يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على لبنان لليوم السابع عشر من خلال شن غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت ومدن وبلدات الجنوب اللبناني، فضلاً عن محاولاته التوغل براً في بعض المناطق الحدودية. واليوم الأربعاء، أعلن حزب الله خوض اشتباكات مع قوت إسرائيلية في ميس الجبل، بعدما أعلن التصدي لقوات إسرائيلية حاولت التوغل إلى الجنوب من منطقة اللبونة. كما فجَّر مقاتلو الحزب، "عبوة ناسفة بقوة من جنود العدو الإسرائيلي واشتبكوا معها لدى محاولتها التسلل إلى بلدة بليدا، وأوقعوا فيها إصابات دقيقة"، وفق بيان ثان. بدوره أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنّ ثلاثة جنود أصيبوا عند الحدود مع لبنان.
وأمس الثلاثاء، قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، إنه إذا تابع الاحتلال الإسرائيلي حربه "فالميدان يحسم، ونحن أهل الميدان ولن نستجدي حلاً، هذه الحرب هي حرب من يصرخ أولاً، نحن لن نصرخ، سنستمر، وسنضحي، ونقدّم، وستسمعون صراخ العدو الإسرائيلي". وأضاف: "تخطينا الضربات الموجعة التي أصابتنا، وتم تأمين بدائل في كل المواقع من دون استثناء، ليس لدينا موقع شاغر، وحزب الله يعمل بكامل جهوزيته وانتظامه".
في موازاة ذلك، زعم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، أن الاحتلال اغتال مرشحين اثنين محتملين لخلافة الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله دون أن يسميهما. وقال نتنياهو في كلمة مصورة مسجلة "قوضنا قدرات حزب الله. وقضينا على آلاف المسلحين، من بينهم نصر الله نفسه وخليفة نصر الله وخليفة خليفته"، على حدّ وصفه. ووجه نتنياهو رسالة للبنانيين قال فيها: "حرروا بلدكم من حزب الله حتى تتوقف الحرب"، محذراً لبنان من أن يشهد دماراً شبيهاً بما حصل في غزة.
ونددت باريس الثلاثاء "بالاستفزاز" الصادر عن نتنياهو الذي هدد بتدمير لبنان مثلما حصل في غزة. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، في مقابلة مع قناة فرانس 2 العامة، إنّ "الوضع في لبنان كارثي". وأضاف "إذا تم المضي قدماً بهذا الاستفزاز، فإنه سيجر لبنان، البلد الصديق لفرنسا، إلى الفوضى فيما يعاني من حالة ضعف كبيرة. وهذا من شأنه أن يضع إسرائيل أمام مشكلات أمنية أكبر من تلك التي سادت قبل العمليات العسكرية في لبنان".