المرمطـونأقنعتني جدتي بأن زوجها المرحوم كان أكثر الرجال كمالا واكتمالا ، لأنه كان (يمشي الحيط الحيط ، ويقول يا رب السترة) وبأنه لم يكن في يوم من الأيام تلك الكف التي تناطح المخرز، بل أنه كان تلك الكف التي تعين المخرز على الولوج في الكف، وان والدي لم يكن مثل ابي في الحرص والحذر والإبتعاد عن الأخطاء عن طريق عدم ممارسة او تجربة او التفكير بأي شئ جديد.... وأن علي أن احذو حذو جدي وليس والدي المتمرد، حسب رأيها.
أقنعني أبي بأن صوتي عورة ، وأني، ومن باب درء الخطايا ، ينبغي على ألا أغني ، وأن أكون ضمن الكورس والكومبارس والمرددين، حتى يضيع صوتي بين الأصوات، وأجبرني على الإقتناع بأن هذا الصوت العورة ينبغي أن اضعه بكل فخر في صندوق ابن العشيرة الإنتخابي، حتى لا يسمعه ولا يراه الآخرون، ولا حتى في أحلامهم.
أقنعني عمي بأن تشكيل اللجان واللجان المنبثقة عن اللجان هو الطريق الوحيد لحل المشاكل وطرح القضايا، وأن أي لجنة تتقاعس عن عملها او تفشل ، علينا أن نشكل لجنة للتحقيق في الأسباب ، ولجنة للإصلاح ولجنة للتدقيق ،ولجنة مشرفة على اللجان المنبثقة عن اللجان التي انبثقت عن عن عن ..... في الواقع لم يكن عمي تماما، لكنه كان زوح امي الذي اقنعني ان انادية يا عمي!!
أقنعتني أمي
وأقنعتي خالتي
وعمتي
وبنت الجيران
وحبيبتي
وزوجتي
وأنا أقنعت نفسي
لكن تبين لى ، وبعد أن اشتعل القلب شيبا، وتحول الرأس الى بطيخة منخورة ,,,تبين لي أننا لا يمكن على الأطلاق بأن نحل المشاكل بذات الطرق والأساليب التي أدت الى حصول تلك المشاكل!!