اعتبرت حركة حماس، الاثنين 23 سبتمبر/أيلول 2024، أن العدوان الإسرائيلي على لبنان يعكس مأزق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نتيجة سياسته الرافضة لوقف الحرب على قطاع غزة، في حين دعا رئيس اتحاد علماء المسلمين علي القره داغي إلى التوحد وعدم ترك لبنان وغزة فريسة لـ"إسرائيل".
وقالت حركة حماس في بيان تعقيبًا على القصف الإسرائيلي على لبنان: "هذا العدوان الهمجي الواسع هو جريمة حرب، وهو يُعبّر عن الطبيعة النازية للعدو الصهيوني، وعن المأزق الذي يعيشه نتنياهو نتيجة سياساته العقيمة والرافضة لوقف حرب الإبادة الجماعية في غزة".
وطالبت "حماس" محكمة الجنايات الدولية "باتخاذ الإجراءات اللازمة لملاحقة واعتقال قادة الكيان الصهيوني باعتبارهم مجرمي حرب".
كما حملت الإدارة الأمريكية "المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال وحكومته الصهيونية النازية في فلسطين ولبنان، فهذا العدوان ما كان ليحصل لولا الدعم والغطاء الأمريكي المفتوح". وفق البيان
ودعت الحركة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى "التحرك لوقف العدوان على الشعبين اللبناني والفلسطيني، واتخاذ قرارات حاسمة في مواجهة الكيان (إسرائيل)، وخصوصًا مقاطعته وعزله دوليًا باعتباره كيانًا إرهابيًا مارقًا".
والاثنين، قتل 182 شخصًا وأصيب 727 آخرون بينهم أطفال ونساء ومسعفون، جراء الغارات الإسرائيلية العنيفة وغير المسبوقة على بلدات وقرى جنوب وشرق لبنان، وفق حصيلة جديدة أعلنتها وزارة الصحة.
الوقوف صف واحد
من جهته، قال رئيس اتحاد علماء المسلمين علي القره داغي، الاثنين، إنه لا يجوز ترك لبنان وقطاع غزة "فريسة سهلة" للاستهداف الإسرائيلي، داعيا إلى "الوقوف صفا واحدا ضد ما يفعله" رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و"جماعته المتطرفة".
وبحسب بيان لقره داغي نشره على حسابه بمنصة إكس قال : "ما يحدث في لبنان اليوم هو اعتداء سافر على أرض وشعب، وتدمير لمنازل الناس، وقتل للمدنيين بمن فيهم الأطفال والنساء".
وأضاف أنه "جزء من سياسة نتنياهو وجماعته اليمينة المتطرفة لتوسيع إسرائيل، لتشمل القدس والضفة وغزة وجزءا من لبنان والأردن".
وزاد "خلافنا مع السياسات الحزبية لبعض الأطراف اللبنانية أو الفلسطينية لا يمنحنا الحق في دعم أي عدوان يستهدف الشعوب. فلا يجوز لنا أن نفرح لضرب الشعب اللبناني أو الفلسطيني تحت أي ذريعة كانت".
واستطرد: "لا يجوز أن نترك لبنان أو غزة فريسة سهلة للاستهداف والتفريق، لأجل خلاف مذهبي أو سياسي، فالعدو لا يفرق بين المسلمين في إبادته الجماعية لهم، فكل من ليس معهم فهو ضدهم وضد السامية".
كما شدد القرة داغي على أن "هذا العدوان هو اعتداء سافر، ويجب على المسلمين وحكوماتهم العمل على منعه. وبصفتي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أدعو أمتنا الإسلامية والعربية للقيام بواجبهم أمام العدوان والإبادة الجماعية الصهيونية".
وتأتي هذه التطورات بعد تصعيد عسكري غير مسبوق بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، إذ نفذ الأخير منذ الصباح أكثر من 350 غارة على مناطق متفرقة جنوب وشرق لبنان، هي الأعنف منذ اندلاع المواجهات مع "حزب الله" في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي،.
ووفق وكالة الأناضول، فإن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت أكثر من 300 غارة على مناطق متفرقة جنوب وشرق البلاد.
واستهدفت بعض الغارات منازل ومبان وموقعا قرب المستشفى الإيطالي بمدينة صور ومنزلا بقرية جبال البطم، وسيارة إسعاف ببلدة حاريص وأخرى شُنت على جرود الهرمل في بعلبك (شرق) أدت لمقتل شخص وإصابة 6 في الصباح.
وسبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، الاثنين، أنه قصف أكثر من 300 هدف لـ"حزب الله" في لبنان، وأن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي صادق على مهاجمة أهداف جديدة للحزب.
كما ألمح المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي، إلى احتمال استهداف عشرات القرى اللبنانية بعمق 80 كيلومترا من الحدود.
هاغاري لم ينف ولم يؤكد الإعداد لعملية برية في لبنان، إلا أنه قال ردا على سؤال بهذا الشأن: "سنفعل كل ما هو ضروري لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بسلام".
ومنذ 8 أكتوبر، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ وخلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.