سلط المحلل العسكري الإسرائيلي آفي أشكنازي الضوء على المشاكل التي تتخبط فيها تل أبيب بسبب الحرب في غزة ولبنان، مشيرا إلى أن الأيام القادمة ستكون مصيرية وقد تغرق في الوحل على جبهتين.
وأوضح المحلل العسكري في مقال: "تتماشى أقوال وزير الدفاع يوآف غالانت مع الواقع الأمني في جبهتي القتال: غزة ولبنان. حتى الآن، التزم الجيش خطة القتال، والتقديرات أنه سيستكمل المهمة خلال أسابيع، ونجح الجيش في نزع قدرات حزب الله الهجومية واللوجيستية والقيادية، وليس فقط قدراته على خط التماس".
وأضاف: "أما في غزة، فالجيش يعمل هجوميا في جباليا، ومن المفترض أيضا أن ينهي الخطوة هناك خلال أيام، أو أسابيع. محور نتساريم، الذي تسيطر عليه الآن 3 كتائب، تحت مسؤولية اللواء 252، يروي قصة التخوف من الغرق في الوحل الغزي".
وأشار إلى أنه "بشكل يومي تقريبا، يحاول مقاتلو حماس ضرب القوات في المحور، وإلحاق الضرر بها، إذ تحاول خلايا صغيرة زرع عبوات، أو قنص القوات، حتى إنها تحاول إطلاق صواريخ مضادة للدروع في اتجاه الدبابات ومواقع الجيش".
وأوضح أن "الجيش يعمل بطريقة الدفاع الهجومي، ويحاول توسيع المنطقة العازلة من أجل إبعاد الاشتباك عن منطقة المحور، وعلى إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستتخذ قرار إغلاق جبهات القتال، أم ستذهب نحو حرب استنزاف".
وقدم المحلل في مقاله تحذيرا، موضحا أنه " يجب على المستوى السياسي أن يأخذ بعين الاعتبار عدة معطيات:
1- حالة جنود الاحتياط. الآن، هناك عشرات الآلاف من جنود الاحتياط وعائلاتهم غارقون في العبء. يبقى بعض هؤلاء الجنود 250 يوما في الخدمة وأكثر. ويزداد عدد الوحدات التي تواجه صعوبة في ملء الصفوف، وهو ما يمكن ملاحظته من الإعلانات بشأن طلب جنود للاحتياط في شبكات التواصل الاجتماعي.
2- هناك إسقاطات اقتصادية على السوق بسبب استمرار الحرب، وأشك فيما إذا كانت ميزانية الدولة التي سيتم تقديمها هذا الأسبوع ستلائم حالة الحرب المستمرة من دون أفق في النهاية.
3- المشكلة الحقيقية أمام إسرائيل في الجبهة العالمية هي إيران، ولمعالجة هذه المشكلة، سيكون على إسرائيل أن تجند ائتلافا دوليا واسعا. سيكون من الصعب عليها تشكيل تحالف كهذا في ظل حالة القتال على الجبهتين.
وبعد هذا كله، هناك الموضوع المهم، وهو إعادة الرهائن الـ101. فكل يوم يمر، يضع حياتهم في خطر، ويبعد احتمال إعادتهم، أكثر فأكثر".
ولفت إلى أن "الأيام القريبة دراماتيكية، حيث سيحاول الرئيس جو بايدن التوصل إلى اتفاق أولي قبل الانتخابات الرئاسية. وبالإضافة إلى الضغوط التي تم تفعيلها اليوم، فإن الضغط سيزداد مع وصول المبعوثين الأمريكيين إلى المنطقة".
وتساءل المحلل: "السؤال الآن هو عما إذا كنا سنتوصل إلى اتفاق منسق لوقف إطلاق النار في الجبهتين وإعادة المخطوفين؟ أم اتفاق وقف إطلاق نار في لبنان؟ أم اتفاق أولي على أساس المقترح المصري في غزة؟".
واختتم قائلا: "يمكن أيضا، ببساطة، أن نغرق في وحل الشتاء القريب في غزة ولبنان".