محرر الشؤون المحلية-- في خطوة لا تخلو من التساؤلات، قام وزير الاقتصاد الرقمي والريادة، المهندس سامي سميرات، بزيارة لشركة الاتصالات "أمنية" كأولى زياراته الرسمية بعد توليه مهامه الوزارية، وكأن هذا التقليد قد أصبح شبه روتيني لكل وزير جديد، حيث يُفضل البدء بالتواصل مع شركات الاتصالات الكبرى بدلًا من التوجه إلى الميدان لحل المشاكل الملحة التي يواجهها المواطنون يوميًا.
الشعب الأردني، الذي طالما عانى من تدني جودة خدمات الإنترنت وارتفاع أسعار الاتصالات، كان يتوقع من الوزير أن يبدأ مسيرته بزيارة هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، وأن يطرح تساؤلات حول الشكاوى المتزايدة بخصوص انقطاع الخدمة المتكرر وارتفاع الفواتير بشكل غير مبرر، لماذا لم يتخذ الوزير خطوة لمعرفة الأسباب التي دفعت كل شركة اتصالات إلى رفع أسعارها بشكل منفصل دون التنسيق مع الجهات الرقابية؟ وهل الشركات وحدها المستفيدة من هذه الزيارات بينما يظل المواطن يواجه نفس التحديات؟
لماذا لم يبدأ سميرات بزيارة المناطق التي تعاني من ضعف في التغطية، أو يتفقد أحوال الشركات الصغيرة التي تقدم حلول تكنولوجية جديدة؟ إن الحديث عن الابتكار والريادة الرقمية لا يمكن أن يُترجم إلى واقع إذا كانت الشركات الكبرى فقط هي من تحتل قائمة الأولويات، بينما تتجاهل الحكومة معاناة الناس مع تقنيات أصبحت أساسية في حياتهم اليومية.
هل الزيارات الاحتفالية هي بالفعل ما يحتاجه المواطن؟ أم أن الوزير بحاجة إلى إعادة تقييم الأولويات والعمل على إيجاد حلول حقيقية للتحديات التي يواجهها الأردنيون مع خدمات الاتصالات الرقمية؟