أعلنت فصائل «المقاومة الإسلامية في العراق» الثلاثاء، قصف أهداف جديدة في إسرائيل، وذلك عقب ساعات على حديث كتائب «حزب الله» عن الاستعداد لاحتمال توسيع الحرب الدائرة في المنطقة، في حين جددت الحكومة الاتحادية، موقفها الداعم للجهود الدولية والإقليمية الساعية لوقف العدوان على غزّة ولبنان، فيما انتقدت ما وصفته بـ«لغة التخوين» الموجّهة «للأشقاء» بشأن إنهاء الحرب.
وذكرت «المقاومة» في بيان أنه «استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في غزّة، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق، هدفاً حيوياً في أراضينا المحتلة بواسطة الطيران المسيّر». وأكدت «استمرارها في دكّ معاقل الأعداء».
وقبل ذلك، أكدت «المقاومة الإسلامية» تنفيذ خمّس عمليات عسكرية استهدفت مواقع إسرائيلية وسط وشمال الأراضي المحتلّة، بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
وذكرت في بيان صحافي أنه «استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في فلسطين ولبنان، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق، اليوم الثلاثاء (أمس) خمسة أهداف بخمس عمليات منفصلة وسط وشمال أراضينا المحتلة، بواسطة صواريخ الأرقب (كروز مطوّر) والطائرات المسيّرة» مؤكدة «استمرار العمليات في دكّ معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة».
وجاء بعد بيان أصدره الأمين العام لـ«كتائب حزب الله» أبو حسين الحميداوي، بالذكرى الأولى لـ«طوفان الأقصى» مساء الاثنين قال فيه: «لقد انقضى العام الأول من النزال التاريخي لجبهة الحق كله مقابل جبهة الشر كله، فسجل بين جنباته من إنجازات المحور ما لا عين رأت ولا اذن سمعت به قبل عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول المجيدة، إذ قاتل جند محمد (صلى الله عليه وآله) بوعي وبصيرة وثبات قل نظيره، وتقف الكلمات عاجزة عن وصفه». وأفاد أن «معركة طوفان الأقصى- وما لحقتها من عمليات محور الخير- أعادت الكيان الصهيوني إلى حقبة سنيين (الهاغاناه) ولكن الفرق إننا نمتلك اليوم بفضل الله ما لم يملكه أسلافنا في تلك الفترة المريرة».
وأضاف: «لقد تجسدت في جبهة العدو كل أنواع الشر والهمجية والإجرام، متخطيةً كل حدود التصور البشري، وباشتراك مباشر وفعال من أمريكا الشر والدول الغربية التابعة لها، وستُحفر أفعال هؤلاء في ذاكرة الأمة ما سينتج بركانا من الغيض والانتقام لا يمكنهم إيقافه» على حدّ وصفه.
رقم صعب
واعتبر أن «الشعب العراقي عاد لممارسة دوره التاريخي الذي غُيّب عنه لعقود خلت، وأصبح اليوم رقما صعبا لا يمكن تجاوزه في المعادلات الإقليمية والدولية».
وتابع: «نحن نخوض هذه الأيام معركة الحق ضد الباطل، ينبغي على المقاومة الإسلامية أن تستعد لاحتمال توسع هذه الحرب، وتستمر بتوجيه الضربات المركزة لقلب الكيان، وأن تُفعل العمليات المشتركة مع الإخوة اليمنيين فهي مؤثرة ومباركة، وتفتح جبهات جديدة من عمليات استنزاف العدو» مستدركاً: «نقول للصهاينة: لا مكان لكم على هذه الأرض، فقد اقترب الخراب الأخير، وسنشد الرحال إلى الأقصى المبارك بعونه تعالى». وفيما هاجم البيان دول مصر والسعودية والإمارات والأردن، سارعت الحكومة العراقية، إلى الإعراب عن «رفضها لطروحات التخوين الموجّهة للأشقاء بشأن وقف العدوان الصهيوني على غزة ولبنان».
الحكومة ترفض «تخوين الأشقاء» بعد انتقاد «حزب الله» دولا عربية
وقال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، في بيان صحافي أمس، إن «الحكومة العراقية تؤكد مضيّها في دعم كل الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى وقف العدوان الصهيوني على أهلنا الصامدين في غزّة ولبنان، وتوظيف كل حضورها الدولي والإقليمي، والروابط مع الأشقاء والأصدقاء، من أجل ذلك الهدف، فضلاً عن إغاثة ودعم صمود الشعبين اللبناني والفلسطيني».
وأوضح أن «الحكومة تشدد على رفضها طروحات التخوين الموجّهة للأشقاء والإساءة لهم، لاسيما وهم يسعون في ذات السبيل إلى حماية الشعب الفلسطيني وتأكيد حقّه، وكذلك حق الشعب اللبناني، في السيادة على أرضه وحماية حدوده، بعيداً عن وحشية العدو واستهتاره» مبيناً أن «المواقف الرسمية للعراق تعبّر عنها الحكومة حصراً، بسياساتها وخطواتها المُستندة إلى الدستور والنظام الديمقراطي، ومسؤوليتها في رسم السياسات العامة، وتقدير المصلحة العليا للشعب العراقي».
انتقاد مواقف الدول العربية تجاه الأزمة في المنطقة، لم يقتصر على بيان «الكتائب» بل تعدى ذلك ليشمل أيضاً قيس الخزعلي، زعيم حركة «عصائب أهل الحق» المنضوية ضمن ائتلاف «المقاومة الإسلامية» وتحالف «الإطار التنسيقي» الشيعي، عندما قال إن عملية «طوفان الأقصى» كشفت «تخاذل الحكام العرب» ووصف صمّتهم تجاه تطورات الأحداث بـ«صمّت القبور».
مقياس للضمير الإنساني
وقال في كلمة تلفزيونية بثّتها محطّة «العهد» المملوكة له، مساء الإثنين، إنه «تمر علينا الذكرى السنوية لطوفان الأقصى. هذه العملية التي كانت الحدث الأهم والأبرز خلال العام المنصرم» مبينا أن «هذه العملية التي كانت بحق مقياس للضمير الإنساني». واعتبر أن «عملية طوفان الأقصى كشفت الادعاءات أن هذا الجيش (الإسرائيلي) هو جيش أخلاقي» مبينا أن «جيش الاحتلال هو اسوأ جيش وأظلم جيش في العالم».
ورأى أن العملية كشفت «الادعاءات التي يدعيها ما يسمى العالم الغربي- في مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية والدول الأوروبية» قائلا: «قامت الدنيا لديهم ولم تقعد، وحق (إسرائيل في الدفاع عن النفس لأنهم يدّعون أن حماس قتلت طفلا أو ذبحت طفلا، ولم يقدموا أي دليل على هذا». وزاد: «حتى الآن أكثر من 17 ألف طفل قتلوا بآلة الحرب التي تدعمها أمريكا وبعض من الدول الغربية والأوروبية».
وأفاد أن «الكثير من الشعوب العربية لا تتجرأ الآن على أن تبين موقفها أو تقف موقفا مساندا داعما لقضية المسلمين، قضية بيت الله قبلة المسلمين الأولى وبيت المقدس. (ساكتين وصامتين) صمت القبور» مؤكدا أن «معركة طوفان الأقصى صارت هي المائز بين الحق والباطل وفرزت المعسكرين».
وأضاف أن «طوفان الأقصى هي عملية كانت ضرورية من أجل أن تكشف كل هذه الحقائق».
ولفت إلى أن «الذي يحكم هذا الكيان الآن صراحة هو ما يسمى باليمين المتطرف. الأشخاص الذين يحكمون إسرائيل الآن هم أشخاص عقائديون وليسوا سياسيين، والآن بدأت التصريحات من أعلى مستوى لديهم مرورا بوزراء يصرحون صراحة بتعابير مختلفة وبتعابير توراتية، إنهم جاءوا ليكملوا ما قام به أو يعيدوا ما قام به يوشع بن نون، وإنهم الآن يقاتلون الظلام من أجل النور، وتعابير أخرى مختلفة».
وأضاف: «إذن هؤلاء يعتقدون بضرورة قيام حرب دينية أو حرب ذات دوافع دينية عقائدية هدفها احتلال كل هذه المنطقة» مشيرا إلى أن «هذه الحرب سيهلك بها ثلاث أرباع سكان هذه المنطقة».
ووجّه الخزعلي رسالة إلى الشعب العراقي قائلاً: «أنتم أهل الشرف والكرم والجهاد والغيرة، اعلموا أنكم الآن تقاتلون وتدافعون عن دينكم وعن مقدساتكم وعن أنفسكم وعن وطنكم».
وأوضح أن «مواقفكم في دعم ومساندة أهل غزة وأهل لبنان مواقف سيسجلها التاريخ بأحرف من ذهب».