فشل الرئيس جو بايدن في مواجهة خصمه دونالد ترمب في أول مناظرة بينهما أثار فزع الحزب الديمقراطي، الذي بدأ أقطاب فيه بالبحث بالخفاء عن بديل للرجل الذي تخطّى الـ 81 عاما، رغم استمرار دعم ترشيحه علناً.
وتقول مصادر سياسية لـ "رؤيا" إن أقطاب في الحزب الديمقراطي فتحوا حوارات بحثاً عن بديل للرئيس المسن قبل مناظرته الثانية مع مرشح الحزب الجمهوري الرئيس السابق (2016-2020)، المقررة في 10 أيلول/سبتمبر المقبل.
تنظم تلك المناظرة بعد أن يحسم كلا الحزبين رسمياً مرشحَه الرئاسي في مؤتمرين؛ الجمهوري في (15-18 تموز/يوليو) والديمقراطي في (19-22 آب/أغسطس المقبل).
وتشير استطلاعات رأي إلى تفوق ترمب في مناظرة الخميس التي نظمتها شبكة تلفزة سي إن إن (CNN) مبكرا على نحو استثنائي. مرشح الحزب الجمهوري حقّق نسبة رضى 48 % مقابل 23 % لبايدن و22 % أحجموا عن تأييد أي من المتناظرين، و 7 % منحوا الإثنين نسبة رضى متساوية، وفق أحد الاستطلاعات.
ويفيد موقع بوليتيكو (Politico) بأن ممولين في حملة الحزب الديمقراطي وقيادات وازنة به - من بينهم مرشحون سابقون- تبادلوا رسائل إلكترونية تصف أداء بايدن بأنه "كارثي" بمجرد انتهاء المناظرة.
وينتظر منتقدو أداء الرئيس الساعي إلى ولاية ثانية (2025-2028) أن يبادر للانسحاب من السباق الرئاسي، في الوقت المناسب لاتخاذ قرار باستبداله خلال مؤتمر الحزب المقرر في شيكاغو/إلينوي.
"أملنا الوحيد يكمن في انسحاب بايدن (قبل فوات الأوان)، عقد مؤتمر عام أو موت" المرشح الديمقراطي"، يعلّق أحد الممولين لِبوليتيكو. بخلاف ذلك فإن أمل الحزب بالاحتفاظ بالبيت الأبيض سيكون مستحيلا، يضيف الممول.
ويقول صانع استراتيجيات: "شخص واحد يمكنه اتخاذ القرار الحاسم، وهو بايدن".
في العلن، أصدرت لجنة ترشيح بايدن بياناً رأت فيه أن الرئيس الساعي لولاية ثانية "قدّم رؤية إيجابية فائزة بالنسبة لمستقبل أمريكا"، فيما عرض ترمب "نافذة قاتمة رجعية لما ستكون عليه" كبرى دول العالم "في حال عودته للمكتب البيضاوي.
هل من خيارات أمام الديمقراطيين وكيف يمكن استبدال بايدن؟
وكالة (رويترز) تنقل عن مختصّين قولهم إن الحزب الحاكم الآن لم يضع (خطة ب) عندما انفرد بايدن بتذكرة الترشح منذ مطلع 2024؛ رغم أنه لن يرشّح رسمياً قبل آب/أغسطس المقبل.
وفي حال تحرك الحزب لاستبدال بايدن، سيواجه السيناريوهات التالية:
الخطوة الأولى: بايدن يقرّر الانسحاب قبل إعلان ترشيِحه رسمياً؛ أو يواجه منافسين من داخل الحزب للترشح بدل عنه.
الخطوة الثانية: لجنة الحزب الوطنية تتجه لاختيار مرشح آخر ضد مرشح الجمهوريين.
الخطوة الثالثة: مندوبو الحزب الديمقراطي الذين تعهدوا بدعم ترشيح بايدن في مؤتمر الحزب - 4000 مندوب - سيصوتون لبديل عن الرئيس الحالي في قرّر التنحي عن سباق الرئاسة.
نائب الرئيس كامالا هاريس واحدة من بين المرشحين المحتملين، رغم أنها سارعت للدفاع عن أداء بايدن بعيد المناظرة الأولى.
ويحتاج المرشح النهائي 1886 من 4521 مسجلاً لحضور المؤتمر، الذي سيكون حاسماً لجهة تغيير مسار الحزب الديمقراطي في مواجهة مرشح الجمهوريين الشرس.