أوقفت أكبر مصفاة نفط في سوريا عملياتها بعد توقفها عن استقبال الخام من إيران الذي كان يشكل في السابق الغالبية العظمى من مدخلات البلاد.
وقال إبراهيم مسلم مدير مصفاة بانياس النفطية التي تعالج ما بين 90 ألفا و100 ألف برميل من الخام يوميا، إنها أنتجت آخر دفعة من البنزين يوم الجمعة الذي جاء بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد المدعوم من إيران.
وأضاف «نحن نقوم فقط بأعمال الصيانة التي تستغرق فترة قصيرة من الوقت حتى نكون مستعدين عندما يتوفر النفط الخام».
الوضع مستقر
وأفاد مسلم بأن أعضاء القيادة السورية الجديدة أبلغوه أنهم يتوقعون رفع العقوبات عن البلاد، مما يسمح لسوريا باستيراد النفط من مصادر غير إيرانية وتمكين المصفاة أيضا من شراء قطع غيار لمعداتها.
وقال إنهم «قالوا إن شاء الله سيتم رفع العقوبات وستتمكنون من شراء قطع الغيار»، وأضاف أن «هناك كمية مناسبة من الوقود في المخزون» و«الوضع مستقر».
ويشكل نقص النفط أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الحكومة السورية المؤقتة في محاولتها الحفاظ على الخدمات الأساسية والبدء في إنعاش الاقتصاد الذي مزقته الحرب.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم السبت الماضي، إن نقص الوقود هو أحد «الاحتياجات الفورية التي أعتقد أنه يتعين معالجتها… حتى يمكن تشغيل الأضواء، وحتى يمكن فتح المتاجر، وحتى يتمكن الناس من التنقل».
و دعمت إيران بشار الأسد لسنوات، حيث قدمت خط ائتمان للدولة السورية لشراء النفط الإيراني وتجاوز العقوبات الأميركية على الحكومة السورية.
لكن بعد الإطاحة بالأسد، يتعين على القيادة الجديدة تأمين صفقات جديدة لتزويد الدولة المحاصرة بالفعل بالنفط والغاز الحيويين، وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
وقال مسلم إن سوريا استوردت في السنوات الأخيرة تحت حكم الأسد 90 في المائة من نفطها الخام من إيران، في حين كانت النسبة المتبقية (10 في المائة) تأتي من حقول النفط في سوريا.
وأضاف مسلم أن الحكومة الجديدة تدرس استيراد النفط الخام ومشتقاته، وأن محطات البنزين تلقت تعليمات في البداية باستغلال احتياطياتها لضمان عدم توقف تدفق الوقود خلال فترة الانتقال، لكن هذه الاحتياطيات تم تجديدها بالفعل.
أزمة في الكهرباء
وتعاني سوريا من نقص حاد في الكهرباء، ويرجع هذا في الأساس إلى نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات الطاقة، وكان الاستثناء الوحيد هو إدلب، معقل هيئة تحرير الشام، التي تتلقى الكهرباء من تركيا.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال مسؤول في الحكومة المؤقتة لصحيفة «فاينانشيال تايمز» إن خطوط الكهرباء من تركيا يجري مدها بالفعل إلى مدينة حلب.
وأوضح مسلم أن مصفاة بانياس تعمل على زيادة مخزونها من المنتجات النفطية منذ عام 2020 تحسبا لمشروع صيانة يتطلب توقف العمليات لمدة شهرين.
ووصف المشاكل التي تعاني منها المصفاة منذ فترة طويلة والتي تحتاج إلى معالجة، مثل المدخنة المتهالكة والأضرار الناجمة عن زلزال في عام 2022.
وتعمل المصفاة على تسريع مشاريع الصيانة الأصغر حجمًا في انتظار شحنة جديدة من النفط الخام. وقال: «لكن الآلات لا يمكن أن تتوقف لفترة طويلة، مما قد يتسبب في تآكلها».
وأفاد بأن المصفاة اضطرت في الفترة بين عامي 2017 و2020 إلى إيقاف عملياتها في بعض الأحيان لمدة تصل إلى شهرين في غياب شحنات النفط.