أخبار البلد -
اخبار البلد_ في الصورة يبرز هؤلاء الحكام الأربعة يضحكون أمام الكاميرا وكأن الأمور
تسير على ما يرام. لكنّ الزمن تغير بحسب أسوشيتد برس، فكيف تغير؟ يعود
تاريخ الصورة إلى تشرين الأول (أكتوبر) 2010 في القمة العربية الأفريقية
حيث يظهر قادة ليبيا ومصر واليمن وتونس وكلهم قد أزيحوا عن الحكم اليوم
بطريقة أو بأخرى، منذ انطلاق حمى الثورات العربية، بعد تلك الصورة بأشهر
قليلة.
وفيها يظهر القذافي بنظارته السوداء وزيه المميز واضعاً ذراعيه على كتفي
علي عبد الله صالح إلى يمينه وحسني مبارك من إلى يساره ويعتلي كل منهم
ابتسامة عريضة إلى جانب بن علي الذي شبك أصابعه واعتلت وجهه بسمة ارتياح.
أما اليوم فإنّ صالح خارج السلطة، وبن علي في المنفى، ومبارك يحاكم،
والقذافي قتل على أيدي الثوار وغالب هذه الدول كان مخاضها عسيراً في عملية
انتقال السلطة.
في قمة بغداد التي انعقدت أمس حضرت الأنظمة الجديدة في تلك الدول، فقد
استبدل القذافي- الذي تميز دوماً بتصرفاته وانفعالاته الغريبة والدرامية في
أروقة القمم العربيةـ برئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل.
وكذالك الرئيس التونسي الجديد منصف المرزوقي الناشط في مجال حقوق الإنسان
والذي استبدل بن علي الذي حكم طيلة 23 عاما.
أما مصر واليمن فقد أوفدتا مسؤولين من المستوى المتوسط بسبب الإضطرابات هناك.
من جهته فإنّ الرئيس السوري بشار الأسد غاب عن القمة، لكنّه ما زال
متمسكاً بالسلطة رغم الإنتفاضة التي قامت ضد حكمه حيث جمدت الجامعة العربية
عضوية سوريا فيها.
تونس
هرب زين العابدين بن علي إلى المملكة العربية السعودية في الرابع عشر من
كانون الثاني (يناير) 2011 بعد اندلاع الثورة بشهر، حيث أدى ذلك إلى تفجير
موجة الإحتجاجات والإنتفاضات في باقي المنطقة. وما زال بن علي مختفياً عن
الانظار منذ الإطاحة بحكمه، ولكنه يحاكم غيابيا بسبب الفساد وغيرها من
الجرائم. واليوم وبعد أول انتخابات حرة تشهدها تونس فإنّ رئيساً جديداً
للبلاد قد انتخب وهو الناشط الحقوقي منصف المرزوقي، كما أنّ هناك رئيس
وزراء من التيار الإسلامي الذي لطالما قمع ورمي قادته في السجون وتم نفيهم
خلال فترة حكم بن علي.
ورغم ذلك فإنّ تونس ما زالت تواجه بعض التحديات، حيث ارتفع معدل البطالة
من 13 في المئة العام الماضي إلى 20 في المئة. كما أنّ النمو الإقتصادي
تعرض للركود حين انخفضت الإستثمارات وانخفض معدل السياحة التي تعتبر العمود
الفقري لاقتصاد البلاد.
مصر
أما حسني مبارك فقد كان أول ظهور له بعد رحيله أمام المحكمة في الثالث من
آب (أغسطس) الماضي مستلقيا على ظهره خلف القضبان، إذ يحاكم بتهمة قتل
المتظاهرين. ويعتبر أول رئيس عربي يحاكم من قبل شعبه.
وفي كلّ الأحوال جرت المحاكمة رغم وجود الإنقسامات العميقة حول المجلس
العسكري الذي تسلم السلطة من مبارك. وقد وعد المجلس بتسليمها بحلول تموز
(يوليو) المقبل وتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة وحرة.
ليبيا
بعد أن قاد البلاد لمدة أربعة عقود، قضى القذافي الأسابيع الأخيرة من
حكمه متنقلا من مخبأ إلى مخبأ إلى أن ألقى الثوار القبض عليه في مسقط رأسه
بمدينة سرت وقتلوه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وبعد ستة أشهر من تلك
الحادثة تجد الحكومة الليبية الجديدة نفسها غير قادرة على احتواء كل مشاكل
البلاد وكذالك التعامل مع الحركات الإنفصالية الناشئة في الشرق والجنوب.
ويحلم الليبيون في مرحلة ما بعد القذافي أن تتدفق الأموال إلى ليبيا
كعائدات نفطية وكذالك جذب الإستثمارت. ويتخوف الليبيون اليوم من أن تتحول
بلادهم إلى صومال أخرى بسبب عدم وجود مؤسسات حقيقية في البلاد منذ 20عاما.
اليمن
أما علي عبد الله صالح فقد تشبث بالسلطة لمدة عام تقريبا في مواجهة
الإحتجاجات ضد حكمه وبقي في مكانه حتى بعد انفجار دار الرئاسة حين أصيب
بحروق بالغة في معظم أجزاء جسده وعولج في المملكة العربية السعودية. لكنّه
في نهاية المطاف سلم السلطة لنائبه عبد ربه منصور في إطار تنفيذ المبادرة
الخليجة، وسرعان ما انتخب النائب رئيساً بداية العام الجاري.
ومع ذلك فإنّ صالح ما زال يرأس حزبه المؤتمر الشعبي، وكذالك بقي أقرباؤه
في مناصبهم الكبيرة في الجيش والأمن حيث يتهمه كثير من اليمنيون باستخدام
هذه الأدوات لتقويض خلفه آملاً في يوم من الأيام بالعودة إلى السلطة.