أخبار البلد -
اخبار البلد_ماهر ابوطير _ ستشهد العلاقة مع جماعة
الاخوان المسلمين تغيراً جذرياً،خلال الفترة المقبلة،وهدوء الحركة
الاسلامية الجزئي،مجاملة للرئيس السابق عون الخصاونة،انتهى وبدأت اولى
مؤشرات نهايته،البارحة في وسط البلد.
حركة الاخوان المسلمين كانت
على علاقة طيبة بالرئيس المستقيل،وقد وعدها مراراً بتقديم قانون انتخاب
جيد،ورد جمعية المركز الاسلامي الى عصمتهم،وحل عقدة العلاقة مع
حماس،بالاضافة الى قضايا اخرى.
ماحدث على الارض،هو تقديم قانون
انتخاب بمعزل عن رغبات الاسلاميين،ولم يتم رد جمعية المركز الاسلامي،فيما
ملف حماس كان من عهدة القصر الملكي والمؤسسة الامنية.
برغم عدم قدرة
الحكومة المستقيلة على الوفاء للاسلاميين بكل التعهدات،الا ان الحركة
قدّرت للرئيس المستقيل نواياه وتعهداته وصدقه ازاء الحركة،وبقيت حراكات
الاسلاميين في البلد هادئة،جزئياً،بحيث لم ُيصّعد الاسلاميون كثيراً،ولم
يتركوا الشارع ايضاً.
استقالة الرئيس بهذه الطريقة ازال الحرج لدى
الحركة الاسلامية،وهو الحرج الذي منعها من التصعيد مجاملة للرئيس
السابق،وبما ان الرئيس استقال فقد زالت مبررات التهدئة لدى الاسلاميين.
فوق
ذلك تم تكليف الدكتور فايز الطراونة،وهو ينتمي الى مدرسة حزبية وطنية
وسطية،وله موقف معروف من الاسلاميين،لايقوم على محاربتهم،بقدر ترسيم مكانهم
وفقاً لمساحتهم الاساس،دون مجاملات،والاسلاميون يعرفون هذا السر.
الارجح
ألا تميل الحكومة الجديدة الى مراضاة الاسلاميين،او التوقف عند اعتباراتهم
كثيراً،بل لربما تكون احدى مهمات الحكومة اعادة انتاج المشهد الداخلي دون
التعثر بقصة مايريده الاسلاميون ومالايريدونه.
سنرى كيف سيتعامل
الاسلاميون مع الحكومة الجديدة،خصوصا،ان رئيس الحكومة الجديدة امامه مهمات
شاقة من اقرار قانون الانتخاب،الى اتخاذ قرارات اقتصادية صعبة جداً.
بهذا
المعنى عدنا الى المربع الاول في العلاقة مع الحركة الاسلامية،التي عاشت
شهوراً من العسل مع الحكومة السابقة،حتى لو لم تحصل فيها على كل ماتريد
لكنها في الحد الادنى،استردت كراسيها في مستطيل الحوار مع الحكومة.
ربما
نكون امام مواجهة بين الاسلاميين والحكومة الجديدة،عنوانها رغبة المؤسسة
العامة بتحجيم الاسلاميين،وانهاء التشابك معهم،فيما الخاصرة الضعيفة في هذا
التوجه،يرتبط بماتقوله المحافظات في مسيراتها وحراكاتها،وبما يصب باتجاه
التصعيد الاجمالي.