حيث قال محمد الشولي، الذي ظل منتظراً طوال الليل كي يتمكن من جلب بعض الطعام لعائلته: "رأيت أشياء لم أتصور أنني سأراها يوماً. رأيت أشخاصاً يسقطون على الأرض بعد إطلاق النار عليهم، وآخرون حملوا ما حصلوا عليه من غذاء واستمروا في الركض للنجاة بحياتهم".
وأضاف الشولي أنه وسط الفوضى وإراقة الدماء، دهست شاحنات المساعدات بعض الأشخاص.
وقال الشولي، وهو سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 34 عاماً، إنه ذهب لانتظار القافلة، لأنه وأسرته، التي تضم ثلاثة أطفال صغار، كانوا يعيشون على البهارات والقمح المفروم وما يجدونه من الخضر البرية.
وكان قد سمع الأربعاء 28 فبراير/شباط، أن الناس حصلوا على أكياس طحين من شاحنات المساعدات، ودارت شائعات عن وصول قافلة أخرى. فذهب إلى دوار مروري مع أصدقائه لانتظارها، إلا أنه لم ير قط هذا العدد من الناس مجتمعين في مكان واحد.
وقال الشولي في مقابلة هاتفية، متحدثاً عن الدبابات الإسرائيلية: "قبل وصول الشاحنات مباشرة، بدأت دبابة بالتحرك نحونا- كانت الساعة نحو الـ3:30 صباحاً- وأطلقت بضع طلقات في الهواء. وأطلقت قذيفة واحدة على الأقل. وكان الظلام قد حل، فركضت نحو مبنى مدمر واحتميت به".
وقال محمد حمودة، وهو مصور في مدينة غزة، إنه حين وصلت الشاحنات بعد فترة وجيزة، "ركض الناس نحوها ليحصلوا على الطعام والشراب وأي شيء آخر يمكنهم الحصول عليه. ولكن حين وصل الناس إلى الشاحنات، بدأت الدبابات بإطلاق النار مباشرة على الناس".
وأضاف: "رأيتهم يطلقون النار مباشرة بالرشاشات".
وقال شهود إن الدبابات الإسرائيلية ظلت تطلق النار على الناس حتى حين بدأوا بالفرار. وواصلت القوات الإسرائيلية إطلاق النار على سكان غزة بين الساعة الـ3 والـ4 صباحاً، حين وصلوا في البداية، حتى نحو الساعة الـ7 صباحاً.
وقال حمودة إنه رغم الذعر في مكان الحادث، كان كثيرون لا يزالون يتقدمون نحو الإمدادات. وأضاف: "كان الناس مرعوبين، ولكن ليس جميعهم. بعضهم جازفوا بحياتهم لمجرد الحصول على الطعام. يريدون أن يعيشوا فقط".
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "الإبادة الجماعية".