أخبار البلد - رحل اليوم الثلاثاء في عمّان الكاتب الأردني فخري قعوار (1945 - 2024) تاركاً وراءه العديد من الأعمال الروائية والقصصية وكتب الأطفال، بالإضافة إلى مجموعة مؤلفات ضمّت مقالاته الثقافية والسياسية التي نشرها في الصحافة الأردنية والعربية منذ سبعينيات القرن الماضي.
وُلد الراحل في بلدة الرويشد (الأجفور؛ 260 كلم شرق العاصمة الأردنية)، ونال شهادة الثانوية العامة من الكلية الإبراهيمية في القدس عام 1964، ثم حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من "جامعة بيروت العربية" لبنان سنة 1971، حيث عمل معلّماً في عدد من المدارس الخاصة في الزرقاء وعمّان حوالي ثلاثة عشر عاماً.
وكتَب قعوار أولى نصوصه القصصية في الستينيات، كما بدأ عمله في الصحافة كاتباً ومحرّراً في العقد اللاحق، في صحف "الرأي" و"الدستور" و"الأخبار" الأردنية، وعُرف بمواقفه السياسية المعارضة التي تسبّبت له بالفصل والتوقّف عن الكتابة لأكثر من مرّة خلال فترة الأحكام العرفية التي استمرت في البلاد حتى عام 1989، واستطاع الفوز بالانتخابات البرلمانية التي أجريت في تلك السنة وكان من أشدّ النوّاب المنتقدين لقضايا الفساد والمدافعين عن الحقوق والحريات.
عُرف بمواقفه السياسية المعارضة التي تسبّبت له بالفصل والتوقّف عن الكتابة
وساهم في تأسيس العديد من الهيئات النقابية الثقافيّة الأردنية والعربية، ولعب أدواراً نقابية بارزة من أجل تطوير هذه الهيئات، إذ كان من أبرز مؤسسي "رابطة الكتاب الأردنيين" التي انتُخِب عضواً في هيئتها الإدارية عدة مرات، وصار رئيساً للرابطة لأربع دورات متتالية بين عامَي 1991 و 1999، وانتُخب أيضاً عام 1992 أميناً عام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب مدّة ست سنوات.
عمل قعوار رئيساً لتحرير صحيفة "الوحدة" الأسبوعية الأردنية، ورئيساً لتحرير مجلة "وسام" للأطفال مع صدور عددها الأول في منتصف الثمانينات، واتسم بحضور وتقدير في معظم المواقع الصحافية والثقافية التي شغلها خلال حياته، بالإضافة لآرائه وانحيازاته التقدمية مع حقوق المرأة والطبقة العاملة والديمقراطية والحريات العامة.
ساهم في تأسيس العديد من الهيئات النقابية الثقافيّة الأردنية والعربية
وأصدر مجموعة قصصية مشتركة بعنوان "ثلاثة أصوات" عام 1972 مع الكاتبين الراحلين خليل السواحري وبدر عبد الحق، ثم تتالت مجموعاته القصصية ومنها "لماذا بكت سوزي كثيراً" (1973)، و"ممنوع لعب الشطرنج" (1976)، و"أنا البطريك" (1981)، و"البرميل" (1982)، و"أيوب الفلسطيني" (1989)، و"حلم حارس ليلي" (1993)، و"درب الحبيب" (1996)، و"الخيل والليل" (1989)، وروايتين هما "عنبر الطرشان" (1996)، و"لا تغرب الشمس" (2008).
ونشر فخري قعوار في مجال الأدب الساخر مؤلفات عدّة، هي: "يوميات فرحان فرح سعيد" (1982)، و"مراسيم جنازتي" (1984)، و"لحن الرجوع الأخير" (1998)، و"الأعمال الساخرة" (2007)، و"يوم الضحك" (2009)، ومؤلفات ضمت مقالاته ودراساته مثل "أوراق في الفن" (1985)، و"ليالي الأنس" (1990)، و"بستان صاحبة الجلالة" (2006)، إلى جانب قصصه وكتاباته للأطفال، ومجموعة من المسلسلات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية.