أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ التكتيكات التي تنتهجها حماس في شمالي قطاع غزة "تجعل هزيمتها أمراً صعباً"، مشيرةً إلى أنّ كتائب القسّام، الجناح العسكري للحركة، لا تزال تمتلك ما يكفي من القدرات لتوريط "جيش" الاحتلال في حرب "غير قابلة للربح".
ولدى الحديث عن هذه التكتيكات، نقلت الصحيفة عن محللين عسكريين وجنود إسرائيليين قولهم إنّ "نهج حماس صغير النطاق، القائم على الكر والفر، سمح لها بمواصلة إلحاق الأذى بإسرائيل، وتجنّب الهزيمة".
وأضاف هؤلاء أنّ مقامي حماس يتوارون عن الأنظار، في المباني المدمّرة وشبكة الأنفاق الضخمة تحت للأرض، "التي لا يزال الكثير منها سليماً، على الرغم من الجهود الإسرائيلية لتدميرها"، وفقاً لإقرارهم.
بعد ذلك، يظهر المقاومون لفترة وجيزة، في وحدات صغيرة لتفخيخ المباني، ووضع القنابل على جوانب الطرقات، وإلصاق الألغام بالمركبات المدرّعة الإسرائيلية، أو إطلاق قذائف صاروخية على القوات الإسرائيلية قبل العودة إلى تحت الأرض، بحسب ما تابعوا.
حصارٌ وإحراق مستشفى.. الاحتلال يواصل لليوم الـ17 تصعيد عدوان ممنهج في شمال غزة
"نيويورك تايمز" علّقت أيضاً على مقتل قائد اللواء "401" في "الجيش" الإسرائيلي، العقيد إحسان دقسة، بنيران المقاومة في جباليا المحاصرة، الأحد، بعد انفجار عبوة ناسفة في آلية إسرائيلية، ليكون الضابط الأرفع رتبةً الذي يُقتل بنيران المقاومة منذ بداية المعارك البرية في قطاع غزة، والقتيل السادس برتبة عقيد.
وأقرّت الصحيفة بأنّ قيام حماس بقتل كولونيل إسرائيلي في شمالي قطاع غزة، أكد أنّ كتائب القسّام، و"على الرغم من عدم قدرتها على العمل كجيش تقليدي، لا تزال قوة حرب عصابات فعالةً، تمتلك ما يكفي من المقاتلين والذخائر لتوريط الجيش الإسرائيلي في حرب بطيئة وطاحنة وغير قابلة للربح".
وأضافت أنّ الهجوم الذي نفّذته المقاومة وقُتل فيه العقيد دقسة كان مفاجئاً، وهو "يوضح كيف صمدت حماس لمدة عام تقريباً، منذ غزو إسرائيل لغزة في أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2023"، مشيرةً إلى أنّ الحركة "من المرجح" أن تتمكن من الصمود، حتى بعد استشهاد يحيى السنوار، ليُضاف هذا إلى تأكيدات إسرائيلية وغربية بأنّ هذا الاستشهاد سيزيد في زخم المقاومة، ويكرّس أسطورة السنوار كمقاتل حتى النفس الأخير.
أما فيما يتعلق بتفاصيل مقتل العقيد دقسة، فذكرت إذاعة "جيش" الاحتلال أنّه وصل إلى مخيم جباليا، رفقة ضباط آخرين، على متن دبابتين بـ"هدف إجراء مراجعة عملياتية".
وأضافت الإذاعة أنّ الضباط، بمن فيهم العقيد، خرجوا من الدبابتين على بعد نحو 20 متراً من نقطة المراجعة التي يُفترض أن يكونوا فيها ليراقبوا منطقة القتال، وهناك، انفجرت فيهم العبوة الناسفة.
وأشارت تقارير لـ"الجيش" إلى أنّ المقاومة الفلسطينية فجّرت العبوة عبر سلك، يتمّ من خلاله تنشيط العبوة بمجرد الدوس عليه أو سحبه.