حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الاثنين، من أن سوء التغذية يهدد بـ”شكل مباشر” حياة أكثر من مليون طفل في القطاع، كاشفا أن 3500 طفل من أبناء قطاع غزة باتوا "أقرب للموت” بسبب انعدام الغذاء والتطعيمات.
وقال مدير المكتب إسماعيل الثوابتة، خلال مؤتمر صحافي إن "أكثر من مليون طفل بالقطاع أصبحوا تحت التهديد المباشر لسوء التغذية، بينهم 3500 طفل باتوا أقرب للموت، بسبب انعدام الغذاء والتطعيمات”.
وأضاف أن القطاع "يتجه بشكل متسارع نحو المجاعة، لاسيما في محافظتي غزة والشمال”، مشيرا إلى أن الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة "تتدهور بشكل خطير”.
الأونروا: مستويات جوع كارثية
من جانبه، قال مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن مستويات الجوع "الكارثية” بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة "من صنع البشر”.
جاءت تصريحات لازاريني في كلمته الافتتاحية أمام اجتماع اللجنة الاستشارية للوكالة في مدينة جنيف السويسرية، ونشرت الوكالة فحواها على موقعها الإلكتروني.
وأضاف لازاريني في بيان الاثنين أن "193 عاملا في الوكالة الأممية قتلوا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة” التي بدأت في 7 أكتزبر/تشرين الأول 2023.
ولفت إلى أن "أكثر من 180 منشأة للأونروا تضررت أو دمرت، ما أسفر عن مقتل 500 فلسطيني على الأقل ممن كانوا يطلبون الحماية الأممية منذ بداية الحرب”.
وقبل الحرب الإسرائيلية على غزة، كانت الأونروا تلبي 70 – 80 في المئة من احتياجات الرعاية الصحية الأولية، حسب البيان نفسه.
وأوضح المسؤول الأممي أن "نسبة ضئيلة فقط من المراكز الصحية التابعة للأونروا لا تزال عاملة بغزة، مع الحد الأدنى من إمكانية الوصول إلى الإمدادات”.
وقال إن "مستويات الجوع الكارثية في أنحاء قطاع غزة من صنع البشر”.
وسلط الضوء على أن "أطفال غزة يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف، فيما تنتظر إمدادات الغذاء والماء النظيف على الشاحنات”.
وأضاف أن "انهيار النظام المدني العام أدى إلى انتشار النهب والتهريب بما يعيق توصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها”.
ووصف الوضع بأنه "كابوس لا يستطيع سكان غزة أن يستيقظوا منه”.
وقال لازاريني: "خلال الأشهر التسعة الماضية شهدنا إخفاقات غير مسبوقة للإنسانية في منطقة اتسمت بعقود من العنف”.
وفي حديثه عن الوضع بالضفة الغربية المحتلة، حذر من أن "مأساة أخرى تتكشف” حيث قتل أكثر من 500 فلسطيني منذ 7 أكتوبر.
وفيما يتعلق بملايين اللاجئين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان وسوريا والأردن، قال إن "معظمهم يعيشون في المخيمات منذ أجيال، وغالبا ما يتمتعون بحقوق محدودة وفي فقر مدقع، في انتظار حل سياسي ينهي الحرب”.
وأضاف: "إنهم اليوم يشهدون أكبر مأساة فلسطينية منذ النكبة” التي حلت بهم جراء تهجيرهم من فلسطين عام 1948 وإقامة دولة إسرائيل على أراضيهم المحتلة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 123 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، إضافة إلى آلاف المفقودين.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.