أضحكني بعض المعلقين وهم يطالبون بمناقشة أبعاد استقالة الخصاونه ودلالاتها بعمق، إذ لو ركزوا قليلاً في الدبكة الإعلامية للاحظوا كم هو العمق الذي يمكن أن نغوص إليه!
من الواضح أن الأردن في لحظات معينة تختفي فيه التفاصيل كافة، ويبقى وجه واحد لديه: الفزعة والسحجة! هل دولة تحترم نفسها يحدث فيها ما يحدث لدينا، من أراد أن ينظر إلى مدى وجود إرادة للإصلاح يتأمل فقط بردود الفعل على استقالة الخصاونه، إذ تحول رئيس الوزراء بين ليلة وضحاها إلى عدو الله والوطن والتاريخ! وقيل فيه من الذم في 24 ساعة أطناناً من الكلام.
كل ذلك تعودنا عليه، أما أن يخرج وزير خارجيته -المنتهية ولايته- ليهاجمه على الجزيرة وينتقده بقسوة، فهذا لا يحدث إلا بعد الانقلابات!
في القلب كثير من الوجع، أعتقد أن الخصاونه ليس بطلاً، واختلف معه في كثير من الأمور، وأرى أن الاستقالة كان يمكن قراءتها بصورة أفضل رسمياً بدون هذا التشنج والانفعال والردح.
استقال؛ حقه؛ هنالك من يكمل! أما الحفلات التي شاهدناها فتعكس تماماً العقلية المأزومة التي تدير الأمور، في تقديري كلما زادت الحفلات اكتسب الرجل شعبية على ظهرهم.
وربما الشيء الوحيد الذي نجح به هو أنه خرج من المشهد كما أراد وبالوقت الذي أراد واختطف الصورة الإعلامية بذكاء!