بعد مرور عام على العدوان الإسرائيلي الممنهج على قطاع غزة واتساعه أخيراً إلى لبنان، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على الطواقم الطبية الفلسطينية واللبنانية، متعمّدة استهدافها بصورة مباشرة، لعدم السماح لها القيام بواجباتها الإنسانية تجاه المصابين والشهداء، ومنعهم من الوصول إليهم، إضافةً إلى استهداف المستشفيات عبر سيناريو واحد نفذته في غزة، وتعيد تنفيذه في لبنان بالأسلوب نفسه وتحت مزاعم واهية.
وفي هذا الإطار، طالب الدفاع المدني في غزة، اليوم الخميس، بالسماح لطواقمه بالوصول إلى مركباته التي يحتجزها "جيش" الاحتلال في شمال قطاع غزة.
وقال الدفاع المدني في بيان: "تلقينا منذ أمس الأربعاء مئات المناشدات عبر منصاتنا الإعلامية ومواقع التواصل من العائلات التي رفضت النزوح من منازلها في بلدة بيت لاهيا، ومخيم وبلدة جباليا، تطالبنا بالاستجابة لنداءاتها لوجود مصابين وشهداء في بعض المنازل والطرقات".
وأوضح البيان: "هناك جزء من طواقمنا لا يزال موجوداً في محافظة الشمال، رغم إجبار جيش الاحتلال بعضهم أمس على ترك مركبات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف، وطالبهم بالإخلاء من منطقة مشروع بيت لاهيا والتوجّه نحو المناطق الجنوبية، وسمح لبعضهم بالمرور عبر حواجزه بينما اعتقل 4 منهم".
وطالب بيان الدفاع المدني في غزة دول العالم الحر والمنظمات الإنسانية الدولية، ومكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالعمل على "الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للسماح لطواقمنا الموجودة في الشمال بالوصول إلى ما تبقى من سيارات دفاع مدني وإعادتها إلى العمل لاستئناف تقديم الخدمات الإنسانية للمواطنين".
يأتي ذلك فيما تواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة لليوم الـ384، براً وبحراً وجواً، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أسفر عن ارتقاء 42,792 شهيداً، وإصابة 100,412 آخرين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
وفي السياق نفسه، أصدرت المديرية العامة للدفاع المدني - الهيئة الصحية الإسلامية في لبنان بياناً عن إعلامها المركزي اليوم، تحدثت فيه عن انتهاكات الاحتلال بحق الطواقم الطبية العاملة في المناطق التي تستهدفها قوات الاحتلال بالغارات في مناطق متفرقة في لبنان.
وجاء في البيان أنه "في مخالفة لكل القرارات الدولية، يعمد العدو الإسرائيلي ومنذ بداية العدوان الأخير على لبنان، إلى استهداف أطقم ومراكز الدفاع المدني - الهيئة بشكل مباشر"، ملقياً الضوء في هذا السياق على "التحريض المباشر أو عبر أبواق الفتنة المحلية، ونشر الأكاذيب والسرديات التي تبرر تلك الاستهدافات".
وذكر البيان أنّ "آخر مزاعم العدو اتهام سيارات الإسعاف التابعة للدفاع المدني - الهيئة الصحية الإسلامية بنقل العتاد والعديد العسكري"، معتبراً أنّ هذا الادعاء الكاذب والمحرّض "يبرر وفق زعمه جعلها عرضة للاستهداف".
وأكّد البيان أنّ "العدو الإسرائيلي ينشر تلك الأكاذيب والأضاليل التي لا تمت إلى الواقع بصلة ليبرر استهدافه للقطاعات الصحية والإسعافية التي تشكل حلقة الأمان والاستقرار لشعبنا الصامد والمضحي".
وفي هذا السياق، طالب بيان الدفاع المدني وزارة الصحة اللبنانية العامة، والهيئات المحلية والمجتمع الدولي ومنظماته العالمية "اتخاذ التّدابير اللّازمة لحماية وإبعاد القطاع الصحي عن دائرة الاستهداف والاعتداء"، إضافةً إلى "تطبيق القانون الدّولي وفقاً لاتفاقيّة جنيف الرّابعة والبروتوكولات المضافة والملحقة فيها".
كما أوضح البيان أنّ الهيئة الصحية الإسلامية بمراكزها وإمكاناتها "تعمل لخدمة الناس"، مؤكّدةً أنه "لا علاقة لها بالأعمال العسكرية الحربية"، وأنها "جمعية حائزة على علم وخبر من وزارة الداخلية في لبنان (تحت رقم 299/أد)، وحائزة على مرسوم منفعة عامة في مجلس الوزراء (بموجب مرسوم رقم 7114) ومراكزها تعمل بمعرفة وزارة الصحة العامة ومتابعتها وإشرافها".