يعقد الرئيس الأميركي، جو بايدن، اليوم الخميس، أول مؤتمر صحافي له منذ مناظرته الكارثية ضد منافسه الجمهوري دونالد ترامب، في حدث قد يحدد مصير ترشّحه للرئاسة.
وستتّجه أنظار العالم نحو الرئيس البالغ 81 عاما خلال قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن، فيما يحاول تهدئة الدعوات المتزايدة من حزبه الديمقراطي إلى التنحي بسبب سنّه وصحته.
وأي أخطاء يرتكبها بايدن خلال هذا الحدث الذي يعقد عند الساعة 17:30 بالتوقيت المحلي (21:30 غرينتش) في مركز المؤتمرات في واشنطن، قد يزيد بشكل كبير من عدد الديمقراطيين الذين سيحضّونه على الانسحاب من السباق الرئاسي.
أكثر من نصف الديمقراطيين يريدون انسحابه
وفي هذا الصدد، أفاد استطلاع رأي جديد، الخميس، أن أكثر من نصف الديمقراطيين يريدون من جو بايدن إنهاء حملة إعادة انتخابه رئيسا بعد أدائه الكارثي أمام دونالد ترامب في المناظرة الرئاسية، رغم أن المنافسة لا تزال محتدمة.
وحصل كلا المرشحين على دعم بنسبة 46% بين الناخبين المسجلين في الاستطلاع الذي أجرته "واشنطن بوست" و"أيه بي سي نيوز" و"إيبسوس"، وتكاد نتيجته تكون متطابقة مع نتائج استطلاع "أيه بي سي نيوز" و"إيبسوس" في نيسان/أبريل.
ويريد نحو 56% من الديمقراطيين وثلثا الأميركيين بشكل عام أن ينسحب بايدن من السباق إلى البيت الأبيض. وقال نصف المشاركين في الاستطلاع إن منافسه الجمهوري يجب أن ينسحب أيضا.
ولو حلت نائبة الرئيس كامالا هاريس مكان بايدن مرشحة ديمقراطية لكان حالها أفضل، وفقا للاستطلاع، فقد حصلت على 49% مقابل 47% لترامب.
والأربعاء، دعا الممثل جورج كلوني المؤيد لبايدن بايدن الرئيس الأميركي إلى الانسحاب من السباق الرئاسي بعد أسابيع فقط من تنظيم حملة لجمع التبرعات للرئيس.
كما دعته شخصيات بارزة في الحزب مثل رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي إلى "اتخاذ قرار"، ما يعني ضمنا أن القرار الذي اتخذه، أي البقاء في السباق، ليس بالضرورة الخيار الصحيح.
وأفاد موقع "أكسيوس" Axios، الأربعاء، أن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر أخبر المانحين بشكل سري بأنه منفتح على فكرة استبدال بايدن.
لكن في بيان أصدره مكتبه مساء الأربعاء، قال شومر إنه يدعم الرئيس بايدن وإنه "مصمم على ضمان هزيمة دونالد ترامب في نوفمبر".
لكن يُعتقد أن العديد من الديمقراطيين ينتظرون لرؤية ما سيكون عليه المؤتمر الصحافي المنفرد لبايدن، لاتخاذ قرارهم.
وعقد بايدن مؤتمرات صحافية منفردة أقل من أسلافه، ولم يظهر في الفترة الأخيرة إلا بشكل مشترك مع قادة أجانب، مع أسئلة مقتضبة.
ويضاف إلى ذلك عدم إجراء مقابلات ما دفع المنتقدين إلى اتهام البيت الأبيض بإخفاء تأثير تقدم أكبر رئيس أميركي في السن عن الجمهور.
وتعهّدت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار مرارا بأن يتضمّن المؤتمر الصحافي أسئلة متعددة.
ومن شأن أداء ضعيف للرئيس خلال المؤتمر الصحافي أن يزيد من المخاوف المحيطة بسنّه وصحته والتي بدأت عندما بدا فاترا وغير متماسك في أحيان كثيرة خلال المناظرة التلفزيونية ضد الجمهوري دونالد ترامب (78 عاما).
ويسعى حلفاء الناتو أيضا للحصول على طمأنة بشأن قدرات بايدن القيادية، فيما يتخوّفون من أن تتسبب عودة ترامب الانعزالي بمشكلات للحلف.
وقال بايدن إن أداءه السيّئ خلال المناظرة يعود إلى إصابته بنزلة برد شديدة والإرهاق الناجم عن السفر بعد أسبوعين من الرحلات الخارجية.
لكن كلوني كتب في مقال في صحيفة "نيويورك تايمز" New York Times، الأربعاء، أن العلامات كانت موجودة من قبل، وذلك في احتفال لجمع التبرعات أقيم في 15 يونيو في لوس أنجلوس شارك في استضافته مع الممثلة جوليا روبرتس.
وأوضح بالقول: "من المدمر أن أقول ذلك، لكن جو بايدن الذي كنت معه قبل ثلاثة أسابيع في حفلة جمع التبرعات لم يكن بايدن نفسه عام 2010. لم يكن حتى جو بايدن الذي كان عام 2020. لقد كان الرجل الذي رأيناه جميعا في المناظرة".
إلا أن الرئيس بايدن يصر على أنه سيمضي قدما في ترشّحه، ومع ضمانه أصوات الحزب الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية، لا توجد طريقة لإجباره على التنحي.
لكن "نيويورك تايمز" ذكرت الأربعاء أن بعض الشخصيات الديمقراطية المهمة مثل بيلوسي يحاولون اتباع نهج مختلف، مخاطبة جانبه العقلاني بدل استفزاز عناده الذي طبع مسيرته السياسية.
وتُعدّ نائبته كامالا هاريس المرشحة الأوفر حظا لتحل مكانه إذا تنحى، لكن أي خطوة في هذا الاتجاه يجب أن تحصل قبل مؤتمر الحزب الديمقراطي المقرر في أغسطس في شيكاغو.