ولا حرج , فما تم تزويده من "إسرائيل" لقطاع غزة من عام 2006 إلى يومنا هذا من شهر رمضان, حصاراً اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا جعلنا الفلسطينيين لا نستطيع الكلام من شدة الخجل فيما تقدمه "إسرائيل" من واجبات عليها.!!
ومن الأحكام التي تنطبق على الأراضي المحتلة ,المــادة (53) من اتفاقية جنيف الرابعة ونصت:
"يحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات، أو بالدولة أو السلطات العامة، أو المنظمات الاجتماعية أو التعاونية، إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتماً هذا التدمير."
ففي هذه المادة أنا لن أتحدث عما تصنعه "إسرائيل" من انتهاكات في هذه المادة , بل سأستدل بشاهد من أهلكم يتحدث عن هذه الانتهاكات ,يمكنك متابعة موقع "بتسيلم" الإسرائيلي لقراءة الانتهاكات التي تحدث في الأراضي الفلسطينية عبر هذا الرابط الإلكتروني http://www.btselem.org/arabic/ota
سيد أفيخاي أدرعي تأكد أن مسلسلنا ما هو إلا رد فعل لمسلسلاتكم, فأنا حقاً وأنا أكتب هذا المقال تعبت من عد محاسنكم في شهر رمضان الفضيل الذي يبدو كمسلسل مكسيكي لا تنتهي حلقاته , فمتى الحلقة الأخيرة ؟!!
سيد أفيخاي رسالتك وصلت جيداً, وأعرف أنك مستاء وغاضب من مسلسل "ناجي عطا الله" الذي يسخر من "إسرائيل" , لكنك لن تهتم كثيراً لأنك قلت : " أحلام هؤلاء المثقفين ستبقى أوهاماً بينما نحن سنحقق أحلامنا على أرض الواقع " وهذا ما حدث.
ولو سألتني هل أنا أفضل هذا المسلسل أم لا,,, سأقول لك إني أفضل مسلسل "الفاروق" عمر بن الخطاب .
