أخبار البلد - قالت مؤسسات الأسرى الفلسطينية إن التعذيب في سجون الاحتلال أفقد أسيراً فلسطينياً ذاكرته، في حين رصدت تناميا في وتيرة الاعتقالات في الضفة الغربية بحق المواطنين الذين تشير هوياتهم إلى أنهم من غزة.
واستعرضت هيئة شؤون الأسرى والمحررين تفاصيل الاعتداء الوحشي على الأسير أنس مشعل، الذي تعرض للضرب المبرح منذ لحظة اعتقاله حتى وصوله معتقل عوفر، حيث استمر مسلسل تعذيبه أثناء وجوده داخل أقسام السجن.
وقال محامي الهيئة إن قوات الاحتلال اقتحمت يوم 26/10/2023 منزل الأسير أنس مشعل (37 عاما) من قرية كوبر شمال رام الله لاعتقاله، لكنه لم يكن في البيت، وقد تم إبلاغ أهله بضرورة تسليم نفسه، فقام الأسير في اليوم نفسه بالتوجه إلى بوابة عوفر وسلم نفسه.
وأضاف أنه تم نقل الأسير بعدها ووضعه في ساحة عوفر، حيث قام الجنود بالاعتداء عليه بالضرب المبرح على كافة أنحاء جسده، ثم اقتادوه إلى سجن عتصيون وتكرر الاعتداء عليه مرة أخرى، ومكث هناك يومين ثم أعيد إلى عوفر مرة ثانية.
وقال الأسير مشعل: «بتاريخ 8/11/2023 تم اقتحام القسم من قبل ما يسمى قوات «المتسادا» والاعتداء على كافة الأسرى في القسم وعددهم 32 أسيرا، وإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط عليهم، وقد أصيب جميع من كان في القسم، من بينهم أنا حيث أصبت برصاصة في قدمي، بعد ذلك تم تسليم الأسرى لوحدات السجن وربط أيديهم إلى الخلف، ثم وضعهم في الساحة والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، وقد تعرضت للضرب الشديد على الرأس وقام السجانون بالدوس على رأسي ببساطيرهم، وجراء ذلك فقدت الوعي لأكثر من نصف ساعة كما فقدت ذاكرتي بالكامل لأكثر من أسبوع».
وأوضح محامي مشعل، أن الأسير بدأ باستعادة ذاكرته بعد أسبوع بشكل بطيء، حيث لا يذكر إلا عدداً قليلاً من الأشخاص (زوجته وأولاده ووالداه)، كما أنه لا يتذكر الأحداث ولا مكان سكنه.
ومشعل متزوج وأب لطفلين، وقد صدر بحقه حكم بالسجن الاداري 6 أشهر ينتهي بتاريخ 24/4/2024، وقد كان أسيرا سابقا أمضى 12 عاما ونصف العام في سجون الاحتلال.
وفي سياق متصل، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، إنّ قوات الاحتلال صعّدت من وتيرة عمليات الاعتقال بين صفوف المواطنين الذين يحملون هوية غزة من على الحواجز العسكرية، وتحديدًا بين النّساء، وآخرهن سيدة مريضة بالسرطان اعتقلت خلال توجهها للعلاج في القدس، وأُفْرِج عنها لاحقًا.
وأوضحت الهيئة والنادي في بيان صحافي مشترك، أنّ الاحتلال و»في ضوء الإبادة الجماعية التي ينفذها في غزة، والعدوان الشامل والجرائم المروّعة وغير المسبوقة بكثافتها، فإنّه عمل على استهداف المواطنين من مواليد غزة، أو ممن ما زالت هوياتهم تشير إلى سكنهم في غزة، وهم مقيمون وعائلاتهم منذ سنوات في الضّفة».
ووجهت الهيئة والنادي نداء خاصًا للمواطنين الذين تشير هوياتهم إلى أنّهم من سكان غزة، وهم مقيمون في الضّفة أن يتوخوا الحذر، لا سيما في ضوء إقدام الاحتلال مؤخرًا على ترحيل الصحافية سيقال قدوم إلى غزة، وتهديد آخرين بترحيلهم بعد احتجازهم أمام الحواجز العسكرية المقامة بين البلدات والمحافظات.
ومنذ بدء العدوان والإبادة المستمرة بحقّ الشعب الفلسطيني في غزة، نفّذت قوات الاحتلال حملات اعتقال واسعة في الضفة، واستهدفت عبرها عمال غزة الذين انتقلوا للضفة بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، علمًا أنّ الاحتلال يمنع حتى اليوم الطواقم القانونية واللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة المعتقلين من غزة، أو الإفصاح عن أي معطيات بشأن مصيرهم أو أماكن احتجازهم، وذلك في ضوء جريمة الإخفاء القسري المتواصلة بحقّهم حتّى اليوم، علمًا أنّ إعلام الاحتلال كان قد كشف عن استشهاد 27 أسيرًا من غزة في معسكرات الاحتلال.
وفي سياق متصل قالت الهيئتان الفلسطينيتان إن إسرائيل تعتقل 24 طفلا من قطاع غزة في سجن مجدو (شمال)، وذلك من بين نحو 200 طفل فلسطيني في سجونها.
وقال بيان هيئة لأسرى ونادي الأسير، إن العدد الإجمالي للأطفال المعتقلين في سجن مجدو «وصل إلى 94، من بينهم 24 طفلًا من غزة، اُحْتُجِزُوا في غرفتين».
وذكر أن إجمالي عدد الأسرى الأطفال في مختلف السجون يبلغ 200، من بينهم أكثر من 40 طفلًا رهن الاعتقال الإداريّ، فيما بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال من الضّفة بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نحو 500.
وأشار بيان المؤسستين إلى أن إدارة السجون الإسرائيلية «تواصل فرض إجراءات تنكيلية بحقّ الأسرى الأطفال، لا تقل بمستواها عن الإجراءات الانتقامية التي فرضتها بحقّ الأسرى البالغين منذ السّابع من أكتوبر».
وأوضح أن الأطفال «محتجزون في زنازين مجردة من أي شيء، ومعزولون بشكل مضاعف، ومحرومون من زيارة عائلاتهم، وذلك في ضوء استمرار حرمان آلاف الأسرى من زيارة العائلة».