اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة والحرم الابراهيمي في مدينة الخليل في ظل تشديد الاحتلال للإجراءات الأمنية بمناسبة عيد «المساخر»، فيما حرمت إجراءات الاحتلال آلاف المواطنين المسيحيين من الوصول إلى القدس في أحد الشعانين.
وفي التفاصيل، اقتحم عدد كبير من المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية شرطة الاحتلال في أول أيام ما يسمى عيد المساخر «البوريم».
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية باقتحام «عشرات المستعمرين الأقصى من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، في أول أيام العيد وسط تنكّر مستعمرين متطرفين من جماعات المعبد بزي «كهنة المعبد»، تكريسا للحضور الديني اليهودي المتطرف في الأقصى».
وأضافت مصادر من داخل الأقصى أن «المستعمرين نفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدَّوا طقوسا تلمودية، بحماية شرطة الاحتلال».
كما اقتحمت قوات الاحتلال المصلى القبلي لتأمين اقتحام المستعمرين للمسجد الأقصى المبارك.
وقال مرابطون في الأقصى إن شرطة الاحتلال قامت بتشديد الاجراءات على أبوابه، وأبواب القدس القديمة الرئيسية، وأرجعت الشبان ولم تسمح لهم بالدخول إلى الاقصى في هذه الأثناء.
وعقّب الباحث المقدسي زياد ابحيص لـ»القدس العربي» أنه كما حصل ليلة الخميس الماضي قبيل اقتحام يوم الصيام التحضيري للمساخر العبري (البوريم)، فإن قوات الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى (مساء السبت) وأجبرت المصلين على مغادرته بعد التراويح لتضمن منع الاعتكاف بالقوة مع حلول عيد المساخر العبري.
وتابع: «هذا لا يدع مجالاً للشك بأن قرار الاعتكاف هو بيد شرطة الاحتلال، وهي من تقرره بعيداً عن الأوقاف الأردنية، وأن الاحتلال أول من يدرك أن الاعتكاف هو بوابة صد أي اقتحام، ولذلك يحرص على منعه».
وكان عشرات آلاف المواطنين قد أدوا صلاتي العشاء والتراويح أمس الأول السبت، في رحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم قيود وتضييق الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن نحو 45 ألف مواطن أدوا صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى المبارك ومصلياته المسقوفة.
منع المسيحيين في عيد الشعانين
وقال شهود إن شرطه الاحتلال قامت بتشديد الاجراءات على أبواب الأقصى وأبواب القدس الرئيسية، وأرجعت مئات الشبان ومنعتهم من الدخول الى الأقصى، بسبب الأعياد اليهودية الذي تبدأ اعتبارا من هذه الليلة.
وتهدف سياسات الاحتلال لمنع الاعتكاف في المسجد الاقصى المبارك لتسهيل حركة المستعمرين في داخله.
وفي السياق ذاته، حرم الاحتلال الإسرائيلي المواطنين المسيحيين من الضفة الغربية، من الوصول إلى مدينة القدس المحتلة للمشاركة في إحياء أحد الشعانين حسب التقويم الغربي.
وتحيي الكنائس المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي في فلسطين أحد الشعانين، وهو الأحد الأخير قبل عيد الفصح المجيد و»ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس».
وترأس بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، قدّاس أحد الشعانين في كنيسة القيامة، في البلدة القديمة في القدس.
وشارك في القداس الذي أقيم أمام «القبر المقدس» لفيف من الأساقفة والكهنة، في حضور حشد من الرهبان، والراهبات وعدد محدود من المصلين، غالبيتهم من مدينة القدس وأراضي الـ48، بعد أن حرم الاحتلال الإسرائيلي الآلاف من المسيحيين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى المدينة المقدسة.
وفرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءات عسكرية مشددة على الحواجز المحيطة بمدينة القدس، وفي محيط البلدة القديمة.
وتشترط سلطات الاحتلال على الفلسطينيين، المسلمين والمسيحيين، استصدار تصاريح خاصة للعبور من حواجزها العسكرية المحيطة في المدينة المقدسة والوصول إلى أماكن العبادة، خاصة المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة.
كما تضع قيودا على استصدار التصاريح بضرورة حيازة المواطنين «بطاقة» تصدرها سلطات الاحتلال بعد أن تجري ما تسميه «فحصا أمنيا» للمتقدم. وبعد ذلك، تجبر المواطنين على تحميل تطبيق خاص على أجهزتهم المحمولة وتقديم طلب للحصول على التصريح، وغالبا ما يتم رفض الطلب.
وألغت الكنائس المظاهر الاحتفالية كافة في الأعياد في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وتقتصر الأعياد على إقامة القداديس والصلوات والشعائر الدينية.
ووصل إلى القدس عدد محدود من الحجاج المسيحيين من دول العالم المختلفة، في ظل إلغاء عدد من شركات الطيران رحلاتها بسبب تواصل العدوان على غزة، إلى جانب القيود المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال على مرور الأجانب من جسر الملك حسين.
اعتداءات في الحرم الإبراهيمي
وفي الخليل، شارك عشرات المستوطنين المسلحين بحماية قوات الاحتلال، بمسيرة استفزازية وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وقال شهود عيان إن عشرات المستوطنين نظموا بحماية قوات الاحتلال مسيرة استفزازية انطلقت من حي تل الرميدة وسط الخليل، باتجاه الحرم الإبراهيمي الشريف، وسط إجراءات عسكرية مشددة فرضتها قوات الاحتلال، حيث أغلقت المنطقة بالكامل، واعتلى جنودها أسطح المنازل ومنعت حركة المواطنين.
الخارجية الفلسطينية: الاحتلال يسعى لفصل القدس عن محيطها
رام الله – «القدس العربي»:
أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية حرمان سلطات الاحتلال الإسرائيلي المواطنين المسيحيين من الضفة الغربية المحتلة من الوصول الى القدس للمشاركة في إحياء أحد الشعانين حسب التقويم الغربي.
واعتبرت الخارجية في بيان لها أمس ذلك «جريمة ضد الإنسانية تندرج في إطار سياسة اسرائيلية رسمية لفصل القدس تماماً عن محيطها الفلسطيني، وتعميق إجراءاتها الاستعمارية العنصرية لضمها، بما في ذلك إغراقها بالكتل الاستيطانية الضخمة وفرض المزيد من الإجراءات على حواجز الاحتلال والتقييدات التي تحول دون وصول المصلين الى المقدسات المسيحية والإسلامية».
كما أدانت «التصعيد الحاصل في اقتحام المستعمرين للمسجد الأقصى المبارك ومسيرة المستعمرين الاستفزازية وسط مدينة الخليل بحماية قوات الاحتلال، بشكل يرتبط مباشرة مع جرائم الاستيلاء على الأراضي وزيادة أعداد المستعمرين في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وتكثيف قواعد الارتكاز للمتطرفين الإرهابيين الذين يرتكبون الجرائم بحق شعبنا وأرضه ومقدساته وممتلكاته وبلداته».
ورأت أن «ردود الفعل الدولية تجاه الاستيطان وجرائم التنكيل بشعبنا وحرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية لا ترتقي الى مستوى ما يتعرض له الشعب الفلـسطيني من انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الـدولي».
وطالبت مجلس الأمن الدولي بتنفيذ القرار 2334 وتوفير الحماية الدولية لشعبنا الذي يتعرض لأبشع أشكال الإبادة وفرض عقوبات رادعة على منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري وترجمة الإجماع الدولي على حل الدولتين إلى خطوات عملية جدية تضمن حمايته من التغول الإسرائيلي.
«سرايا القدس»: قتلنا ضابطاً إسرائيلياً و3 جنود شمال طولكرم
رام الله – «القدس العربي»: قالت «سرايا القدس ـ كتيبة طولكرم»، التابعة لـ «حركة الجهاد الإسلامي»، في بيان أمس الأحد، إن عناصرها قتلوا ضابطا إسرائيليا و3 جنود، في عملية تسلل وكمين في بوابة دير الغصون إلى الشمال من مدينة طولكرم.
وأكدت أن عناصرها انسحبوا بسلام بعد الإجهاز على الجنود الإسرائيليين.
وقالت عن العملية إنها رد على اغتيال مقاتليها في مخيم نور شمس في طولكرم، و»امتداد الى مخيم جنين البطولة وشهدائها وعلى رأسهم الشهيد القائد ابو شادي الحواشين». وفي سياق آخر، أصيب شاب فلسطيني، فجر أمس الأحد، خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية جنوب جنين في الضفة الغربية.
ونقلت وكالة الأنباء فلسطينية (وفا) أمس عن مصادر أمنية قولها إن «شابا من قرية سيريس أصيب بالرصاص الحي في ساقه، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال التي اقتحمت القرية». وأفادت مصادر محلية بأن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، وتمركزت في منطقتي «السماقة» شرق البلدة، و»شنّه» جنوبا. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن أمس الأول السبت مقتل ضابط صف متأثرا بجروح أصيب بها الجمعة، خلال تبادل إطلاق نار مع مقاتل فلسطيني قرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية. وقال الجيش، في بيان «قُتل ضابط الصف إيلي ديفيد جارفينكل، البالغ من العمر 21 عامًا، وهو مقاتل في وحدة دوفدفان (وحدة خاصة من المستعربين)، خلال تبادل إطلاق النار مع المسلح الذي نفذ هجوم إطلاق النار أمس غرب رام الله». كما أعلن إصابة 7 عسكريين من ضباط وجنود، بينهم اثنان في حالة خطيرة، فيما الآخرون وصفت حالتهم ما بين طفيفة ومتوسطة.