اخبار البلد- كتبت هبة جوهر - التقطت عدسة محمد أبو غوش هذه الصورة في احدى جمعات غضب وسط البلد، أبو غوش الذي صعد الى سطح احد البنايات على امتداد شارع المسجد الحسيني المؤدي الى ساحة النخيل ليصور مشهد الغضب ورجال الأمن والمناوئين للاعتصام، ليصيغ مشهدا متكاملا من أعلى بصورة!!
المشهد كان أكثر اكتمالا مما صعد له واقل صخبا مما تطلبه الصحف لتنشره مع خبر، الصورة عكست عنصرا تجاهلناه منذ عام وشهرين، الاعلام بكاميراته ومالكيه وآمريه ومتمرديه منهمك بتصوير الناشطين والصفوف الأولى للحركات الاحتجاجية لا سيما ان تشابكت أسماء حفظناها عن ظهر ملل، وبكتابة تقارير وتغطيات اعلامية عن أولئك المناوئين للاعتصامات رامي الحجارة وراقصي الخناجر ومحترفي الشتائم، الاعلام منشغل بصعود الحركات الشعبية على التقليدية وبموجات الغزل والغضب بين الاسلاميين والحكومات.
مشاركة المرأة في الاحتجاجات وصوتها الذي أصبح ثورة ودلالات تغير ذلك اجتماعيا ونفسيا كان له حظا وافرا في اعلامنا… عام وشهرين والاعلام والاصلاحيين والمناوئين يبتكرون التسميات والتحليلات بين ما يسمى بحراك عمان وحراك المحافظات… مؤسسات المجتمع المدني منشغلة بحقوق الانسان وترسيخ معاني الديمقراطية والحرية، وهناك من يصرخون وبخونون ويضربون وهم يناقشون ان كان ما نعيشه ربيع عربي أم شتاء قارص.
لم نلتفت الى ذلك الرجل الذي رأى المشهد من أعلى سمع الهتافات التي تنادي باسقاط حكومة وتعديل دستوري وصياغة قانون يفعل دور الأحزاب وفضل النوم،، ذلك الرجل الذي لم تأبه له الكاميرات ومر من فوقه عشرات الصحفيين ليصورا المشهد ويحصروا أعداد المتظاهرين لم يهتم بوجودهم أصلا حتى أن فلاشات الكاميرا لم تزعج نومه ولم تقض مضجعه.
ذلك الرجل لا يهمه جدل المحاصصة ولا القائمة النسبية ولا الصوت الواحد, ولا يهتم ان جاء الخصاونة وذهب البخيت وهمومه ليس من ضمنها الحكومات البرلمانية ومعركته ليست مع من شارك في لجنة الحوار الوطني, ذلك الرجل يستمد امنه من عبائته التي تشعره بالدفء رغم الاجواء الصاخبة والعصي والمناقل وهتاف "سلمية، سلمية”، ذلك الرجل نظر الى المشهد من أعلى وفضل النوم عله استيقظ ذات عدالة على وطن!!!
10