أخبار البلد -
اعتبر كثيرون ان مناورات «الاسد المتأهب» التي جرت في الاردن بمشاركة خمس عشرة دولة بمثابة «بروفة» لتدخل دولي ضد نظام الاسد وان الاردن سيكون شريكاً في اي هجوم عسكري ضد النظام.
الاردن لن يكون شريكاً في اي جهد عسكري ضد نظام الاسد،على خلفية الثورة السورية،لسبب بسيط،يتعلق بوجود قرار دولي لايريد اسقاط الاسد،حالياً،عبر الحرب،وهناك قرار بترك سورية لتنتحر داخلياً وعلى حسابها،بدلا من نشوب حرب مكلفة ضدها. كل ردود الفعل،لاتتجاوز اصدار البيانات،والنموذج الليبي لتدخل النيتو،لايبدو وارداً،وفي المحصلة فإن الاردن ليس معنياً بالتدخل في الملف السوري،حتى لايتورط في دم السوريين،ولايدخل طرفاً في هذه المذبحة.
شبكة «سي ان ان» قالت قبل يومين ان واشنطن انجزت خططاً،عن كيفية قيام قواتها بمجموعة من العمليات العسكرية،ضد سورية،والسفارة الامريكية في عمان وضّحت عبر بيان صحفي انها تساعد الاردن بمساعدات عسكرية من ضمنها «التخطيط للطوارئ». اضافت السفارة:واشنطن تزود الاردن بمعدات عسكرية،وتقوم بتدريبات تحسباً لتأثير «العنف في سورية» على دول الجوار. المفهوم من بيان السفارة ان هذا الدعم يأتي لاعتبارات دفاعية وليس هجومية،وان هناك مخاوف من توسع العنف في جنوب سورية،بحيث قد يمتد الى امن المملكة،والكلام هنا يؤكد مجدداً ان القصة قصة احتياط دفاعي،وليس شراكة في فعل هجومي.
المنطق يقول لك ان الاردن غير قادرعلى شن هجوم على سورية،ولا في الشراكة في اي هجوم،لان هذا السلوك سُيهدد البلد،وسيضعنا في مرمى نيران السوريين،خصوصاً،ان لاضمانة بنجاح التدخل العسكري سريعاً.
اذا كانت هناك سيناريوهات خطيرة،تتجاوزالتدخل ضد نظام الاسد،فقد يكون السيناريو الايراني،أي توجية ضربة لايران بشكل مفاجئ،بما يترك تداعيات على كل المنطقة،بما في ذلك الاردن الذي سيواجه لحظتها خطر تصديرالسوريين للحرب الدموية اليه ضمن رد فعل ايران وحلفائها،وهذا يفسر الخوف من «عنف سورية» كذراع لايران،الذي قد يمتد الى الاردن.
توجيه ضربة لايران،هو مايجب ان تتنبه اليه التحليلات،لان الضربة ستمتد تداعياتها الى لبنان والخليج وسورية والاردن،ومن هنا يمكن توقع وقراءة تأثيرات ذلك على امن الاردن واستقراره فقط،والاردن لن يكون بمنأى عن تأثيرات الضربة ابداً. نظام الاسد مازال يحظى بدور وظيفي اقله منحه فرصة لانهاء الثورة،ومنحه مهلة للتوبة والقفز من حضن الايرانيين،وهو الذي لم يفعله حتى اليوم.
البديل بات اغراقه في حرب داخلية،بحيث يصبح ُمقعداً ولايكون لديه قدرة على التخفيف عن الحلفاء في ايران حال توجيه الضربة.
سألت السفير الامريكي في عمان «ستيورات جونز» قبل ستة شهور،عما يتوقعه لنظام الاسد،فقال انه يتوقع ان يسقط قريباً،فقلت له ان الاسد لن يسقط سريعاً وبحاجة الى فترة طويلة حتى يسقط،فكان رده انني متفائل،وان شهورالشتاء لن تمر قبل ان يسقط!. من باب العلاقة من ايران راهن السفير يومها ان طهران ستتخلى عن نظام الاسد،في اي لحظة،وهو الامر الذي لم يحدث ايضا!.
تبين ان السفيرهوالمتفائل.مرالشتاء ونحن في حزيران والنظام مازال باقياً،لان التكتيك ضده اختلف من اسقاطه اومنحه فرصة للقفزمن معسكره الاقليمي،الى اضعافه تدريجياً وتدمير سورية من الداخل،وشطبه كحليف قادرعلى مساعدة ايران،في حال ضربها. هناك ضربة لايران هذا العام،واذا كان هناك خطرعلى الاردن،فهو من تداعيات هذه الضربة على كل المنطقة،وليس من الملف السوري وحيداً وحصرياً،وهذا يعني ان الاحتياطات الجارية تعلق بتداعيات الضربة على الاردن،من البوابة الاقليمية والسورية.
كل الكلام عن جهد عسكري ضد الاسد،يعني تمويهاً لما يعد لايران،ومن هنا يمكن تحليل اي استعدادات عسكرية،تمهيدا لضربة ايران التي ستتم حال التأكد من غرق نظام الاسد،في بحيرة الدم،بحيث يتم الاستفراد بالرأس الايراني.
كلمة السر المخفية في بيان السفارة الامريكية في عمان هي:ايران،وليس ثورة السوريين ولا مذابح النظام.